شرطة حماس تستخدم القوة لتفريق اعتصام نقابي لـ«الجهاد» وتقمع إضرابات الموظفين

نقابة المهن الصحية تقرر مقاضاة حماس دوليا وعربيا لاعتدائها على أطباء وموظفي الصحة

TT

فرقت شرطة الحكومة المقالة في غزة امس بالقوة اعتصاماً دعا إليه إطار نقابي تابع لحركة «الجهاد الإسلامي» نظم احتجاجاً للمطالبة بتحييد التعليم عن الخلافات بين حركتي فتح وحماس والتي أثرت سلباً على قطاع التعليم في غزة. فيما قالت نقابة المهن الصحية، في فلسطين، انها ستقاضي حركة حماس، محليا وعربيا ودوليا، لما تقوم به من اعتداءات على الطواقم الطبية في قطاع غزة.

وقال داود شهاب الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي لـ «الشرق الاوسط» إن المعتصمين الذين ينتمون الى الاتحاد الإسلامي للمعلمين، التابع لحركته فوجئوا باقتحام عناصر الشرطة الذين قاموا بتفريقهم بالقوة والاعتداء بالضرب عليهم واعتقال بعضهم، فضلاً عن الاعتداء على الصحافيين الذين قدموا لتغطية الاعتصام. واشار شهاب الى أن الاعتصام لم يحمل أي طابع سياسي وان المشاركين فيه رفضوا تهديد حكومة رام الله بقطع رواتب المعلمين الذين لا يلتزمون بالإضراب، فضلا عن رفضهم لاجراءات الحكومة المقالة بفصل المدرسين المضربين. واعتبر شهاب أن ما قامت به الشرطة يمثل سياسة تكميم الأفواه ومحاولة لمنع الأطر النقابية من التعبير عن مطالبها بحرية. واضاف «ننظر بخطورة كبيرة لما جرى من اعتداء وقمع لاعتصام نقابي سلمي أراد منظموه أن يعلنوا موقفاً وطنياً يحفظ للمعلم حقه وكرامته ليؤدي دوره الرسالي على أفضل وجه»، مؤكداً ان المعتصمين دعوا المدرسين المضربين للعودة لمزاولة اعمالهم.

ونفى شهاب بشدة أن يكون ما جرى له أي تأثير على علاقة حركته بحركة حماس، منوهاً الى أن «الجهاد» يتبنى علاقة استراتيجية مع كل الفصائل التي تتبنى المقاومة كنهج. واضاف أن حركته ستواصل جهودها من اجل وضع حد لحالة الانقسام الداخلي، مؤكداً أن «الجهاد الإسلامي» ليست طرفاً في هذا الانقسام. من ناحيته اكد فوزي برهوم الناطق الرسمي باسم حماس أن علاقة حركته مع «الجهاد» لم تكن في يوم من الايام افضل مما هي عليه الآن، مشدداً على «الطابع الاستراتيجي» للعلاقة بين الحركتين. واشار برهوم الى أن ما قامت به الشرطة ضد الاعتصام الذي نظمه الاتحاد الإسلامي للمعلمين يدخل في اطار تحركها ضد أي اجراء يتم خارج اطار القانون. ونوه الى أن حركته تؤيد أي نشاط للتعبير عن الرأي، لكنها تشدد في الوقت ذاته على ضرورة أن تتم هذه الأنشطة وفق القانون.

الى ذلك قالت نقابة المهن الصحية، في فلسطين، انها ستقاضي حركة حماس، محليا وعربيا ودوليا، لما تقوم به من اعتداءات على الطواقم الطبية في قطاع غزة. واتهم بيان للنقابة، التي تضم عدة نقابات عاملة في المجال الطبي، حركة حماس، باختطاف المزيد من الاطباء والكوادر الصحية والاعتداء على اخرين، بينهم طبيبتان، واجبارهم على التوجه إلى مراكز عملهم، تحت تهديد السلاح.

وتصاعدت في غزة حدة المواجهة بين موظفين مضربين، بعد دعوة من نقاباتهم، والحكومة المقالة، التي استخدمت القوة في وقف الاضراب، فاعتقلت واعتدت على موظفين مضربين، وفصلت اخرين من عملهم.

واتهمت نقابة المهن الطبية، حركة حماس، بتهديد الاطباء والموظفين، بتكسير عظامهم، وباجبارهم على التوقيع على تعهد بعدم الالتزام بالإضراب، والاعتراف بشرعية حكومة غزة.

وقال أسامة النجار، رئيس اتحاد نقابات المهن الصحية، «إن نقابات المهن الصحية تقوم بتوثيق كافة الاعتداءات على الطواقم الطبية، وأنه سيتم خلال الأيام القادمة رفع دعوى قضائية محلية وعربية ودولية ضد المجرمين الذين يعذبون الموظفين ويعتدون عليهم». وبحسب النجار «فإن شرطة حماس، تواصل مطاردتها لأكثر من 500 موظف بوزارة الصحة، تركوا منازلهم خوفا من اختطافهم أو إجبارهم على كسر الإضراب تحت تهديد السلاح».

وتتهم النقابات في رام الله، حركة حماس بتشكيل جهاز امني جديد لقمع اضراب الموظفين. وقال النجار في بيان له، «ان مليشيات حماس الخارجة عن القانون في غزة شكلت جهازا أمنيا جديدا لقمع إضراب الموظفين في وزارة الصحة أطلقت عليه اسم «المباحث الطبية».

وأضاف النجار «أن من مهمات هذا الجهاز مطاردة واختطاف الملتزمين بالإضراب وجلبهم بالإكراه، وتحت تهديد السلاح، إلى أماكن عملهم، وإغلاق ونهب وتحطيم عياداتهم ومختبراتهم وصيدلياتهم أو أي مكان عمل خاص بهم أو بأقاربهم». وبحسب النجار، فان الجهاز المذكور «اختطف حتى الآن أكثر من 1200 موظف، وهددهم بتكسير عظامهم إن التزموا بالإضراب، وأحيانا كان يتم ضربهم، او ضرب والدة الموظف أو والده أو زوجته لإكراهه على العمل». واضاف «أجبر الجهاز عددا من الموظفين على التوقيع على تعهد من ثلاث نقاط، أولها أن يقر الموظف بأن إسماعيل هنية وحكومته المقالة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولا شرعية غيرها، وثانيها أن يتعهد الموظف بعدم الالتزام بالإضراب، والتزامه بعمله، أما ثالثا فيتعهد الموظف بعدم التحريض أو الدعوة للإضراب».

وتقول نقابة المهن الطبية ان أفراد هذا الجهاز يقومون بالتحقيق مع الموظفين المضربين في أماكن اختطاف متعددة، كما يعمدون إلى ضربهم وشبحهم لساعات طويلة، بهدف ثنيهم عن الالتزام بالإضراب، إضافة إلى إجبارهم على دفع مبلغ 100 شيقل أجرة نقل للسيارة التي يختطفون بها. وقال النجار أن أفراد هذا الجهاز من غير المتعلمين، وتتراوح أعمارهم بين 16-25 عاما، وأنهم يتواجدون داخل المستشفيات ويقومون بين الحين والآخر بالتعرض للموظفين وصلبهم على جدران أروقة المستشفيات، وتفتيشهم وإهانتهم. وتقول نقابة المهن الصحية، ان الاضراب الصحي في غزة مستمر، بنسبة تفوق 90% رغم «الهجمة الشرسة» التي تشنها حماس ضد الموظفين والأطباء في القطاع الصحي العام لإجبارهم على كسر إضرابهم.