ضباط في الجيش العراقي: أميركا تريد بناء جيش عراقي خال من الأسلحة الساندة

قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن معظم صنوف الجيش أعيدت عدا مدفعية الميدان ومقاومة الطائرات

TT

شكك ضباط في الجيش العراقي برغبة الإدارة الأميركية في إعادة تكوين جيش عراقي «رصين»، بعد عزوفها عن تشكيل الصنوف الساندة ومنها مدفعية الميدان ومقاومة الطائرات، مؤكدين ان من الأجدر بالحكومة العراقية استعادة نصف سلاح الجو العراقي المودع في طهران منذ عام 1991 بدلا من شراء  36 طائرة أميركية من طراز إف 16، حسب قولهم.   وقال عدد من الضباط لـ«الشرق الأوسط»، رفضوا الكشف عن أسمائهم، ان «كل السياقات العسكرية في جيوش العالم تحتم وجود صنوف عسكرية ساندة تتقدم الاسناد الناري في الهجوم والدفاع لقطعات المشاة والمشاة الالي والدورع في الأرض وتسهم في حماية تلك القطعات في الجو بالمدفعية او بالصواريخ».

وأكد الضباط أن «البنتاغون سمح بإعادة تكوين صنوف المشاة والمشاة الالي والدروع والهندسة والتموين والنقل والادارية والطبابة ونواة للقطعات البحرية والجوية ولم يعد صنفي مدفعية الميدان ومقاومة الطائرات» مستدركين ان «الغاية من ذلك اما لابقاء الجيش العراقي معتمدا بصورة دائمة على القطعات الاميركية التي سيفرض وجودها في العراق، او ثأرا من دور الصنفين البطولي في مقاومة الاحتلال وتكبيده خسائر كبيرة في حربي الخليج الثانية والثالثة».

واوضح ضابط برتبة عميد ان «صنفي مدفعية الميدان ومقاومة الطائرات تعدان من اعرق الصنوف في الجيش العراقي وجرى تسليحهما على مر السنوات التي سبقت الاحتلال باحدث الاسلحة ومن بينها مدافع ميدان 130 ملم 122 D30 الذي يعد المدفع القياسي لحلف وارسو سابقا، و152 النمساوي ,مسحوبة وذاتية الحركة، حتى اصبح عدد كتائبها في نهاية الثمانيات اكثر من مائة كتيبة (الكتيبة الواحدة مؤلفة من 18 مدفعا) اضافة الى صواريخ باليستية وكتائب راجمات واخرى للاستمكان ومدافع وصواريخ روسية وفرنسية لمقاومة الطائرات، كما ضم الصنفان خيرة الضباط الذين يعدون من الخبراء وضباط صف وجنود اكفاء». فيما اشار عقيد في الجيش الى ان «من اهداف الغزو الاميركي للعراق هو تحويله إلى سوق لاسلحتها واستعادة كل الأموال التي انفقتها على الغزو حيث أقرت وزارة الدفاع الاميركية اواخر يوليو (تموز) صفقة اسلحة قيمتها 10.7 مليار دولار للعراق تشمل دبابات من طراز ابرامز قيمتها 2.16 مليار دولار من صنع شركة جنرال دايناميكس» متسائلا عن الدوافع الحقيقة للقوات الاميركية في  «تدمير الاسلحة الثقيله للجيش العراقي السابق ومنها دبابات تي 72 وطائرات مروحيه وناقلات اشخاص مدرعة وجدت صالحة اما في مخابئ او معسكرات او مدفونة ومتروكة في  ساحة المعركة وتفجير ملايين الاطنان من الذخيرة والصواريخ التي اشتراها العراق بمليارات الدورات». ويقدر موقع جلوبال سيكيوريتي.اورج، المتخصص في المعلومات الأمنية، ان «في مرحلة ما كانت القوات الجوية العراقية تمتلك 750 مقاتلة وقاذفة وطائرة تدريب أغلبها من روسيا وفرنسا. وتعد اكبر سادس قوة جوية في العالم». ويشكل الطيارون منذ زمن النظام العراقي السابق العمود الفقري لجهود إنشاء أسطول جوي جديد، لكن البريجادير جنرال الاميركي، بوب الارديس، قائد الفريق الانتقالي لسلاح الجو قال ان «برنامجا بدأ لتدريب طيارين جدد»، الامر الذي رجحه البعض «استغناء عن الطائرات الروسية والفرنسية التي كان يملكها سلاح الجو العراقي والتعويض عنها بطائرات أميركية اضافة الى تسريح مئات من الضباط الطيارين من ذوي الخبرة القتالية». وأضاف الجنرال الارديس في تصريحات صحافية نشرت مؤخرا «انها عملية معقدة ان تدرب سلاح الجو في حين تكافح تمردا مناهضا». مشيرا الى ان « سلاح الجو ليست لديه قدرات هجومية ويعتمد على طائرات هليكوبتر هجومية ومقاتلات اميركية لدعم القوات البرية». ويتشكل سلاح الجو حاليا من طائرات نقل هيركيوليز سي ـ130، وتشكيلة من الطائرات الصغيرة ذات الجناح الثابت للاستطلاع وعدد من طائرات هليكوبتر هوي التي ترجع لأيام حرب فيتنام وإم آي ـ17 روسية الصنع.