طهران تهاجم تصريحات ساركوزي وتتهمه بأنه يتحدث باسم إسرائيل

الرئيس الصيني يتباحث مع نجاد ويدعو القوى الكبرى للمرونة في الملف النووي

الرئيسان الصيني جينتاو والايراني احمدي نجاد قبل مباحثاتهما في بكين امس (رويترز)
TT

رفضت ايران أمس التحذير الذي وجهه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال القمة الرباعية التي عقدت في دمشق اخيرا وقال فيه ان طهران تقدم على مقامرة خطيرة فيما يتعلق ببرنامجها النووي لان اسرائيل قد تقرر توجيه ضربة لها في يوم من الايام. جاء ذلك بينما حث الرئيس الصيني هو جين تاو الذي التقى امس في بيكن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد القوى الكبرى على ابداء المرونة لحل أزمة الملف النووي الايراني وقال ان هناك فرصة نادرة لاستئناف المحادثات.

وفي طهران انتقد المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام في مؤتمره الصحافي أمس الرئيس الفرنسي بسبب تصريحاته حول ملفها النووي قائلا إن هذه التصريحات تطرح سؤالا مهما وهو: هل ان ساركوزي هو الناطق باسم الكيان الصهيوني؟ وذلك حسبما نسبت إليه وكالة الانباء الايرانية ايرنا.

وقال الناطق باسم الحكومة الايراينة: هل ان ساركوزي هو الناطق باسم الكيان الصهيوني واسرائيل المزورة؟ فاذا كان الامر كذلك فاننا ننصحه بالا يتحرك بهذا الاتجاه. واضاف قائلا «ان الكيان الصهيوني اصبح يكلف الاسرة الدولية باسرها ثمنا باهظا وان هذه الاثمان أخذت تطال الشعوب الاوروبية والشعب الفرنسي». وردا على جانب من تصريحات ساركوزي حول احتمال قيام اسرائيل بشن هجوم على إيران قال الهام «إن الكيان الصهيوني الغاصب ليس في موقع يمكنه من التفكير بالقيام بهكذا عمل».

واضاف الهام «ان هذه التهديدات تأتي من منطلق الضعف والعجز واضاف ان مزاعم كهذه تظهر قبل كل شيء الطبيعة الارهابية والعدوانية للكيان الصهيوني الذي يستخدم كافة الظروف لتهديد الامن الدولي». واكد ان ايران دولة قوية اعتمدت الحق والعدالة والسلام والامن وليس بمقدور احد تهديد هذه الدولة المحبة للسلام والانسانية. في الوقت ذاته اصدرت التعبئة الطلابية لجامعات محافظة طهران أمس بيانا اعتبرت فيه التصريحات التي أطلقها ساركوزي فكاهة سياسية اكثر منها تصريحات لرئيس دولة مثل فرنسا.

وقال الطلبة في بيانهم انهم يحذرون ساركوزي بخصوص تصريحاته المسيئة للشعب الايراني وقالوا متوجهين الى القوى المتغطرسة في العالم: اننا لن نتراجع، عن حقوقنا النووية السلمية قيد انملة ونعلن اننا لسنا بحاجة الي القنبلة النووية.

وخلال زيارتة الى دمشق يوم الخميس قال الرئيس الفرنسي (ايران تقدم على مجازفة خطيرة بمضيها قدما في العملية للحصول على قدرات نووية عسكريه، وفي يوم من الايام وأيا تكن الحكومة الاسرائيلية فقد نجد ذات صباح ان اسرائيل قد وجهت ضربة).

وفي بكين انتقد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في تصريحات ادلي بها امام مجموعة من الايرانيين المقيمين في الصين اثناء زيارتة لحضور دورة حفل افتتاح الالعاب الاولمبية للمعاقين السياسات الاميركية قائلا ان اميركا وصلت الي طريق مسدود في كافة المجالات ومنيت بالهزائم، وان الامبراطورية الاميركية وصلت الي نهاية الطريق. وقال «منذ 30 عاما كان اسم اميركا وثقافتها يتصف بالجاذبية في شرق العالم بحيث انة ترك تأثيرات علي الهوية الوطنية وثقة الشعوب بنفسها بصورة كاملة لكن هذة البلد اليوم اصبح يعاني من مشاكل اساسية وجذرية وان المشاكل الاقتصادية اصبحت اليوم تهدد كيان الامبراطورية الاميركية».

واضاف ان الاميركيين يعانون من مشاكل من جراء هجومهم على العراق وافغانستان وقال ان اميركا غرقت في الوحل في هذين البلدين وفي القوقاز لم تستطع القيام بمساع مؤثرة من اجل وضع حل للمشكلة فيها. واعتبر ان الاميركيين سقطوا في الوحل على الصعيد العسكري.

من جانبة قال الرئيس الصيني عقب مباحثاتة مع نظيرة الإيراني ان الصين تحترم حق ايران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية ودعا الى بذل المزيد من الجهود. واكد ان النزاع النووي الايراني أمامة في الوقت الحالي فرصة نادرة لاستئناف المحادثات ونتمنى أن تنتهز كل الاطراف المعنية هذة الفرصة وتبدي المرونة وتدفع باتجاة تسوية سلمية للقضيه. وأضاف ان الصين ملتزمة كما كانت دائما بالدفع باتجاة تسوية القضية عن طريق المفاوضات السلمية وستستمر في لعب دور بناء لتحقيق هذا الهدف. وتواجة ايران امكانية فرض جولة رابعة من العقوبات عليها بعدما لم ترد على عرض محسن للحوافز قدمتة فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين مقابل وقف تخصيب اليورانيوم. ونقلت شينخوا عن أحمدي نجاد قولة لهو انة يتمنى التوصل لحل تقبلة جميع الاطراف. وينظر الى الصين وهي من كبار مشتري النفط الايراني على أنها قادرة على لعب دور مهم لكسر الازمة الدبلوماسية لكنها تتردد في اتخاذ خطوات قد تضر بعلاقاتها مع طهران في مجالي الطاقة والاقتصاد.