كتاب جديد: كوماندوز إسرائيلي جمع عينات في سورية قبل ضرب المفاعل

قال إن تشيني أبلغ أولمرت أن احتمال شن عملية عسكرية ضد إيران قائم

TT

كشف النقاب في اسرائيل حول ان مجموعة كوماندوس من قوات النخبة في الجيش الإسرائيلي، قامت في أغسطس 2007 بعملية تسلل وإنزال في سورية، بقصد جمع عينات من الأتربة خارج الموقع الذي دمرته اسرائيل لاحقا، وزعمت أنه كان يحتضن منشأة نووية. وكاد أمر المجموعة ان يفتضح بسبب مرور دورية عسكرية سورية بالقرب منها.

ونقلت صحيفة «جيروزالم بوست» الاسرائيلية عن كتاب للصحافي الإسرائيلي رونين بيرغمان من المقرر أن ينشر في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل انه نظراً لأن إسرائيل كانت مدركة أن بعض مسؤولي جهازي الاستخبارات الإسرائيلي والأميركي كانوا غير مقتنعين بالكامل بأن الرئيس السوري بشار الأسد يقوم ببناء منشأة نووية في صيف العام 2007، قامت مجموعة كوماندوس من «سرايا متكال»، مؤلفة من 12 عنصرا، بالهبوط بواسطة مروحيتين بالقرب من الموقع السوري لجمع عينات من الأتربة لتحليلها واكتشاف ما إذا كانت تحتوي على مواد نووية. ووصفت صحيفة «جيروزالم بوست» هذا الحادث بأنه أحد الاعمال الدراماتيكية التي تم الكشف عنها والتي يحتوي عليها كتاب بيرغمان.

وبحسب بيرغمان «كانت المهمة في سورية ناجحة وجاءت النتيجة لتقدم برهانا ناصعا على المشروع النووي المشترك، وقام سلاح الطيران الإسرائيلي في الشهر التالي بتدمير الموقع».

ويتطرق كتاب بيرغمان الجديد الى ما يصفه ب»الحرب السرية مع ايران». وقال في كتابه، «أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني اتصل برئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت عقب نشر التقييم الاستخباري الأميركي المثير للجدل حول البرنامج النووي الإيراني في العام الماضي، وأبلغه أن الولايات المتحدة «لم تلغ احتمال شن عملية عسكرية أميركية ضد أهداف نووية إيرانية.» ويكشف بيرغمان في مكان آخر من الكتاب، عن تفصيلات عدم القاء فرنسا القبض عمدا على قائد مجموعات «حزب الله» عماد مغنية، عندما مر بمطار شارل ديغول في باريس في منتصف الثمانينات لانها كانت تخشى ان يؤدي احتجازه الى مزيد من الاعمال «الارهابية» ضد مصالحها.

ويقول بيرغمان، ان مغنية كان متوجها من لبنان الى السودان للقاء مسؤولين في الاستخبارات الايرانية وقدامى محاربي المجاهدين من افغانستان، وأنه «توقف في مطار شارل ديغول. وقد زودت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية فرنسا بتفاصيل جواز السفر المزور الذي كان يحمله مغنية، ورغم تأكد الاميركيين من ذلك في المطار، الا ان الفرنسيين لم يحتجزوه مدعين انه تمكن من الافلات من بين ايديهم».

ونقل الكاتب عن ضابط الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الإسرائيلي ديفيد باركاي، الذي كان مسؤولا عن ملف مغنية قوله «بعد ان احتجز حزب الله فرنسيين في لبنان قامت وزارة الخارجية الفرنسية بهدوء بالتوصل الى اتفاق سلام مع حزب الله». ويتحدث الكتاب عن مغنية الذي اغتيل لاحقا في دمشق في شهر شباط (فبراير) الماضي ولم يعلن اي طرف مسؤوليته عن الحادث، فيقول انه كان العقل المدبر عام 1983 لشاحنة المتفجرات التي انفجرت في بيروت، ضد قوات المظلات الفرنسية والبحرية الاميركية وأدت الى مقتل 58 فرنسيا و241 اميركيا.

واضاف بيرغمان «مغنية كان مستهدفا بصورة رئيسية من قبل وكالات الاستخبارات الغربية في ذلك الوقت ولعشرين سنة بعد ذلك. واتهم في الارجنتين بتفجيري 1992 و1994 ضد السفارة الاسرائيلية ومكتب الجالية اليهودية، واعتبر العقل المدبر وراء استراتيجية حزب الله في الحرب اللبنانية الثانية». ويدعي بيرغمان ان مغنية كان «حلقة وصل رئيسية» بين تنظيم «القاعدة» التابع لاسامة بن لادن، وايران ومصدرا يمهد الطريق لابن لادن ويساعد في تنفيذ مهامه. ويتحدث عن اجتماع محوري بين الرجلين عقد في الخرطوم وصف فيه مغنية لابن لادن «التاثير الرهيب للعمليات الانتحارية ضد الاميركيين والفرنسيين في اوائل الثمانينات في لبنان».

ويضيف بيرغمان، مستندا الى افادات شهود من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي انه عشية هذا الاجتماع «قام حزب الله بتزويد القاعدة بالارشادات الخاصة بالمتفجرات، واستخدمت ايران حزب الله لتزويد بن لادن بالقذائف. وجرى تدريب معظم افراد القاعدة في معسكرات في ايران». وكتاب بيرغمان الجديد هو توسيع وتحديث باللغة الانجليزية، لكتابه الشهير باللغة العبرية «نقطة اللا رجوع» الذي كان على قائمة افضل المبيعات العام الماضي. وهو يكرر في كتابه باللغة الانجليزية الادعاءات اليهودية التي تشكك في صحتها مصادر اخرى، من ان الروس زودوا ايران بصواريخ «إس 300» وانها نشرت لحماية المنشآت النووية الايرانية.