بعد سبع سنوات على هجمات سبتمبر .. إعادة بناء «غراوند زيرو» تراوح مكانها

العمال يضعون اللبنات الأولى «لجراوند زيرو» (ا.ف.ب)
TT

بعد سبع سنوات على تدمير مركز التجارة العالمي (وورلد تريد سنتر) في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001 ما زالت التعقيدات الادارية واللوجستية والمالية تؤخر اعادة بناء موقع «غراوند زيرو» الذي لم ينته بعد وضع اساساته.

ومن هذا المشروع الهندسي الضخم الذي اعده الحاكم السابق لولاية نيويورك جورج باتاكي في سبتمبر 2006، وحدها الهياكل المعدنية لـ«برج الحرية» الذي سيبلغ ارتفاعه 541 م، بدأت تخرج من الارض في الموقع حيث لقى الاف الاميركيين حتفهم في اعنف الاعتداءات واكثرها دموية في التاريخ الاميركي مع سقوط نحو ثلاثة الاف قتيل.

وفي موقع الابراج الثلاثة الاخرى التي رسمها المهندسون نورمن فوستر وريتشارد روجرز وفوميهيكو ماكي ما زالت عمليات الحفر جارية. لكن الخطط الهندسية لمحطة وورلد تريد سنتر لن تكتمل قبل 30 سبتمبر بعد ان تقرر مراجعتها بهدف التوفير. ولم توضع العارضة المعدنية الاولى للنصب التذكاري لاعتداءات 11 سبتمبر سوى الثلاثاء لافتتاحه كما هو مرتقب في عام 2011.

وعبرت النائبة المحلية جولي منين لوكالة الصحافة الفرنسية عن اسفها قائلة «بالتأكيد انه امر مخيب للامال لان العديد من المتاجر الصغيرة اضطرت للاقفال. ونوعية حياة سكاننا تأثرت الى حد كبير». وتمكن الحي مجددا من جذب الشركات والسكان لكن عدد الموظفين يبقى متدنيا عن مستواه قبل 2001 بحسب جمعية «داون تاون آلاينس». وذكرت كاثرين وايلد في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية بـ«ان الاولوية هي البنى التحتية للنقل والشوارع المؤدية الى المنطقة».

لكن «ما يدعو للقلق انهم بصدد اعادة رسم خطط كل المشاريع لتوفير المال»، معتبرة ان نهاية الاشغال ستؤجل الى عام 2013 بدلا من عام 2011. وكان كريس وارد مدير سلطة مرافئ نيويورك ونيوجرسي ومالك الموقع قد اقر في يونيو (حزيران) في تقرير بان «الجدول الزمني وميزانية كل من المشاريع يواجهان تأخيرا كبيرا وتكاليف اضافية». وسيقترح حاكم نيويورك الجديد ديفيد بيترسون في 30 سبتمبر اعادة تنظيم هيكلية القرار من اجل تنسيق افضل بين وكالات الدولة الـ19 وعشرات الشركات والمهندسين المعنيين. كما يتوقع بحسب وايلد اجراء مراجعة رسمية للميزانية الاصلية المقدرة بـ15 مليار دولار لرفعها بنسبة 20% ما سيرفع الميزانية الاجمالية الى 18 مليار دولار. وتضاف الآن ضرورات امنية الى المشكلات الادارية والمالية. فمدينة نيويورك المكلفة الاشراف على امن الموقع تعتزم اخضاع جميع السيارات فيه في المستقبل لعمليات تفتيش عن قنابل. وقالت منين «نحن قلقون جدا. صحيح اننا حريصون على الامن لكن اقامة نقاط تفتيش في كل مكان في جنوب مانهاتن تهدد بمشكلة كبيرة جدا». وطالما ان هذه الخطة لم يتم تبنيها نهائيا بعد فان تخطيط الشوارع ونقاط الوصول لم يكتمل بعد مما يؤخر ايضا عملية البناء. ويختصر «برج الحرية» الاعلى وحده هذا التداخل في العقبات. فهندسته النهائية لم تقر الا في يونيو (حزيران) 2005 بعد سنوات من المحادثات. غير ان مالك عقد الايجار لاري سيلفرستاين ان عجز عن تأمين التمويل الضروري لبنائه وقدره 8.2 مليار دولار، فتخلى في نهاية المطاف عن حقوقه لسلطة المرافئ عام 2006 ولم يبدأ البناء الا في ابريل (نيسان) من تلك السنة، الا ان سيلفرستاين يملك عقود ايجار الابراج الثلاثة الاخرى وكذلك البرج الجديد «7 وورلد تريد سنتر» ناطحة السحاب السابقة المؤلفة من 47 طابقا والملاصقة للبرجين التوأمين والتي دمرت في حريق نتج عن سقوط حطام مشتعل، وقد اعيد بناؤها ودشنت في 2006 الى الجهة الشمالية لـ«برج الحرية» المقبل.