فرنسا: الجدل مستمر حول ظروف مقتل عشرة مظليين في كمين في أفغانستان

تقرير: مسلحو طالبان يرتدون ملابس الجنود القتلى ويحملون أسلحتهم

TT

دخل رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون على خط الجدل الدائر في فرنسا، حول تعاطي الإعلام مع حادثة مقتل عشرة مظليين فرنسيين في كمين شرق العاصمة الأفغانية يوم 18 أغسطس (آب) الماضي، وهي الحادثة التي صدمت الفرنسيين ودفعتهم الى التساؤل مجددا حول ظروف عمل القوة الفرنسية وفائدتها.

ويعود مصدر الجدل الى تعتيم السلطات الفرنسية، العسكرية والسياسية، على ظروف الحادثة، التي تشكل أكبر خسارة منيت بها القوات الفرنسية منذ حادثة مبني دراكار في بيروت عام 1983، حيث قتل 57 جنديا فرنسا في تفجير مقر سكنهم في العاصمة اللبنانية.

ويأتي تقريبا كل يوم بجديد، غير أن ما صدم الفرنسيين واثار الجدل، هو نشر مجلة «باري ماتش»، واسعة الانتشار، التي هي اساسا مجلة المشاهير والنجوم، تقريرا مصورا يظهر مقاتلا من طالبان يرتدي بزة مظلي فرنسي، فيما يحمل آخر بندقية «فماس»، التي يحملها المظليون. وظهرت في الصور اجهزة اتصال ونظارات وذخائر عائدة للمظليين القتلى. كما ان أحد مقاتلي طالبان أعطى صحافية «باري ماتش» ساعة يد احد الجنود القتلى طالبا إعادتها الى أهله. وكذلك نقلت «باري ماتش» عن أحد قادة طالبان، الذي شارك في الكمين تهديدات للقوات الفرنسية، محذرا إياهم من «الإبادة» إذا بقوا في أفغانستان. وتساهم فرنسا بـ2600 جندي في إطار القوات الأطلسية العاملة في هذا البلد. وقبل يومين، نشرت إحدى الصحف معلومات تفيد بأن أربعة من الجنود الفرنسيين قتلوا ذبحا. ومنذ الكمين، كشفت مجلة «لو كنار أونشينيه» الساخرة معلومات تناقض الرواية الرسمية عن ظروف الحادث ووصول المساعدات.

وأمس انتقد رئيس الحكومة بعنف مجلة «باري ماتش» معربا عن غيظه من ريبورتاج المجلة المذكورة. وقال فيون: «إنهم (الجنود) يدافعون عن أمننا، وواجبنا أن نظهر لهم الاحترام والدعم». وتساءل: «كيف يمكن ألا أشعر بالغضب إزاء الذين لا يحترمون حزن عائلات الجنود». واعرب رئيس الحكومة عن احترامه لـ«حرية الإعلام»، لكنه دعا بالمقابل الى احترام الموتى والأحياء.