وفد عراقي أميركي مشترك يصل خانقين اليوم لبحث الخلافات مع الأكراد

سكان البلدة لـ«الشرق الاوسط»: لا نريد العنف.. وعلاقاتنا مع بعضنا تمتد لعقود طويلة

TT

أكد مصدر كردي مطلع ان وفدا رسميا مشتركا من الحكومة العراقية والقوات الاميركية سيصل اليوم الى بلدة خانقين، المتنازع عليها بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، لإجراء مزيد من الحوار مع الجانب الكردي بخصوص الأزمة وسبل الخروج منها بحل يرضي جميع الاطراف، فيما أكد نائب رئيس الوزراء العراقي ان بغداد وحكومة اقليم كردستان تسعيان للوصول الى حل نهائي. ولم يحدد المصدر المطلع، الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط»، اسماء الشخصيات الحكومية او الاميركية التي ستشارك في الوفد.

ومن جهته، قال نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح إن الاجتماعات بين الحكومة ووفد إقليم كردستان بشأن قضاء خانقين مازالت مستمرة لإيجاد حل نهائي للأزمة الناشبة بين الطرفين للسيطرة على القضاء، اثر دخول قوات الجيش العراقي إليها الشهر الماضي، مبينا أن الطرفين متفقان على أكثر من نقطة.

وأضاف صالح، على هامش حضوره احتفالية جامعة صلاح الدين في مدينة أربيل، أن «الاجتماعات بين القيادة الكردية والحكومة العراقية حول مسألة خانقين مازالت مستمرة في بغداد، وسيكون هناك اجتماع آخر مساء اليوم (أمس)». ولم يعرف ان كان الاجتماع قد عقد ام لا.

ويعقد وفد من إقليم كردستان العراق يضم نائب السكرتير العام للاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح وعضو المكتب السياسي للاتحاد فؤاد معصوم، إضافة إلى هوشيار زيباري وروز نوري شاويس العضوين في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، اجتماعات مع وفد عراقي يضم رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي، لبحث القضايا العالقة بين الطرفين، وخصوصا مسألة خانقين التي شغلت الوسط العراقي مؤخرا.

ونفى صالح الأنباء التي ترددت حول «عدم وجود اتفاق بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان على سحب قوات الأمن العراقية من قضاء خانقين»، مشيرا إلى أن الطرفين يحاولان تهدئة الأزمة من خلال احترام بنود الدستور العراقي، حسبما اوردته الوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق). وتصاعدت مؤخرا حدة الخلافات بين الطرفين، على خلفية دخول القوات الأمنية العراقية التي تنفذ عملية (بشائر الخير) في ديالى لملاحقة المسلحين، إلى قضاء خانقين وإمهالها لقوات حماية الإقليم (البيشمركة) 24 ساعة لإخلاء مواقعها بأمر من رئيس الوزراء نوري المالكي، الأمر الذي صّعد التوتر بين الإقليم وبغداد، خصوصا ان خانقين من المناطق المتنازع عليها.

ووصل نائب رئيس الوزراء العراقي إلى مدينة أربيل للمشاركة في مراسيم توزيع الجوائز على الطلبة المتفوقين في جامعة صلاح الدين والمعاهد الفنية في اربيل، حسبما ذكر مصدر في وزارة التعليم العالي في حكومة الإقليم.  وكان وفد من إقليم كردستان وآخر من وزارتي الدفاع والداخلية الاتحاديتين، قد أعلنا يوم الأربعاء الماضي عن التوصل إلى اتفاق حول خانقين يقضي بإرجاع الوضع إلى سابقه قبل الأحداث الأخيرة.

وقال شهود عيان في خانقين ان هناك وجودا مكثفا لقوات البيشمركة على مشارف البلدة من جهتها الشمالية، رغم ان تلك القوات سحبت اسلحتها الثقيلة من المنطقة وقلصت من وجود جنودها في شوارع البلدة التي تسيطر عليها قوى الامن الداخلي من الشرطة ورجال الاجهزة الامنية المختلفة. ويعيش سكان بلدة خانقين حالة من القلق الشديد حيال احتمالات اندلاع قتال في المنطقة المثقلة اصلا بمشاكلها ومعاناتها الخاصة.

وفي لقاء «الشرق الاوسط» مع العديد من مواطني البلدة من مختلف الشرائح والقوميات، اكد اغلبهم ان مواطني البلدة يرفضون كل اشكال القتال والعنف في منطقتهم.

ويقول ناجي خزعل العجيلي، 63 عاما، وهو مواطن عربي ويعمل مزارعا: «منذ عقود وانا والمئات من العرب نقيم في خانقين وقراها المجاورة ونعمل في الزراعة وتربية المواشي، ولم تشهد علاقاتنا الاخوية مع الكرد والتركمان في المنطقة اي توتر او مشاكل، بل على العكس تماما كانت علاقاتنا دوما ودية ومتينة العرى، والدليل على ذلك حالات المصاهرة والزواج القائمة بين العشرات من العوائل الكردية والعربية».