القاهرة تشيع أبو غزالة.. العسكري الصارم الذي أحبه الشارع المصري

شارك في كل الحروب العربية مع إسرائيل

TT

شيع المصريون أمس، جثمان واحد من أبرز القادة العسكريين المصريين، هو المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق، الذي وافته المنية مساء أول من أمس، عن عمر يناهز 78 عاماً، بعد صراع طويل مع مرض سرطان الحنجرة.

وتقدم الرئيس المصري حسني مبارك، ووزير الدفاع المشير حسين طنطاوي، وقادة القوات المسلحة، مشيعي الجنازة العسكرية، التي انطلقت من مسجد آل رشدان بمدينة نصر (شرق القاهرة).

ومع أن الرجل لم تكن له أية نشاطات سياسية كبيرة، إلا أنه ظل لسنوات قبل وفاته مقلا في ظهوره الإعلامي أو حتى في المناسبات العامة، وعكف على كتابة بعض المقالات والكتب ذات الطبيعة الحربية أو ترجمتها.

ولد الراحل في 15 يناير(كانون ثاني) عام 1930، في قرية زهور الأمراء مركز الدلنجات، محافظة البحيرة، تخرج من الكلية الحربية في فبراير (شباط) 1949، حصل على إجازة القادة لتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين 1958 ـ 1961، خريج كلية الحرب، بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الدورة الثالثة، وحصل على دبلوم الشرف من كلية الحرب الأميركية، ويعتبر أول شخص غير أميركي يحصل على ذلك الدبلوم. كما حصل على بكالوريوس تجارة من جامعة القاهرة، وماجستير إدارة أعمال.

تدرج في وظائف القيادة لوحدات وتشكيلات المدفعية، فتولى منصب قائد مدفعية فرقة، ورئيس أركان مدفعية الجيش، وقائد مدفعية جيش «ج2» عام 1972، وعُين رئيس أركان المدفعية عام 1974، ثم عُين ملحقاً عسكريا في واشنطن في 27 يونيو (حزيران) 1976، وعُين مديراً للمخابرات الحربية والاستطلاع عام 1979، ثم عُين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة 15 مايو(آيار) عام 1980، ورُقي إلى رتبة فريق في 17 مايو 1980، وعُين وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي، وقائداً عاماً للقوات المسلحة عام 1981، ورقي إلى رتبة مشير عام 1982، وعين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة (1982 ـ 1989)، ثم عُين مساعداً لرئيس الجمهورية عام 1989. وخلال فترة توليه وزارة الدفاع، عمل أبو غزالة على التقارب مع واشنطن من جهة، وعلى إدخال إصلاحات إلى الجيش المصري من جهة أخرى. وعندما كان طالبا في القسم النهائي بالكلية الحربية، شارك في حرب فلسطين عام 1948، كما شارك في حرب السويس عام 1956، وحرب يونيو 1967، ومعارك الاستنزاف، وحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، اذ كان وقتها قائد مدفعية الجيش الثاني الميداني. وكان الراحل يجيد التحدث بثلاث لغات هي الإنجليزية والروسية والفرنسية. وحصل المشير أبو غزالة على عدة أوسمة وأنواط وميداليات، وله مؤلفات منها: «انطلقت المدافع عند الظهر» و«تاريخ فن الحرب» و«القاموس العلمي في المصطلحات العسكرية». وقبيل وفاته سعى الراحل إلى تكريس نفسه واحداً من الخبراء الاستراتيجيين المرموقين، خاصة فيما يتعلق بجوانب الصراع الدولي من جانبه العسكري، حيث يعطي كتابه المعنون: «الولايات المتحدة.. العراق.. والدمار الشامل»، رؤية كاملة عن النظرة الأميركية للعراق، وفقا لما يحمله المحافظون الجدد في البيت الأبيض.