رئيس برلمان كردستان: قلقون من حيازة بغداد طائرات حربية قد تستخدم ضدنا

بغداد: مفاوضاتنا مع الأكراد مستمرة حول خانفين..ولكن لا تراجع عن انسحاب البشمركة

أعضاء في برلمان اقليم كردستان أثناء جلسة افتتاح الفصل التشريعي الجديد في مدينة أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

واجهت العلاقات المتأزمة بين حكومتي بغداد وأقليم كردستان تحديا جديدا أمس يضاف الى الازمة التي نشبت أخيرا حول بلدة خانقين، أذ أعلن رئيس برلمان الاقليم قلقه حيال ما أسماه بـ«محاولة بغداد حيازة اسلحة متطورة»، مطالبا واشنطن وبقية الدول التي بصدد توريد اسلحة للعراق بأخذ ضمانات من الحكومة العراقية بعدم استخدامها ضد الاكراد مستقبلا. وأعرب عدنان المفتي رئيس البرلمان الكردي عن قلقه ازاء تقارير تفيد بان الحكومة العراقية تسعى الى شراء كميات من الاسلحة المتطورة بينها مقاتلات. وقال المفتي خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الجديدة للبرلمان في أربيل ان الاكراد يطالبون بضمانات من الدول التي تبيع الاسلحة للعراق بان لا تستخدم هذه الاسلحة ضد «شعب كردستان وباقي مكونات الشعب العراقي». واضاف «سمعنا ان الحكومة بصدد شراء طائرات حربية من نوع (اف ـ 16) ومروحيات حربية (..) نطالب واشنطن والدول الاخرى التي تبيع الاسلحة للعراق بوضع شروط امام الحكومة لعدم استخدامها بأي شكل من الاشكال ضد شعب كردستان والشعوب العراقية الاخرى».

من جهته، قال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان لوكالة الصحافة الفرنسية «ما نزال ندرس هذه المعلومات وان كانت صحيحة فستتم دراستها من جميع الجوانب ومن حق الحكومة العراقية شراء الاسلحة ولكن السؤال المطروح لماذا تشتريها؟ وما هي الخطة لاستخدامها؟ وما هي نوعية هذه الاسلحة؟». واضاف «نحن جزء من الحكومة العراقية وحينما يتم عقد هذه الصفقات يجب ان تكون هناك سياسة واضحة لان المسألة الامنية والعسكرية ملك الجميع وليست ملكا لحزب او فرد (...) وهذا يعني ان تكون حكومة الاقليم وممثليها في الحكومة الفيدرالية على اطلاع بهذه المسائل».

وعلى صعيد ذي صلة، قال المفتي في كلمته قائلا «البرلمان الكردستاني يؤيد اي عملية عسكرية في اي جزء من العراق كانت، الا ان المناطق المستقطعة عن الاقليم ينبغي ان يسبق التنسيق المشترك بين بغداد والاقليم اي عملية عسكرية تجرى في تلك المناطق وما يجري الان في خانقين غير مبرر حيث ليس هناك ما يستدعي القيام بأي عملية عسكرية في خانقين التي تحظى باوضاع أمنية مستتبة جدا».

وبعد انتهاء الجلسة عقد رئيس البرلمان الكردستاني مؤتمرا صحافيا اكد فيه ان البرلمان ينتظر قرار القيادة السياسية الكردية بخصوص مطالبة مجلس محافظة كركوك بضم المدينة الى اقليم كردستان. وفي خانقين، وصل بعد ظهر أمس وفد رفيع المستوى عن القوات الاميركية برئاسة الجنرال مارك هارتلينك قائد القوات المتعددة الجنسيات في المنطقة الشمالية من العراق، وفور وصول الوفد الذي ضم عددا من المسؤولين في الحكومة العراقية أيضا بينهم ضباط برتب رفيعة، عقد اجتماع مغلق بين الوفد الكردي برئاسة ملا بختيار العضو العامل في المكتب السياسي والمتحدث الرسمي باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والمشرف على قوات البيشمركة هناك والوفد المشترك برئاسة الجنرال هارتلينك. وكرس الاجتماع الذي عقد خلف الابواب الموصدة لبحث ازمة خانقين، ولم ترشيح تفاصيل عن المباحثات أو نتيجتها حتى ساعة أعداد هذا التقرير.

يذكر انه كان من المفترض ان يصل الوفد المذكور الى خانقين في وقت مبكر من صباح أمس، الا ان تأثيرات المنخفض الجوي الذي خيم على اقليم كردستان منذ الفجر حالت دون هبوط المروحيات العسكرية التي كانت تقل اعضاء الوفد رغم تكرار المروحيات محاولات الهبوط داخل خانقين ثلاث مرات متتالية، ما ارغمها على العودة الى قواعدها لحين الساعة الثانية من بعد الظهر حيث تحسنت الاوضاع الجوية قليلا.

الى ذلك، اعلن مصدر عسكري عراقي بازر عن مفاوضات تجريها الحكومة العراقية والاحزاب الكردية للتوصل الى حل لازمة خانقين يمر عبر «انسحاب قوات البشمركة».

وقال المصدر رافضا الكشف عن اسمه ان «الحكومة تجري مفاوضات مع الاحزاب الكردية بشأن انسحاب قوات البشمركة من قضاء خانقين (170 كلم شمال شرقي بغداد) في محافظة ديالى». واكد ان «لا تراجع عن انسحاب قوات البشمركة من خانقين».

واعتبر المصدر «خانقين منطقة عراقية لا تشكل جزءا من اقليم كردستان ولا ترتبط بأي شكل من الاشكال فيه (...) وليس من المفترض ان توجد فيها قوات البشمركة».

واشار الى «قيام قوات التحالف بتقديم ضمانات للحكومة المركزية بانسحاب القوات الكردية من خانقين» من دون مزيد من التفاصيل.