مصر: ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الصخري إلى 43 قتيلا و59 مصابا وعشرات المفقودين

مسؤول: جهود الإنقاذ تتم يدويا لاحتمال العثور على ناجين

بعض سكان الدويقة يشتبكون مع قوات الشرطة المصرية بسبب منعهم من دخول المنطقة المنكوبة (رويترز)
TT

تسارعت أمس وتيرة عمليات إنقاذ ضحايا انهيار صخور المقطم فوق مجموعة من مساكن منطقة الدويقة (شرق القاهرة) وبدأت المعدات الثقيلة والأوناش في العمل على رفع الأنقاض لإتاحة الفرصة لاستخراج جثث الضحايا أو العثور على ناجين، وإن كان الأمل في العثور على أحياء يتضاءل مع مرور الوقت، تصاعد الاهتمام الرسمي بالحادث، وعقد الرئيس المصري حسني مبارك اجتماعا وزاريا لبحث تداعيات الحادث. وبينما دعا الدكتور أحمد فتحي سرور، رئيس البرلمان، لاجتماع لجنتين برلمانيتين برئاسته بعد غد الخميس لبحث الشأن ذاته، واصل عدد الضحايا ارتفاعه ليبلغ 43 قتيلا و59 مصابا (حتى عصر أمس)، بينما لا يزال العشرات في عداد المفقودين.

ووجه مبارك، في الاجتماع الذي حضره رئيس الوزراء، الدكتور أحمد نظيف، وعدد من الوزراء المعنيين، بالتعامل مع الحادث للعمل على سرعة تسكين المتضررين من حادث الدويقة وتوفير الوحدات السكنية اللازمة لهم خلال أيام.

وقال الدكتور عبد العظيم وزير، محافظ القاهرة «الرئيس مبارك استمع إلى تقارير حول الجهود التي بذلت منذ وقوع الحادث وكذلك خلفيات الحادث والأسباب التي أدت إلى وقوعه». وأضاف في تصريحات له أنه عرض على الرئيس مبارك تقريرا يوضح أن الإنذار بخطورة المنطقة قد بدأ منذ عام 1993 بدأ بعدها عمل لجان الخبرة التي حددت 6 مناطق في الهضبة تم التعامل معها من خلال تثبيت وتهذيب الصخور وإخلاء المناطق الخطرة منها وانه قد أضيفت منطقتان أخريان إليهما هما منطقة الحرفيين ومنطقة السلام التي وقعت بها الحادثة مؤخرا.

وأوضح المحافظ أنه تم الالتفات إلى خطورة المنطقة التي وقع بها الحادث منذ عام 1993، وتم إخلاء بعض المناطق، وتهذيب وإصلاح الصخور في مناطق أخرى، مشيرا إلى أنه تم إخلاء السكان دون ممتلكاتهم عن طريق الشرطة في مارس (آذار) الماضي، إلا أن بعض الأهالي عادوا مرة أخرى خاصة من ظنوا أنهم بعيدون عن الخطر، وتعهد المحافظ بأن نقل المتضررين من معسكرات الإيواء إلى المساكن الجديدة لن تستغرق أكثر من أيام.

واستمرت اتصالات التعزية والمواساة في التوالي على رئاسة الجمهورية، وحرص عدد من قادة الدول العربية والعالم على تعزية الرئيس المصري، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أجرى اتصالات بالرئيس المصري الليلة قبل الماضية للتعزية في ضحايا الحادث.

من جانبه، دعا الدكتور سرور إلى عقد اجتماع مشترك للجنتي الإسكان والمرافق والإدارة المحلية بمجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) بعد غد الخميس لبحث أسباب الحادث، ووسائل تجنب تكراره مستقبلا، بحضور وزيري الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية، والتنمية المحلية، ومحافظ القاهرة.

وعلى الصعيد الميداني، ارتفع عدد ضحايا الحادث إلى 43 قتيلا و59 مصابا بحسب الحصيلة التي أعلنها اللواء مختار الحملاوي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، فيما تشير تقديرات منظمات الإغاثة التي تعمل بموقع الحادث إلى أن عدد الجثث التي تم استخراجها حتى عصر أمس بلغ 50 جثة، بينما تجاوز عدد المصابين الثمانين مصابا.

وأكد الحملاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» استمرار جهود الإنقاذ على مدار الأربع والعشرين ساعة، بعد أن تمت إنارة المنطقة خلال ساعات الليل عن طريق الكشافات والمولدات الكهربائية، مشيدا بدور رجال الإنقاذ التابعين للقوات المسلحة، الذين بدأوا في تفتيت الصخور يدويا وكيماويا بعيدا عن الطريقة الميكانيكية لتجنب المزيد من الأضرار، وإتاحة الفرصة للعثور على ناجين أحياء إن وجدوا. وقال «إن المعدات الثقيلة بدأت في العمل في موقع الحادث اعتبارا من فجر أمس بعدما أزال مهندسو القوات المسلحة عددا من المنازل وخطا للسكك الحديدية كانت تعوق طريق هذه المعدات». وأضاف «أخلينا 93 منزلا مقامة على سفح الجبل، و68 منزلا في مواجهة الجبل، ونستعد حاليا لإخلاء 146 منزلا آخر تضم 600 أسرة، خوفا من حدوث مزيد من الانهيارات، ولاستكمال جهود الإنقاذ». وقال إنه تم تسكين هذه الأسر في معسكرات إيواء قريبة من المكان، لحين تسلمها الوحدات السكنية الجديدة التي خصصتها لهم المحافظة.