الصومال: خلافات بين قبيلتي الرئيس ورئيس الحكومة حول من يحكم العاصمة

الرئيس حل إدارة مقديشو وعين إدارة مؤقتة.. والإسلاميون يشكلون إدارة لـ«كيسمايو»

صومالي مصاب في العاصمة مقديشو ينقله بعض المتطوعين إلى المستشفى (رويترز)
TT

أصدر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد مرسوما رئاسيا أقال بموجبه جميع أعضاء إدارة محافظة مقديشو العاصمة، وعين مجلس إدارة مؤقتا يتولي المهام الإدارية لمدة 15 يوما، يتم خلالها انتخاب إدارة جديدة للعاصمة. وتتكون الإدارة الجديدة من محافظ مؤقت هو إبراهيم شيخ محي الدين (قريب المحافظ المقال محمد طيري) و8 أعضاء آخرين.

وتتمحور مهمة المجلس الجديد في إدارة الشؤون اليومية للعاصمة، وإعداد خطة لانتخاب إدارة مقبلة خلال 15 يوما. وقال المرسوم الرئاسي أيضا إن هذا القرار اتخذ بناء علي مشاورات واسعة مع رئيس الوزراء وأطراف معنية عديدة. وتعد هذه الخطوة جزءا من الاتفاق الذي توصل اليه الرئيس مع رئيس الوزراء في أديس أبابا الشهر الماضي بوساطة إثيوبية.

وكان قرار رئيس الوزراء الصومالي، نور عدي، بإقالة محافظ مقديشو السابق،محمد طيري، المقرب من الرئيس قد أشعل شرارة الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء انتقلت عدواه أيضا الي كل أعضاء مجلس الوزراء والبرلمان الصومالي في بيداوا (250 كم غرب مقديشو)، لكن تدخل الجانب الإثيوبي أدى الي توقيع تفاهم بين الجانبين. ولقي هذا التفاهم معارضة قوية من مجموعات من نواب البرلمان الذين عارضوا عودة الوزراء المستقيلين من الحكومة الي مناصبهم وتوسيع مجلس الوزراء الي 23 حقيبة بدلا من 15 في الحكومة الحالية. ويحتدم جدل قبلي كبير حاليا حول كيفية تشكيل إدارة جديدة لمحافظة العاصمة، حيث طالب عدد من رؤساء العشائر من قبيلة «داروت» (قبيلة الرئيس) باقتسام المناصب في محافظة العاصمة وفق التقسيمة القبلية التي اتبعت في اقتسام المناصب الحكومية (أي 5 الى 4) لأن العاصمة للجميع. لكن هذا المطلب ووجه برفض قاطع من مجلس عشائر قبيلة «هَوِيا» (قبيلة رئيس الوزراء) ذات الأغلبية السكانية في العاصمة، والتي قال المتحدث باسمها إن سكان العاصمة فقط (أي الهويا وقبائل أخرى صغيرة) لهم الحق في المشاركة في حكمها، أما الباقي فيحق له أن يعيش ويعمل فيها كمواطن عادي دون التطلع إلى المناصب الرفيعة في محافظة العاصمة.

ومع أن هذا الجدل يدور خارج السلطة الحالية إلا أنه يمثل صدى لما يعتمل في صدور ممثلي القبائل والعشائر الصومالية، ومن المتوقع أن يزداد حدة عند الشروع في إجراءات تشكيل الإدارة الجديدة للعاصمة مقديشو خلال 15 يوما كما حددها المرسوم الرئاسي أمس. علي صعيد آخر أعلن تنظيم «الشباب» (أحد أبرز الفصائل المعارضة للحكومة الصومالية) عن تشكيل إدارة محلية جديدة لمدينة كيسمايو الساحلية، 500 كم الي الجنوب من مقديشو، التي استولوا عليها في 22 أغسطس (آب) الماضي. وقال المسؤول الإعلامي لهذه الادارة الجديدة الشيخ حسن يعقوب «إن جميع الأطراف التي شاركت في الاستيلاء علي كيسمايو قد اتفقت علي تشكيل هذه الإدارة وحكم المدينة بالشريعة الإسلامية». وتتكون الإدارة الجديدة من محافظ لكيسمايو ونائبه إضافة الي عدد من المكاتب إدارية في الأمن والشؤون الاجتماعية والعدل والمالية والدعوة، وكلها أسندت الي قيادات من تنظيم «الشباب». وفي تطور آخر رفض ممثل المحاكم الإسلامية في مناطق جوبا، الشيخ إبراهيم شكري، هذه الخطوة التي أعلن عنها تنظيم «الشباب» بتشكيل إدارة لمدينة كيسمايو، وقال الشيخ شكري «إن الخطوة متسرعة وكان ينبغي أن يتم التريث فيها لإشراك السكان فيها». وأضاف «ان المحاكم الإسلامية ليست طرفا في هذه الإدارة الجديدة». وفي كيسمايو نفسها فرضت السلطات الإدارية الجديدة التابعة لتنظيم «الشباب» حظرا للتجوال الليلي في المدينة، وذكر عبد الرحمن محمد، المسؤول الأمني في الإدارة الإسلامية الجديدة في مدينة كيسمايو، أن حظر التجوال الليلي يهدف إلي تعزيز الوضع الأمني في المدينة والتصدي للعصابات التي تخل بالأمن في المدينة. ومع تواصل القبضة الأمنية لتنظيم الشباب في كيسمايو الا أن عمليات الاغتيالات الغامضة فيها لم تتوقف، حيث وقعت عمليات اغتيالات عدة في المدينة قتل في إحداها ضابط من جهاز المخابرات، كما لقي 6 أشخاص مصرعهم في حوادث من هذا النوع منذ استيلاء مليشيات الشباب على كيسمايو.