الزهار يستخف بتهديدات إسرائيل باستئناف العمليات العسكرية ويعتبرها محاولة للتنفيس الداخلي

القيادي في حماس يرفض في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» التراجع عن شروط إطلاق شليط

TT

في الوقت الذي تتحدث فيه مصادر اسرائيلية عن انتهاء لجنة وزارية من قائمة تضم 450 اسيرا فلسطينيا للافراج عنهم في اطار صفقة لاطلاق الجندي الاسير جلعاد شليط، استخف الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس بالتهديدات الإسرائيلية بإنهاء التهدئة واستئناف العمليات العسكرية ضد الحركة من أجل اجبارها على استئناف التفاوض بشأن قضية شليط. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال الزهار إن إسرائيل استخدمت في الماضي كل الوسائل العسكرية في محاولتها اجبار الحركة على اطلاق سراح شليط أو التخفيف من شروطها لإطلاق سراحه.

وكانت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية قد نقلت في عددها الصادر أمس النقاب عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن الدعوات لإنهاء حالة التهدئة ومهاجمة حماس لاجبارها على استئناف المفاوضات بشأن شليط والتخفيف من الشروط التي تضعها من اجل اطلاق سراحه. وتساءل الزهار عن «الوسائل العسكرية التي لم تستخدمها إسرائيل في سعيها لمحاولة ارغام حماس على التنازل في هذا الملف»، مشدداً على أن قادة إسرائيل «يدركون قبل غيرهم بؤس الرهان على الخيار العسكري في أي محاولة على ارغام الحركة على التنازل». وحذر الزهار من أن أي عمل عسكري اسرائيلي في قطاع غزة قد ينتهي بأسر مزيد من الجنود الإسرائيليين بشكل يمكن حركات المقاومة من مضاعفة أعداد المعتقلين الفلسطينيين الذين تطالب باطلاق سراحهم من قبل هؤلاء الجنود.

وشدد الزهار على أن حماس ملتزمة بكل الشروط التي وضعتها لإطلاق سراح شليط، مؤكدا أنه لن يكون بوسع إسرائيل في النهاية إلا الاستجابة للموقف الفلسطيني. واعتبر أن التهديدات الإسرائيلية تأتي في إطار «محاولة التنفيس» الداخلي التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية وجيشها في ظل شعورها بأنه لا يمكن حل قضية شليط بدون الاستجابة لكل الشروط التي تضعها حركات المقاومة.

واشارت صحيفة «معاريف» الى أن الأوساط الامنية الاسرائيلية بحثت امكانية استئاف تشديد الحصار المفروض على القطاع الى جانب استئناف العمليات العسكرية، محذرة من أن حالة التهدئة تمنح حماس الفرصة لمواصلة التشبث بمواقفها. واكدت «معاريف» أن المسؤولين الإسرائيليين وضعوا مصر في صورة إمكانية انهاء التهدئة واستئناف القتال ضد حماس في غزة، على أمل أن يقوم المصريون بنقل هذه التهديدات الى مسامع قادة الحركة. من ناحية ثانية كشفت صحيفة «هارتس» في عددها الصادر امس النقاب عن انتهاء اللجنة الوزارية الاسرائيلية المكلفة ببلورةمعايير اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في حال تم التوصل لصفقة تبادل اسرى مع حماس، من اعداد قائمة تضم 450 أسيرا تبدي إسرائيل استعدادا لإطلاق سراحهم مقابل الإفراج عن شليط. وأضافت الصحيفة أن اللجنة ستعرض القائمة على اجتماع الحكومة الاسبوعي المقرر يوم الأحد المقبل، للمصادقة عليها. وأشارت الصحيفة الى أن القائمة الإسرائيلية تضم 70 اسما تضمنتها قائمة حماس فضلاً عن اسماء اسرى كانت اسرائيل في الماضي تعارض اطلاق سراحهم، باالاضافة الى اسماء اسرى لم تطالب حماس بإطلاق سراحهم. واكدت الصحيفة أن من المتوقع أن تسلم اسرائيل القائمة الى مصر لنقلها لحركة حماس. في سياق آخر استبعد الزهار صحة الأنباء التي تحدثت عن توصل الفصائل الفلسطينية باستثناء حماس لتوافق مع القاهرة بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط وتبكير موعد الانتخابات. وأضاف الزهار أنه لا يمكن الحديث عن تبكير موعد الانتخابات من دون التنسيق مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، فضلاً عن وجوب توفير الظروف التي تسمح بإجرائها في الضفة الغربية بوقف عمليات القمع التي يتعرض لها قادة الحركة على ايدي حكومة فياض. وشكك الزهار في موضوعية المواقف التي تطرحها فصائل منظمة التحرير، مستدركاً أن تمثيلها في الشارع الفلسطيني محدود للغاية.