ساركوزي: وحدة الأراضي الأوكرانية أمر «غير قابل للنقاش»

الاتحاد الأوروبي يجدد دعمه لكييف.. من دون توقيع معاهدة تقارب

TT

كرر الاتحاد الأوروبي دعمه الشديد لأوكرانيا أمس، وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس، في ختام قمة الاتحاد الاوروبي ـ اوكرانيا، ان وحدة الاراضي الاوكرانية أمر «غير قابل للبحث» في نظر الاتحاد الاوروبي.

وافتتح الرئيس الفرنسي أمس قمة اوروبية ـ اوكرانية التي أكد خلالها الطرفان، على ارادتهما في التقارب، ولكن من دون الوصول الى الانضمام للاتحاد الأوروبي الذي تتطلع اليه كييف. وجاءت هذه القمة وسط برود في العلاقات الاوروبية ـ الروسية بسبب الاحداث في جورجيا واعتراف موسكو باقليمي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية بانفصالهما عن جورجيا.

واستقبل ساركوزي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، بمعية كل من رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروسو والممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا على درج الاليزيه، الرئيس الاوكراني فيكتور يوتشنكو، قبل افتتاح الاربعة اجتماعهم العام. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي بحضور الرئيس الاوكراني: «لقد طرحتم علي سؤالا حول وحدة اراضي اوكرانيا، هذا الامر هو بنظر اوروبا غير قابل للبحث اطلاقا». واضاف الرئيس الفرنسي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي: «خلال المحادثات التي اجريناها (الاثنين) في موسكو، لم يكن هناك اي شيء يدفعني الى الاعتقاد ان هذه المشكلة مطروحة. هناك ما يكفي من المشاكل المطروحة بحيث لا يجري هذا الطرف او ذاك محاكمة نوايا».

من ناحيته، قال رئيس المفوضية الأوروبية: «نحن بحاجة الى اعصاب باردة في اوروبا، وليس الى حرب باردة». أما الرئيس الاوكراني فشدد على ضرورة تدخل الاتحاد الاوروبي لصالح الاستقرار في المنطقة، لأن النزاع الروسي ـ الجورجي «يظهر ان منطقة البحر الاسود ليس فيها منظومة امنية مناسبة». واضاف انه يتطلع الى توقيع اتفاق مع الاتحاد الاوروبي، موضحاً: «نحن مقتنعون بأنه في عام 2009 سنوقع وثيقة ذات اهمية رمزية جداً لتوثيق العلاقات بين اوكرانيا والاتحاد الاوروبي».

ورغم المخاوف المتعلقة بخطوات روسيا لتحجيم النفوذ الغربي، بعد تدخلها في جورجيا، لا ترحب العديد من دول الاتحاد بتقدم مثل هذا التعهد نظرا لضعف التأييد الشعبي لتوسيع الاتحاد الاوروبي، ولسجل اوكرانيا السيئ فيما يتعلق بالاصلاح ورغبة في تجنب المزيد من التوترات في العلاقات مع روسيا.

ومما عزز من هذا الميل للحذر، الأزمة السياسية في اوكرانيا التي شهدت انهيار التحالف الهش بين الرئيس يوشينكو ورئيس وزرائه يوليا تيموشينكو الاسبوع الماضي. وقالت بينيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي عن الاتفاق الذي يعرض على كييف «بلا شك فإن اتفاق الارتباط جاد للغاية، ويمثل اشارة قوية على الوقوف الى جانب الاوكرانيين في هذه الأوقات الصعبة». ونقلت رويترز عنها قولها: «مبدأ العضوية غير مطروح لكن في الوقت نفسه نحن لا نحجر على المستقبل».

يذكر ان اوكرانيا معبر رئيسي لامدادات الطاقة لأوروبا، وتعتبر مهمة فيما يتعلق بالهدف طويل الأجل لتأمين امدادات الطاقة، اذ تعتمد أوروبا بدرجة كبيرة على امدادات النفط والغاز من روسيا.