الجزائر: مؤسسو «حركة السلم» يحذرون من انقسامها بسبب «تعنت» رئيسها

اتهموا سلطاني بانتهاج «سياسات أفرزت هدماً لمعظم الإنجازات»

TT

أطلقت مجموعة من مؤسسي الحزب الاسلامي الجزائري «حركة مجتمع السلم»، مبادرة للم شمل الحزب الذي انشطر إلى قسمين منذ «المؤتمر الرابع» الذي عقد في ربيع العام الجاري. وأعاب المؤسسون على رئيس الحزب ووزير الدولة أبو جرة سلطاني «تعنته وإصراره على إقصاء خصومه».

وقال ستة من مؤسسي «حركة مجتمع السلم» في رسالة موجهة إلى سلطاني، إن الحزب يواجه وضعا خطيراً «جراء التصرفات غير المسؤولة والاختلالات الخطيرة الصادرة عن مؤسسة رئاسة الحركة وبعض المسؤولين والتي تضرب المنهج في لبه والمشروع في صميمه». وتحدثت الرسالة التي حصلت «الشرق الاوسط» على نسخة منها، عن «اعتماد سياسات أفرزت هدما لمعظم الإنجازات والمكاسب المحققة في السنوات الماضية». وتعد الشخصيات الستة من أشد خصوم سلطاني ووقفت ضده في المؤتمر، وساندت ترشح خصمه اللدود عبد المجيد مناصرة الذي سحب ترشحه في المؤتمر فاتحا المجال لسلطاني للفوز بولاية ثانية. وتشارك «حركة مجتمع السلم» بسبعة وزراء في الحكومة وتعد أكبر حزب إسلامي من حيث التمثيل في البرلمان.

وأعاب أصحاب الرسالة على سلطاني عدم الأخذ بمبادرات صلح عديدة، حاولت التقريب بين الفريقين الخصمين ووضع حد للخلاف الموروث عن فترة ما قبل المؤتمر. ومما جاء فيها: «لقد بذلت مجهودات صادقة من بعض الرجال الصالحين والربانيين، والتي تهدف إلى الحفاظ على وحدة الحركة وتماسك صفها خدمة للمشروع النهضوي، ولكنها باتت للأسف الشديد بدون جدوى أمام التعنت وسياسة الهروب إلى الأمام المنتهجة مع الإصرار على الإقصاء».

ويعيب أنصار مناصرة على سلطاني شبهات الفساد التي تحوم حوله، ويرون أنه لا يملك المؤهلات السياسية ولا النضالية لقيادة حزب كبير مثل «مجتمع السلم». كما يرون أن أداء الحزب في عهده تراجع قياساً إلى ما كان عليه في فترة قيادة الرئيس الراحل محفوظ نحناح. أما سلطاني فيتهم خصومه «بالتمرد على الشرعية»، في إشارة إلى انتخابه رئيسا من طرف المناضلين مرتين واحدة في 2003 والثانية في الربيع الماضي.

ويرفض سلطاني الحديث عن اقتسام مناصب القيادة في الحزب ويدعو خصومه إلى «الاذعان لشرعية المؤتمر» الذي أزاح مناصرة والكثير من الأشخاص البارزين من مواقع القيادة، يشكلون حاليا كتلة من 100 عضو في مجلس شورى الحزب يتوجس منها سلطاني كثيراً، حيث وصفها بـ«جيب معارضة» في الحركة.

وحذرت رسالة المؤسسين من «مخاطر حقيقية باتت تهدد بالفعل الحركة ووحدتها، وانسجام صفها وهويتها ومنهجها الأصيل النابع من فكرتها». ودعت المناضلين إلى «الالتفاف حول المنهج وأصالته ومكوناته والدفاع عن مكتسبات الحركة وإنجازاتها التي تحققت بفضل أفكار الوسطية والاعتدال».