الصليب الأحمر تنقل 3 سجناء سوريين من معتقل عراقي إلى دمشق

مستشار الأمن القومي العراقي: السعودية ستعيد إلينا كل السجناء معظمهم مهربي مخدرات

TT

كشف مسؤول حكومي في وزارة حقوق الإنسان العراقية عن نقل ثلاث سجناء سوريين من معتقل عراقي الى دمشق عن طريق الصليب الأحمر أمس، بينما قال مستشار الأمن القومي العراقي أمس إن السعودية سترحل كل السجناء العراقيين في سجونها بموجب اتفاق جديد.

وقال المسؤول الحكومي، الذي رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «لجنة الصليب الأحمر الدولية قامت أمس بنقل ثلاثة سجناء سوريين من معتقل سوسة الفيدرالي الواقع ضمن حدود محافظة السليمانية في اقليم كردستان العراق الى دمشق، وقد تأكدنا من وصول السجناء الى بلدهم».

وأضاف المسؤول الحكومي قائلا إن «لجنة كانت قد شكلت من قبل وزارة حقوق الإنسان ومنظمة الصليب الأحمر الدولية لبحث أوضاع السجناء العرب في المعتقلات العراقية»، مشيرا الى ان «هذه اللجنة قامت في وقت سابق من العام الحالي بزيارة تفقدية لسجن سوسة الذي يوجد فيه 269 سجينا عربيا غير عراقي، غالبيتهم من السعوديين والسودانيين والمصريين واليمنيين والسوريين ومتهمين بقضايا تجاوز حدود والبعض منهم بقضايا تتعلق بالارهاب».

وأشار المسؤول الحكومي العراقي الى أن «السجناء السوريين الثلاثة كانوا قد انهوا مدة عقوبتهم المقررة، وان الصليب الأحمر سوف يقوم بنقل أي سجين عربي ينهي فترة عقوبته الى بلده».

واضاف المصدر قائلا «لقد قامت الحكومة العراقية بمحاولات عديدة لنقل السجناء الراغبين بإكمال مدد محكومياتهم الى بلدانهم واكمال فترة العقوبة في بلدانهم، أو كما ترتئي حكوماتهم، إلا ان الحكومة العراقية لم تتسلم اية ردود مشجعة في هذا الجانب»، منوها الى ان «العراق كان قد سلم معتقلين سعوديين الى بلدهم قبل اقل من شهرين».

وكان سجن سوسة الذي هو عبارة عن قلعة بنيت في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين بين جبال السليمانية وعلى الطريق بين منتجع دوكان ومركز السليمانية ليكون معتقلا للأكراد، واتخذت منه قوات التحالف معتقلا لقادة الإرهاب بسبب صعوبة الفرار منه، ثم تم تسليمه الى وزارة العدل العراقية قبل اكثر من عامين ليتحول الى سجن نموذجي من حيث تأثيثه ومستلزمات العناية الصحية والثقافية والمهنية فيه.

من جهته، قال مستشار الامن القومي العراقي امس ان السعودية سترحل كل السجناء العراقيين في سجونها، وسيؤدي الاتفاق الذي ابرم اثناء زيارة لمستشار الأمن القومي، موفق الربيعي، الى السعودية في وقت سابق هذا الشهر، الى ترحيل السجناء العراقيين المحتجزين في السعودية والبالغ عددهم 434 سجينا. وقال الربيعي لوكالة «رويترز» في مقابلة عبر الهاتف، ان الاتفاق خطوة هائلة للأمام في علاقات البلدين. واضاف ان الاتفاق يحتاج للحصول على موافقة الحكومة والبرلمان العراقيين. ووصف الربيعي السجناء العراقيين في السعودية بأنهم مهربو مخدرات وعراقيون عبروا الى السعودية بصورة غير مشروعة وغيرهم من المجرمين وبينهم «ارهابيون». وأضاف ان الذين امضوا اقل من نصف مدة عقوبتهم سيوضعون في سجون عراقية وسيفرج عن الباقين.

ويأتي الاتفاق في حين تحاول حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي اعادة اقامة علاقات دبلوماسية اعمق مع جيرانها من الدول العربية. وتأمل الحكومة ان تستفيد في هذا الشأن من انخفاض حاد في العنف بالعراق. وقال الربيعي ان الارتباط السياسي لحكومة العراق مع جيرانها يمثل نجاحا هائلا. وأضاف ان السعودية احد «كبار جيراننا». وأشار الى ان البلدين يشتركان في حدود بطول 860 كيلومترا.

وقال مسؤولون ان السعودية يمكن ان تعيد فتح سفارتها في بغداد قريبا. وقال الربيعي انه ينبغي ان تتم هذه الخطوة قريبا خاصة مع الانخفاض الكبير في العنف.

وذكر مكتب الربيعي في بيان انه التقى خلال زيارته مع وزير الداخلية السعودي، الأمير نايف بن عبد العزيز، ورئيس المخابرات، الأمير مقرن بن عبد العزيز.