المغرب: إيداع عناصر خلية «فتح الأندلس» السجن حتى استكمال التحقيق

محققون: المجموعة كانت تريد استهداف مواقع عسكرية في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا

TT

استمع القاضي المكلف النظر في قضايا الإرهاب بالمغرب، إلى خلية «فتح الاندلس» المشتبه في تورطها بالارهاب، ووجه الى 15 عنصرا يشكلون هذه الخلية تهمة «تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، والمشاركة في مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وحيازة وصناعة متفجرات، وجمع أموال بغية استخدامها في عمل إرهابي، وعقد اجتماعات عمومية بدون ترخيص قانوني، والانتماء الى جماعة دينية متطرفة».

وبعد الانتهاء من التحقيق الابتدائي، أمر القاضي عبد القادر الشنتوف، مساء أول من أمس، بإيداع المتهمين الخمسة عشر، رهن الاعتقال الاحتياطي، بالسجن المحلي بسلا المجاورة للرباط، وذلك حتى استكمال التحقيق التفصيلي، إذ يمكن للقاضي أن يتابع بعض المتهمين في حالة سراح (إفراج) مؤقت، أو وضعهم تحت المراقبة القضائية، حسب المستجدات التي يمكن أن تطرأ على ملف خلية «فتح الاندلس»، من خلال إجراء مواجهات بين المتهمين أنفسهم، وبينهم وبين عبد القادر بلعيرج، زعيم خلية «بلعيرج» المحالة أخيرا على القضاء، لوجود خيط رابط بينهما، يتمثل في الاتصال الذي اجراه بعض نشطاء خلية «فتح الاندلس» عبر الانترنت، مع قياديين في تنظيم القاعدة في أوروبا، وهم نفس القياديين الذين كانوا على صلة بعبد القادر بلعيرج، الذي كلف بنقل الاسلحة من أوروبا في اتجاه شمال إفريقيا، ومنطقة الساحل والصحراء، ونقل رسائل من زعماء تنظيم القاعدة الموجودين على الشريط الحدودي الممتد بين باكستان وأفغانستان، الى فلول التنظيم في اوروبا.

وقال محققون أمنيون مغاربة لـ«الشرق الأوسط»، إن خلية «فتح الاندلس» كانت تستهدف المواقع العسكرية في شمال افريقيا، وجنوب أوروبا، مبرزين أن الخلية وضعت نصب أعينها تفجير مقر قوات حفظ السلام «المينورسو»، بمدينة العيون، واستهداف مقر ولاية الأمن بنفس المدينة، من أجل السطو على الاسلحة، واغتيال كبار المسؤولين، لخلق البلبلة وسط السكان.

وأكد المحققون الأمنيون أن خلية فتح الاندلس، قررت أيضاً، بعد بدء تنفيذ عملياتها في مدينة العيون، التوجه صوب أكادير (جنوب المغرب)، حيث انقسم أفراد الخلية إلى مجموعات. وكان الهدف من ذلك تسريع عملية الاعتداءات بشكل مسترسل، إذ خطط أعضاء خلية «فتح الاندلس» لتفجير مقر البعثة الدبلوماسية لهيئة الامم المتحدة، واختطاف سياح أجانب من جنسيات متعددة، على طريقة قطاع الطرق، واستعمالهم كورقة ضغط، على أمل الحصول على أموال تخصص لإغراض متنوعة من قبيل تجنيد متطوعين جدد لخلية «فتح الاندلس»، وشراء أسلحة من مهربين، وتجار السلاح النشيطين في السوق السوداء الممتدة على تخوم منطقة الساحل والصحراء.

وأضاف ذات المحققين أن خلية «فتح الاندلس»، عهد اليها استهداف ثكنة عسكرية ببلدة ابن جرير، (وسط المغرب)، وهي المنطقة التي تضم مطارا كان مخصصا لنزول المركبة الفضائية الاميركية، كلما وقع لها طارئ اثناء جولاتها العلمية لسبر أغوار الفضاء.

وكشف المحققون الامنيون ان خلية «فتح الاندلس» كانت تستهدف أيضا المدينتين المغربيتين، سبتة ومليلية، التي تحتلهما اسبانيا، من أجل تحريرهما، استجابة لنداء وجهه، أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، عبر شريط مصور بث في الانترنت، إذ دعا «المجاهدين» الى استرجاع الاراضي التي احتلتها القوات الصليبية، على حد قوله في القرن الرابع عشر.

وأكد ذات المحققين أن خلية «فتح الاندلس»، كانت تستهدف منطقة الاندلس، لكن لم يحدد المحققون الأماكن المستهدفة، أو الشخصيات المهددة، علما أن الظاهري سبق له أن سمى التنظيم الذي سيتم بواسطته استرجاع الفردوس المفقود، بـ«تحرير الاندلس». وكانت المصالح الامنية ضبطت، لدى أفراد خلية «فتح الاندلس»، مواد كيماوية، ومعدات إلكترونية، وصواعق كهربائية للتفجير عن بعد، ومازال المحققون الامنيون يبحثون عن آخرين. ويرجح ان يكون العقل المدبر موجودا في أوروبا، وله صلة بتنظيم القاعدة في أفغانستان.