رش «الدويقة» بالمواد الكيماوية تثير المخاوف من تحويل الموقع إلى مقبرة جماعية

محافظ القاهرة: بدء توزيع 2000 وحدة سكنية على المتضررين غدا

TT

كاد الموقف في موقع الانهيار الصخري بمنطقة الدويقة شرق القاهرة أن يتحول إلى مواجهات عنيفة بين الأهالي من سكان المنطقة المنكوبة وقوات الشرطة، بعد أن قامت الأجهزة المعنية برش المنطقة ببعض المواد الكيماوية جراء انتشار رائحة تحلل الجثث الموجودة تحت الأنقاض منذ يوم السبت الماضي.

فقد أثارت عمليات الرش هذه مخاوف في أوساط أهل المنطقة إزاء اعتزام الحكومة تحويل المنطقة إلى مقبرة جماعية، الأمر الذي أثار أهالي المنطقة ودفعهم للتظاهر ورشق قوات الأمن في المكان بالحجارة، مما أدى إلى اعتقال عدد منهم بدعوى إثارة الشغب.

يأتي ذلك في الوقت الذي ارتفع فيه عدد ضحايا الحادث إلى 62 قتيلا و58 مصاباً، بينما أعلن الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة أن أجهزة المحافظة ستبدأ اعتبارا من غد في توزيع ألفي وحدة سكنية على المتضررين من أهالي «الدويقة».

ونفى الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة تحويل المكان إلى مقبرة جماعية، قائلا لـ«الشرق الأوسط» «هذا الكلام لم نسمعه وغير صحيح والجهود متواصلة ليلا ونهارا لاستخراج جثث الضحايا، والكل يشهد بذلك وحتى لو تعفنت الجثث فهناك وسائل حديثة للتعرف على هويتها من خلال الحمض النووي». لكن نائبه للمنطقة الشرقية اللواء مختار الحملاوي قال لـ«الشرق الأوسط» «هذا الأمر تحدده قوات البحث.. ولكننا لا نستطيع إيقاف البحث طالما هناك ضحايا». وأضاف «إننا بصدد وضع إنساني قبل أن يكون هناك وضع صحي متدهور لتحلل جثث الضحايا».

وأوضحت وزارة الصحة على لسان الدكتور أسامة الشريف مدير عام مكافحة الأمراض بها أنها استخدمت أربع ماكينات رش بها مادتا «الملايسيون» و«الفنيك» لتطهير المنطقة من أي جراثيم أو أوبئة، تنجم عن تحلل الجثث الموجودة تحت الأنقاض.

وقال الدكتور الشريف «دفعنا بثلاثين فردا يستخدمون أجهزة مكافحة يدوية ورشاشات كيماوية تفاديا لانتشار الأمراض»، مشيرا إلى وجود فريق لمتابعة الأماكن التي من المتوقع أن يكون بها جثث للضحايا.وتحدث بيومي لـ«الشرق الأوسط» عن مستقبل عمليات الإنقاذ، قائلا «إن السلطات قد تلجأ كما لجأت عام 1994 في حادث مماثل في المقطم لتحويل المكان إلى مقبرة جماعية، حيث كانت تتباطأ في جهود البحث حتى تقول في النهاية للأهالي إنها فعلت ما تستطيع».

وحذر بيومي من وقوع كارثة مماثلة في مناطق «إسطبل عنتر» و«عزبة خير الله» في منطقة مصر القديمة، مشيرا إلى أن تلك المنطقة يسكنها نحو 750 ألف شخص وهم جميعا مهددون بسقوط صخور المقطم فوق رؤوسهم حيث أن مياه الصرف الصحي تنصرف في الهضبة وعاجلا أو أجلا سوف تحدث الكارثة. وهو ما رد عليه محافظ القاهرة قائلا لـ«الشرق الأوسط» «إن المزاعم كثيرة وتحقيق المكاسب الشخصية فرصة ولن نرد عليها وليس الوقت وقت لعب بالمصالح».

وعلى الصعيد الميداني، واصل عدد ضحايا الحادث ارتفاعه، بحسب وزارة الصحة المصرية، ليبلغ 62 قتيلا و58 مصابا، أغلبهم مصاب بكسور وكدمات متفرقة.

وقال بيان لوزارة الصحة إن 45 مصابا تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفيات فيما مازال 13 مصابا يرقدون في المستشفيات، وسلمت 55 جثة لذويها، وهناك 7 جثث تنتظر من يتعرف عليها.

وأكد محافظ القاهرة أنه سيبدأ توزيع 2000 وحدة سكنية على المتضررين اعتبارا من يوم غد الجمعة، مشيرا إلى أنه يجري حاليا حصر المصابين وأسر الضحايا والذين تم إخلاء منازلهم لوجودها في مناطق مهددة بالانهيار.