إريتريا وتشاد عاتبتان على تجاهلهما عربيا بشأن مبادرة الجامعة لحل أزمة دارفور

أسمرة: السودان في ورطة.. والمبادرات الكثيرة تعقد الحل.. إنجمينا: لسنا طرفا.. ولكننا ضحايا الأزمة

TT

عبرت اريتريا وتشاد عن أسفهما لتجاهل الجامعة العربية لدورهما، في مبادرتها التي اطلقتها لحل أزمة دارفور. وقرر مجلس وزراء الخارجية العرب في ختام جلساته أول من أمس بالقاهرة، تشكيل لجنة عربية من السعودية وليبيا وقطر ومصر والجزائر وسورية، برئاسة رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم، والأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، لتولي ترتيب مباحثات سلام بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور، تستضيفها الدوحة قريبا، بهدف التوصل إلى اتفاقية سلام شاملة لتسوية الأزمة، في أقرب الآجال. وقال مستشار الرئيس الارتري مسؤول التنظيم في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم عبد الله جابر لـ «الشرق الاوسط» ان حكومته لم تطلع على المبادرة العربية وان الجامعة لم تجر اتصالات مع اسمرا، لكنه اكد ان بلاده تقف الى جانب اي مبادرة جادة وقادرة لحل القضية السودانية. وقال ان اريتريا تسعى الى ايجاد حل شامل وعادل لقضية السودان في دارفور، مشدداً في الوقت نفسه على ان «السودان ليس حقلاً للمبادرات». وقال «نفضل الحل السوداني ـ السوداني، وطرح المبادرات الكثيرة يعقد المشكلة اكثر من تقديم الحلول». وتابع «السودان الان في ورطة وازمة حقيقية نعمل معه ليتجاوزها لأن فيها مصلحة الشعبين والمنطقة باسرها». وفي رده على تجاهل الجامعة العربية لبلاده باعتبار ان أسمرا لديها مساع في القضية قال «هذا السؤال يوجه للجامعة العربية.. ولا نود التعليق»، وأضاف «لسنا وحدنا في الاقليم، هناك الجماهيرية الليبية وتشاد ونعمل مع طرابلس لتحسين العلاقات بين الخرطوم وانجمينا»، مشيراً الى ان عودة العلاقات بين السودان وتشاد يمكن ان تخلق ارضية صالحة لايجاد حل نهائي لقضية دارفور. من جانبه أعرب سفير تشاد لدى الولايات المتحدة، محمود محمد بشير عن اسف بلاده لعدم دعوتها للمشاركة في اللجنة العربية لحل دارفور، وقال بشير لـ «الشرق الاوسط»: «صحيح اننا لسنا طرفا للقضية، ولكننا ضحايا هذه الازمة.. ومستعدون مع الاخرين لحلها». وعاد مشيرا الى ان بلاده ترحب بأي جهد لحل ازمة دارفور، داعياً لاعطاء الفرصة للجامعة العربية في المساهمة لحل الازمة. ونفى وجود أي اتصالات بين الجامعة وحكومة بلاده في هذا الخصوص. من جانب اخر دعا السفير التشادي، الحكومة السودانية ان تغير من منهجها القديم في التعامل مع بلاده، مشدداً ان حكومته لم تبادر بقطع العلاقات مع الخرطوم. وقال «بالنسبة لنا فان العلاقات تم قطعها من طرف السودان والحل في يدهم». واضاف ان عودة العلاقات بين البلدين لا يتم عبر البيانات الرئاسية وانما بالممارسات. في اشارة الى حديث الرئيس السوداني عمر البشير خلال خطاب عام طالب فيه بعودة العلاقات مع تشاد. وقال محمد بشير «اذا تعاملت الحكومة السودانية معنا بصدق.. فلن نحتاج الى مبادرات».

وتبدأ اليوم في العاصمة الارترية اسمرا مباحثات للجنة المتابعة العسكرية لمراقبة تنفيذ اتفاق داكار (السنغال) الذي وقعه الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي في مارس (آذار) الماضي بمبادرة من الرئيس السنغالي عبدالله واد لانهاء النزاع بين الدولتين. ويجتمع وزراء خارجية السودان، وتشاد، واريتريا، والكنغو والسنغال غدا الجمعة، في وقت تستعد فيه السفارة السودانية في انجمينا لاستئناف اعمالها.