قبرص: مفاوضات شاملة لإعادة توحيد الجزيرة تبدأ في أجواء حذر

الأمم المتحدة: ألفا مفقود منذ عام 1963 تم التعرف على جثث 105 منهم

TT

تتواصل اليوم مفاوضات توحيد قبرص، بعقد لقاء هو الثاني خلال هذا الشهر، بين زعيمي القبارصة اليونانيين، والأتراك، بهدف وضع حل لمشكلة انقسام الجزيرة، وإعادة توحيدها لتنضم إلى الاتحاد الاوروبي كبلد واحد. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس القبرصي اليوناني ديمتريس خريستوفياس مع زعيم القبارصة الاتراك محمد علي طلعت في المنطقة المحايدة التي تقسم العاصمة القبرصية نيقوسيا لبحث «إدارة واقتسام السلطة».

وفقا لما تم الاعلان عنه، فإن الاجتماع يبدأ في مطار نيقوسيا الدولي الذي يخضع لسيطرة الأمم المتحدة في الساعة العاشرة صباحا، كما يحضر الاجتماع، خمسة مسؤولين تنفيذيين من الجانبين للمشاركة في المفاوضات. وسيعقد الطرفان اجتماعا ثالثا يوم 18 سبتمبر (أيلول) الحالي. وعقد الزعيمان في الثالث من سبتمبر الجاري اجتماعا في المنطقة نفسها لتجديد الإجراءات الخاصة بالمفاوضات الشاملة حيث يصل عدد اللقاءات بين طلعت وكريستوفياس حتى اليوم إلى خمس مرات، حيث توصلا خلالها إلى اتفاقية متبادلة شكلت بعدها ست مجموعات عمل وسبع لجان فنية في الجزيرة.

وفي 23 مايو (أيار) بحث الجانبان أداء مجموعات العمل واللجان الفنية بينما عقدا اجتماعا فى الأول من يوليو (تموز) الماضي استمر أربع ساعات ونصف حيث اتفقا على «سيادة موحدة ومواطنة موحدة». وفي 25 يونيو (حزيران) قرر الجانبان بدء مفاوضات شاملة فى الثالث من سبتمبر الحالي.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقد أول من أمس في اليونان بين وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني ونظيرها القبرصي ماركوس كبريانو والذي زار اليونان أخيرا، أكدت باكوياني مساندة بلادها للمفاوضات التي تجري في قبرص والتي ستمكن كل القبارصة الى الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، مؤكدة أن بلادها تتشاور مع الجانب القبرصي اليوناني في جميع القضايا ولكن القرار النهائي هو للجانب القبرصي.

وذكرت باكوياني أن الجانب اليوناني يتطلع إلى نتائج إيجابية لهذه المفاوضات، وأن أثينا تدعم الرئيس القبرصي خريستوفياس والقيادات السياسية القبرصية في تعهدهم بإنهاء الوضع غير المقبول في قبرص والمستمر منذ 34 عاما، مشيرة إلى ان الرئيس خريستوفياس متميز بجديته لاحلال الأمن والاستقرار في الدولة القبرصية العضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. من جانبه أعرب وزير الخارجية القبرصي ماركوس كبريانو عن امتنان وتقدير الشعب القبرصي على المساندة اليونانية والتي من دونها لم تصبح قبرص حتى الان عضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن زيارته لأثينا جاءت بهدف اطلاع الجانب اليوناني على المرحلة الثانية وهي المرحلة المهمة والحاسمة وهي مرحلة المفاوضات والتي تمثل نقطة تحول حاسمة في تاريخ القضية القبرصية. وذكر كبريانو أن تفاؤلا حذرا يسود حاليا، معربا عن اعتقاده بان القضايا التى سيتم بحثها ليست سهلة.

وكان خريستوفياس وطلعت قد اتفقا خلال لقائهما الرابع والأخير فى نيقوسيا فى الخامس والعشرين من يوليو الماضي على بدء المحادثات على أساس مبدأ «دولة موحدة ذات سيادة واحدة وجنسية واحدة» وهو المبدأ الذي جرى الاتفاق عليه في الأول من الشهر قبل الماضي، وطرح أي حل مقترح لإجراء استفتاء عليه في وقت متزامن بشطري الجزيرة. يذكر أن قبرص مقسمة إلى شطرين منذ عام 1974، حين احتلت تركيا شطرها الشمالي، بعد انقلاب قام به قوميون قبارصة يونانيون بهدف إلحاق الجزيرة باليونان، وفشلت محادثات سلام في عام 2003 و2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون خطة للأمم المتحدة قبلها القبارصة الاتراك. وأنقره هي العاصمة الوحيدة التي تعترف بجمهورية شمال قبرص التركية.

الى ذلك تمكنت لجنة الامم المتحدة للاشخاص المفقودين منذ العام 2006 من التعرف على هويات 105 اشخاص من اصل الفين فقدوا خلال الاضطرابات بين المجموعتين القبرصيتين اليونانية والتركية في 1963 ـ 1964 والاجتياح التركي لشمال الجزيرة عام 1974. وبحسب اللجنة فان 1468 قبرصيا يونانيا و502 قبرصي تركي يعتبرون رسميا في عداد المفقودين. وتم نبش رفات 412 شخصا وتحليل 275 منها لتحديد الهويات. وسلمت رفات 105 منهم بينهم 26 قبرصيا تركيا الى عائلاتهم بحسب ارقام لجنة المفقودين التي نشرت في أغسطس (آب) الماضي.

واللجنة التي انشئت عام 1981 تضم عضوا من كل مجموعة وممثلا عن الامم المتحدة. ومن كل جانب على طرفي الخط الفاصل بين الشطرين القبرصيين يقوم محققون بجمع معلومات حول هؤلاء المفقودين وتحديد مكان رفاتهم. ويقول كريستوف جيرو ممثل الامم المتحدة في اللجنة ان المعلومات مصدرها «شهود في غالب الاحيان».

عند تحديد المواقع تقوم فرق آثار تضم علماء من الجانبين بالاشراف على عمليات الحفر الهادفة الى نبش الجثث.