السعودية: القبض على 5 أشخاص يروجون عبر الإنترنت لـ«القاعدة»

اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: يسعون إلى تجنيد الشباب للفكر الضال لتنفيذ أعمال إرهابية في المملكة وخارجها

TT

كشفت وزارة الداخلية السعودية أمس القبض على خمسة أفراد؛ ثلاثة منهم سعوديون واثنان من الوافدين يمارسون الدعاية للفكر الإرهابي عبر مواقع الانترنت، وذلك عبر معرفات متعددة يتمكنون عبرها من الدخول إلى مواقع عدة لبث الدعاية لفكر «القاعدة» بحسب البيان الرسمي الذي أصدرته الوزارة يوم أمس.

وأعلنت الوزارة لأول مرة المعرفات التي يستخدمها الخمسة المقبوض عليهم وعددها 28 معرفاً، فيما رجحت مصادر أن الوافدين المقبوض عليهما ينتميان للجنسيتين السورية والمصرية.

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، قال إن التحقيقات مع المقبوض عليهم لا زالت جارية ولم يتأكد ما إذا كانوا يمثلون خلية الكترونية يعمل أفرادها بتنسيق مع بعض أم أنهم مستقلون يبثون الدعاية والتجنيد للفكر الإرهابي.

وأضاف التركي أن التهمة الموجهة للخمسة هي العمل على تجنيد الشباب لفكر «القاعدة»، إضافة إلى التغرير بالشباب المسلم وجرهم للجرائم الإرهابية عبر بث فكر «القاعدة» عن طريق المواقع التي يرتادونها، وتجنيدهم للفكر الضال بحسب قوله، وذلك من أجل تنفيذ أعمال إرهابية تخدم توجهات «القاعدة» سواء في داخل السعودية أو خارجها.

وبين التركي أن الخمسة تم ضبطهم وهم يمارسون عملية الدعاية والحث على الأعمال الإرهابية عبر مواقع الكترونية. لكنه لم يحدد المواقع أو المدن التي تم فيها القبض عليهم، ولم يذكر عدد المواقع الالكترونية التي كانوا يرتادونها، ومن خلالها تم التعرف عليهم، إلا أنه أوضح أن خطرهم كان كبيرا على المجتمع من خلال ما يبثونه من سموم، تطال جميع أفراد المجتمع، حتى وإن كان من يطلقها في قبو معزول عن العالم لكن خطره عبر التقنية يصل إلى أبعد مدى.

وشدد التركي على أن وزارة الداخلية تحرز نجاحات كبيرة في مكافحة الإرهاب الالكتروني، وكانت مختلف البيانات السابقة تشير إلى القبض على عدد من الناشطين في الدعاية لفكر القاعدة على الانترنت. وأضاف اللواء التركي، أن «المواقع الالكترونية التي أستخدمها الخمسة المقبوض عليهم، لنشر موادهم التحريضية، مسجلة خارج السعودية، إضافة إلى أن مواقع إستضافتها خارج السعودية أيضا، لذلك يصعب ملاحقتها من الناحية التقنية، كما يعمد القائمون عليها إلى تغيير مواقع الاستضافة والعناوين حتى يصعب حجبها، وبالتالي تزويد المشتركين فيها بالعناوين الجديدة عبر البريد الالكتروني».

وكان بيان وزارة الداخلية، الذي جاء على لسان مصدر مسؤول يوم أمس قد تضمن بأن الأجهزة الأمنية المختصة ألقت القبض على خمسة أشخاص (اثنان من المقيمين وثلاثة من السعوديين) ممن نذروا أنفسهم لبث الدعايات المضللة عبر شبكة الإنترنت والتغرير بالأجيال الشابة والتلاعب بعواطفهم الدينية وتحريض وتسهيل خروجهم إلى مواقع الفتن. وبالنظر إلى زيف دعاواهم وتهاوي حججهم وتناقض واقعهم الديني والسلوكي مع ما يدعون إليه، فقد عمد كل منهم إلى التخفي خلف شاشة حاسوبية وباستعمال عدد من الكنى والألقاب بحيث يتم طرح موضوع من قبل أحد المعرفات لتتلقاه المعرفات الأخرى للشخص ذاته بالدعم والتأييد، والهدف من ذلك تزيين باطلهم وإظهاره وكأنه يحظى بالمتابعة والقبول من أفراد المجتمع وتشجيع من يغرر بهم للتواصل معهم تمهيداً لتجنيدهم لأهدافهم الدنيئة.

واتضح من نتائج التحقيق ومحتويات الأجهزة والوثائق المضبوطة تعدد المعرفات بكنى وألقاب مختلفة للشخص الواحد، وذلك على النحو التالي: أولا: ـ المعرفات: أمير الذباحين، الأسد المجاهد، صقر الكتائب، أنا أنصاري، أبي الإسلام، حازم، جوال، صقر القسام، الصقر 99 وجميعها تستخدم من قبل شخص واحد.

ثانيا: ـ المعرفات: الحسام، هزبر الإسلام، أبو الوليد، أبو عبد العزيز، موسوعة الجهاد، حسام العز، عبد الله الغامدي، ربيع بن عامر، سنام الفلوجة، عبد الله سيف جميعها تستخدم من قبل شخص واحد.

ثالثا: ـ المعرفات: المناصح، ضيف في دار حاتم، تستخدم من قبل شخص واحد.

رابعا: ـ المعرفات: مجاهد شيشاني، مجاهد قوقازي، أبو دجانة الشامي، ربيعة المهاجر، جميعها تستخدم من قبل شخص واحد.

خامساً: ـ المعرفات: عمر السلمي، أبو حمزة، أبو عبد الرحمن، جميعها تستخدم من قبل شخص واحد.

وختمت وزارة الداخلية بيانها بأنها «إذ تعلن ذلك، لتهيب بالجميع التيقظ لدعاة الفتنة والفساد في الأرض ومقاصدهم السيئة وأساليبهم الماكرة في تضليل أبناء الوطن، وجعلهم أدواتٍ في أيدي أعدائهم الذين ما فتئوا يكيدون لأبنائنا طمعاً في النيل من وطنهم الذي شرفه الله بخدمة الحرمين الشريفين، ومنهجهم القويم في اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، والحذر من هؤلاء وأمثالهم الذين يتبنون أساليب الخداع والتدليس في الترويج لباطلهم. والله الهادي إلى سواء السبيل».