بيريس: العالم سيكون فقيرا أكثر من دون الإسلام

قال في حفل إفطار لقادة العرب في إسرائيل: أنا واثق بأن الفلسطينيين سيحصلون على سلام مثل مصر والأردن بكامل الأرض

TT

أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس، خلال حفل إفطار رمضاني أقامه لقادة المسلمين من سكان اسرائيل العرب (فلسطينيي 48)، انه لا يستطيع تصور هذا العالم من دون الاسلام أو المسيحية أو اليهودية أو البوذية. وقال «ان عالمنا سيغدو فقيرا أكثر من دون هذه الديانات. فهذه ديانات وحضارات لها قيمتها العليا في التاريخ، ولا يمكن لأي منها أن تحل محل الأخرى، أو تتنازل عن الأخرى.

وقال بيريس «ان اليهود والعرب هم أبناء سيدنا ابراهيم، أي انهم أبناء عائلة واحدة. والله الذي نصلي له بالعبرية وتصلون له بالعربية، هو الإله الواحد نفسه. وهو لا يأمرنا بإلقاء القنابل المتفجرة لقتل الأبرياء، انما يأمرنا برفع الصلاة اليه وحسب. ولا يحق لأي منا أن ينظر باستعلاء الى الآخر. ولا يحق لأحد أن ينظر بدونية الى الآخر».

وكان قد حضر الإفطار مئات من الشخصيات العربية من اسرائيل، وفي مقدمتهم الوزير العربي في الحكومة، غالب مجادلة، ومؤسس الحركة الاسلامية ورئيسها السابق، الشيخ عبد الله نمر درويش، ورئيس لجنة المتابعة العليا للعرب في اسرائيل، شوقي خطيب وعدد من أعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب، وعدد من أئمة المساجد ورجال دين مسلمين. كما حضرها السفيران الأردني والتركي في تل أبيب ودبلوماسيون مصريون.

وتكلم عدد من الممثلين العرب عن سياسة التمييز العنصري المتبعة في اسرائيل ضد العرب، مطالبين بيريس بإثارة القضية مع المعنيين. وكان أكثر المدعوين حدة الوزير مجادلة، الذي شكا من ان أوساطا عدة في الوسط اليهودي يتجاهلونه. ورد بيريس قائلا ان العرب موجودون في اسرائيل بحق، وليس بمنة من أحد والبلاد تتسع للجميع. وتطرق بيريس الى العلاقات بين اسرائيل والدول العربية، فقال: «خلال 60 سنة عبرنا سبعة حروب مريرة، ولكننا عقدنا اتفاقيتي سلام كاملتين واتفاق سلام جزئيا. لقد سلمنا مصر كل ما لها من الأرض. وسلمنا الأردن الأرض والمياه. وعندما نتحدث عن سلام مع سورية، لا يمكن لأحد أن يتجاهل وديعة المرحوم اسحق رابين (التي أودعها لدى وزير الخارجية الأميركي، وورن كريستوفر، سنة 1994 وفيها يتعهد بالانسحاب من هضبة الجولان، وفقا لحدود 4 يونيو (حزيران) 1967 مقابل سلام كامل وضمانات أمنية مناسبة. وأنا كلي ثقة بأن الفلسطينيين سيحصلون على سلام مشابه في نهاية المطاف». ورفض بيريس فكرة الدولة الواحدة تجمع اليهود والعرب معا، وقال: «نحن شعبان يعاني كل منهما من التمزق الداخلي، وبالكاد تتسع لكل شعب دولة. لذلك فإن الحل يكون في دولتين، الواحدة بجانب الأخرى، تتجاوران بسلام وتعاون، وفي كل منهما يعيش كل شعب ويبني اقتصاده ويحرص على لغته وتراثه ودينه وثقافته». وأضاف أن الخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين حول السلام الدائم يتركز في مساحة من الأرض لا تتجاوز 5 في المائة من مساحة الضفة الغربية. ولكن المشكلة ليس مشكلة الأرض، بل كم من العلماء يعيشون على هذه المساحة أو تلك من الأرض.