رايس تسعى لعقد اجتماع دولي على هامش الجمعية العامة لاستعراض «التقدم» في المفاوضات

مستشار عباس لـ«الشرق الأوسط»: لم يحرز أي تقدم بعد أنابوليس ولم نتفق على أي ملف

TT

تقدمت الولايات المتحدة بمبادرة جديدة لعقد اجتماع دولي على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك بعد أسبوعين، وذلك لعرض ما تم التوصل اليه من «تقدم» في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وبحسب مصادر إسرائيلية فإن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تضغط على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من أجل الموافقة على هذه المبادرة في إطار عمل اللجنة الرباعية.

وقال نمر حماد مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لـ«الشرق الأوسط» «نعم هناك فكرة من رايس بعقد اجتماع، ربما يكون ثلاثيا، لاستعراض إلى أين وصلت المفاوضات، يوضح فيه كل طرف على الاقل، موقفه مما جرى خلال هذه المفاوضات». وقالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إن رايس تطمح إلى إظهار التقدم الذي حققه الطرفان في مفاوضاتهما الجارية منذ مؤتمر أنابوليس في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. كما ترى أن عرض هذه النتائج قبل «تفرق شمل» القادة الذين عملوا على تحقيق السلام، أمر مهم لمنع تجاهل أي اتفاقات من قبل الرؤساء المقبلين في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

وأوضح حماد ان السلطة وافقت على هذه المبادرة. وقال «منذ اللحظة الاولى ليس لدينا مانع في الاجتماع مع اي طرف وعرض ما لدينا». واضاف «المشكلة في الطرف الاسرائيلي الذي يتمسك بالعموميات دون تفاصيل، في حين نحن قادرون على ان نجمل ماذا نريد وماذا طبقنا من المرحلة من خريطة الطريق، وماذا لم يفعل الاسرائيليون».

وامتنعت اسرائيل عن تقديم اجابة على المبادرة الاميركية، اذ لا شيء يضمن، ما إذا كان بوسع أولمرت القيام بذلك وحضور اللقاء، أو أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، أو من سيفوز في الانتخابات المقبلة لرئاسة حزب كديما، قادر على القيام بذلك. وقال حماد «الجانب الاسرائيلي يكتفي باطلاق الشائعات وواضح انه لا يوجد هناك جدية إسرائيلية في الوصول إلى اتفاق سلام».

وتواجه مبادرة رايس مشكلة اخرى، اذ يرى الفلسطينيون انه لا يوجد فعلا ما يمكن عرضه كاتفاق بين الجانبين. فرغم الحديث عن تقدم هنا وهناك، إلا أن الفجوات بينهما كبيرة في القضايا الأساسية، وهي الحدود واللاجئون والقدس. وبحسب حماد فان ما أسفرت عنه المفاوضات حتى اللحظة، تم الإعلان عنه في انابوليس، (في إشارة إلى انه يوجد نوايا للتوصل إلى اتفاق لكن لم يحصل أي جديد في أي قضية). وقال حماد «لا يوجد اي تقدم او اتفاق ولا في أي ملف».

وكان أبو مازن، قد كرر موقفه أكثر من مرة بأنه لن يقبل الإعلان عن اتفاق، إلا إذا كان هناك فعلا اتفاق حول كل قضايا الوضع النهائي. واعتبر ابو مازن يوم السبت الماضي في القاهرة ان لا امل كبيرا في التوصل الى اتفاق مع الاسرائيليين قبل نهاية العام الجاري. وأوضح «الجميع بذل جهودا كبيرة.. الفلسطينيون والإسرائيليون والأميركيون». واضاف «كان هناك أمل فى أن يكون عام 2008 عاما للسلام منذ بدأنا عملية أنابوليس، لكن ليست هناك حتى الان بوادر للوصول الى اتفاق بنهاية العام يشمل كافة القضايا».

وفضلا عن فشل الطرفين في التوصل إلى أي تقدم، فان آمال السلطة ضعفت بالتوصل الى اتفاق في عام 2008 مع اعلان استقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قريبا للاشتباه في ضلوعه في عدة قضايا فساد مالي. ومع مغادرة اولمرت فان الرئيس الاميركي جورج بوش يقترب من ترك منصبه، وحتى ابو مازن فان ولايته تنتهي رسميا في مطلع العام مما سيدخله في اشكالات قانونية مع حماس. ومن المقرر ان يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في 26 سبتمبر (ايلول) الجاري في البيت الابيض، وذلك بعد مشاركته في نيويورك في الجلسة الافتتاحية للدورة الثالثة والستين للجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في 23 سبتمبر.