نفت حركة حماس بشدة أن تكون قد ربطت بين الحوار مع حركة فتح وإنهاء ملف الجندي الإسرائيلي المختطف جلعاد شليط، واعادة فتح معبر رفح. ورداً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام في هذا الصدد، قال فوزي برهوم، الناطق بلسان حركة حماس، إن حركته لم تتلق أصلاً دعوة رسمية من القاهرة للحوار حتى ترفضها، مؤكداً أنه لا علاقة بين موضوع الحوار وقضية شليط. وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» شدد برهوم على أن الخطوط العامة لموقف حماس من الحوار الوطني ترتكز على أربعة مبادئ رئيسية وهي احترام الشرعيات الفلسطينية جميعها، واحترام نتائج الانتخابات التشريعية، واحترام القانون الأساسي، وإعادة إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية. وكانت بعض وسائل الاعلام قد نقلت عن مصادر فلسطينية قولها إن حماس غير متحمسة للحوار مع فتح في هذا الوقت لأنها تدرك أن أي حوار معها سيؤدي الى اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، وهو ما تخشاه الحركة على اعتبار أن شعبيتها قد تآكلت، وأن حماس بحاجة الى إنهاء قضية شليط عبر التوصل لصفقة تساعد الحركة على استعادة شعبيتها. وقالت المصادر إن حماس ستماطل في الحوار الفلسطيني الداخلي الى حين انتهاء ولاية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) مطلع العام المقبل، من اجل وضع مسألة انتخاب رئيس جديد للسلطة على أجندة الحوار الداخلي كشرط للشروع في حوار وطني شامل ينهي كافة الخلافات القائمة. واتهم برهوم جهات فلسطينية بمحاولة التأثير سلباً على العلاقة بين حركته ومصر ومحاولة إجهاض أي جهد عربي يهدف للمساعدة في حل الانقسام الداخلي عبر خلط المسارات. من ناحيته قال جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن هناك اجماعا فلسطينيا على تشكيل حكومة توافق وطني وإعادة صياغة الاجهزة الامنية الفلسطينية على أسس جديدة، وإعادة بناء منظمة التحرير ومؤسساتها كما نص على ذلك اتفاق القاهرة ووثيقة الحوار الوطني. وفي تصريحات ل«الشرق الاوسط» قال المجدلاوي الذي يرأس لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي الفلسطيني إن حكومة الوفاق الوطني ستكون مسؤولة عن الإشراف على اعادة توحيد مؤسسات السلطة والإعداد لإجراء الانتخابات، مشيرا الى أنه ليس هناك ثمة مبرر للاختلاف على فكرة تبكير الانتخابات على اعتبار أنه في حال تم الحوار فإن شهورا قليلة فقط ستفصل بين ذلك وبين موعد إجراء الانتخابات التشريعية. واتهم المجدلاوي اطرافا في حماس وفتح بالسعي الى إحباط أي جهد يهدف الى إنهاء حالة الانقسام الداخلي، الذي اكد أنه يشكل تهديداً للقضية الفلسطينية. وقال زكريا الأغا، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لفتح، إن حركته وحماس ستجريان مطلع اكتوبر (تشرين الاول) المقبل محادثات منفردة مع المسؤولين المصريين في القاهرة لمناقشة سبل انهاء حالة الانقسام.