الجيش الأميركي يفرج عن رسالتين للظواهري تشيران إلى «إفلاس» القاعدة في العراق

أعرب عن استيائه من فشل أبو أيوب المصري

TT

كشفت مراسلات تمّ الكشف عنها في الآونة الأخيرة، بين أحد قادة تنظيم القاعدة البارزين وزعماء خلايا مسلّحة في العراق، عن الإحباط والخلافات الداخلية التي وصلت حدّ الاقتتال بين هذه الجماعات الاصولية. وقال الجنرال دافيد بيركنز، المتحدث باسم القوات متعددة الجنسيات في العراق، لمحطة «فوكس» الاخبارية إن القوات الاميركية في العراق صادرت رسالتين حررهما الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري. واوضح بيركنز ان الرسالة الأولى مؤرخة في 6 مارس (آذار) 2008 وموجهة إلى زعيم التنظيم في العراق أبو أيوب المصري، المعروف أيضا باسم أبو حمزة المهاجر. وقال انه تم العثور على الرسالة في جثمان ابو نزار الذي يعتقد انه حلقة وصل بين الظواهري و«القاعدة في العراق». ولقي ابو نزار حتفه في بغداد يوم 24 ابريل (نيسان) الماضي. أما الرسالة الثانية، وهي مؤرخة في الشهر نفسه، فهي موجهة إلى زعيم ما يعرف باسم «دولة العراق الإسلامية» أبو عمر البغدادي. وتطلب الرسالة الموجهة إلى المصري أجوبة على اتهامات تتعلق بقدرته على قيادة فرع «القاعدة في العراق» والكيفية التي تمّ بها «إنشاء دولة العراق الإسلامية». ومن ضمن التهم واحدة تشير إلى أنّ المصري يبدو معزولا وغير قادر على فرض أوامره والسيطرة على الرجال المنضوين تحت إمرته. وقال بركينز في تقرير آخر لمحطة «سي إن إن» إنّ «الظواهري كان قلقا من عدم حصوله على أحدث التقارير بشأن ما يحدث في العراق وكذلك بشأن عدم حصوله على اتصالات دورية من المصري». وأضاف أنّ الظواهري عبّر عن عدم ارتياحه البالغ إزاء جودة عمليات تجنيد المقاتلين لتنفيذ عمليات في العراق. كما انتقدت الرسالة أسلوب الدعاية الذي يقوم به التنظيم حيث أنّ سياسة الإعلام لدى دولة العراق الإسلامية تستخدم المبالغة إلى حدّ الكذب. وتتحدث الرسالة عن استخدام هذا التنظيم عمليات قامت بها جماعات أخرى مثل «الجهاد الإسلامي» ونسب المسؤولية عنها إلى نسفه. أما الرسالة الثانية، والموجهة إلى البغدادي، فتتضمن اقتراحات وتوصيات تقول إنها من زعيم القاعدة اسامة بن لادن. وطلبت الرسالة من البغدادي الإجابة عمّا يحتاج إليه «من أجل تحقيق النصر» ويرجّح الجيش الاميركي أن تكون «القاعدة»، في الظرف الحالي، بصدد استخدام ثلث حجم المقاتلين الذين كانوا لديها قبل عامين، غير أنه في نفس الوقت جدّد تأكيده أنّ التنظيم ما زال يشكّل خطرا كبيرا. يذكر أنّ أبو عمر البغدادي، زعيم ما يسمى بـ«دولة العراق الإسلامية» التي أعلنتها مجموعة من الحركات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، دعا مؤخرا إلى شنّ الحرب على الحزب الإسلامي، أحد أكبر الأحزاب العربية السنيّة في البلاد، طالباً من العناصر المؤيدة له تصفية أتباع الحزب وقياداته، وحث البغدادي رجاله على اعتبار رمضان «شهر الأسرى» ووعد السجناء من عناصره بالعمل على تحريرهم، وطالبهم بأن يقوموا بدورهم بوضع خطط للفرار، وتعهد بأن ينفذ «غزوة» في كل شهر للإنفاق على أسرهم.