موسكو تؤكد أنها لا تحمل «طموحات إمبريالية».. وترفض الدرع الصاروخي الأميركي

أوسيتيا الجنوبية تعلن رغبتها بالإنضمام إلى روسيا.. ثم تتراجع

TT

حاولت روسيا امس طمأنة الغرب ودول جوارها، مؤكدة انها لا تحمل «طموحات امبريالية» وانه لا يوجد أساسٌ لاندلاع حرب باردة جديدة. ولكنها اكدت رفضها للدرع الصاروخي الاميركي في بولندا وحذرت من سباق تسلح. واعلن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين امس ان روسيا ليست لديها «طموحات امبريالية» ولا تريد «التعرض لسيادة» جيرانها من دول الاتحاد السوفياتي سابقا، في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية. وقال بوتين انه لا يوجد أساسٌ لحرب باردة جديدة، داعياً الغرب الى عدم بدء سباق تسلح في اوروبا. وصرح بوتين بانه «لا توجد تناقضات آيديولوجية.. لا يوجد اساس لحرب باردة» مع الغرب. واضاف: «لا يوجد أساس لعداء متبادل... روسيا ليست لديها طموحات امبريالية». وتابع انه يطالب الغرب «بعدم اثارة سباق تسلح في اوروبا».

ومن جهته، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف امس ان بلاده مستعدة لمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة في محاربة الارهاب. وقال خلال اجتماع مع كبار المسؤولين العسكريين الروس: «خطر الارهاب لا يزال ماثلا ولم يتم التغلب على التحدي بعد» مضيفاً «روسيا مستعدة لتنسيق التعاون مع الولايات المتحدة ومع دول أخرى لمحاربة الارهاب».

وعلى الرغم من خطاب التهدئة الذي اتبعه بوتين وميدفيديف امس، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة ترغب في محاصرة روسيا، مجدداً رفض بلاده لنظام الدرع الصاروخي في بولندا.

وقال لافروف ان «الولايات المتحدة تستعد ليس فقط (لإقامة) منطقة ثالثة بل ايضا رابعة وخامسة لنشر (مكونات الدرع) وليس فقط على مقربة من الحدود الاوروبية» لروسيا. واضاف لافروف وهو اول مسؤول روسي رفيع المستوى يزور احدى الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي منذ تفجر الازمة الجورجية في اغسطس (اب): «نحن نطرح هذه الاسئلة على شركائنا الاميركيين». وكانت بولندا قد قبلت، في خضم الأزمة الجورجية، استقبال قاعدة اميركية من عشرة صواريخ اعتراضية قادرة على تدمير صواريخ باليستية بعيدة المدى جوا بحلول العام 2012 وذلك بالتوازي مع رادار متطور سيتم تركيزه في تشيكيا. وتقول واشنطن ان الهدف من إقامة هذه الانظمة هو التصدي لتهديد محتمل قادم من دول مثل ايران. وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البولندي رادوسلاف سيكورسكي «نحن لا نرى اي تهديد من جانب بولندا، لكننا قلنا ان هناك مخاطر على امن الاتحاد الروسي ناجمة عن قرب هذه البنى الاميركية من حدودنا».

وكان الوزير الروسي قد اكد في مقال نشر امس ان الدرع الاميركية المضادة للصواريخ ليس لها من هدف إلا الصواريخ الروسية. واوضح لافروف في مقال نشر في صحيفة «غازيتا فيبوركشا» البولندية «ان تحليلا عسكريا بسيطا يثبت ان وجود قاعدة اوروبية للدفاع الاميركي الشامل المضاد للصواريخ، لن يكون له ولسنوات عديدة من هدف الا الصواريخ الروسية». واكد لافروف «ان اي خبير موضوعي يدرك ان صواريخ ايران لا تشكل تهديدا لاوروبا ناهيك من الولايات المتحدة».

ومن جهة اخرى، أكد لافروف ان منطقة أوسيتيا الجنوبية لا تنوي الانضمام الى الاتحاد الروسي. وجاء ذلك بعدما صرح رئيس جمهورية أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الجورجية ادوارد كوكويتي صباح أمس بأن أوسيتيا الجنوبية ستنضم الى الاتحاد الروسي قبل ان يعود عن تصريحاته.

ومن جهة اخرى، اتهمت موسكو امس اوكرانيا بانتهاج سياسة «غير ودية» تجاه روسيا في نزاعها مع جورجيا. وجاء في بيان للخارجية الروسية «في الاونة الاخيرة تنتهج السلطات الاوكرانية سياسة تجاه روسيا لا يمكن وصفها إلا بانها غير ودية». واضاف البيان «نحن قلقون بشكل جدي من قيام المسؤولين الاوكرانين باستمرار بالتركيز على قضية مدة انتشار الاسطول الروسي في البحر الاسود على الاراضي الاوكرانية» منددا «بمساع لتعقيد انشطة الاسطول».

وانتقدت روسيا الموقف الاوكراني من النزاع الروسي ـ الجورجي، وجاء في البيان «لم نسمع تصريحات أسف او مواساة بعد مقتل مدنيين في تسخينفالي (عاصمة أوسيتيا الجنوبية) وجنود روس من قوات حفظ السلام.. بالعكس فان الرئيس الاوكراني حاول تحميل روسيا المسؤولية» في ذلك.

ويتمركز أسطول البحر الاسود الروسي في ميناء سيباستوبول (شبه جزيرة القرم، جنوب) الاوكراني بموجب اتفاق ابرم بين البلدين في 1997 لفترة 20 عاما. واعربت روسيا عن رغبتها في رفع قيمة الايجار الذي يدفع لاوكرانيا التي تعتزم الانضمام للحلف الاطلسي، غير ان كييف رفضت تمديد فترة الاتفاق لأبعد من 28 مايو (ايار) 2017. وكانت الرئاسة الاوكرانية قد فرضت بموجب مرسوم تضييقات على تحركات الاسطول اثناء النزاع الروسي ـ الجورجي، ما أثار غضب موسكو.