بابا الفاتيكان في باريس اليوم وسط إجراءات أمنية مشددة

يلتقي ممثلي الجالية اليهودية ويقيم قداسين في باريس ولورد

TT

يصل البابا بنديكتوس السادس عشر، قبيل ظهر اليوم، الى باريس في زيارة هي الأولى من نوعها الى فرنسا منذ اعتلائه سدة الفاتيكان وسط تحضيرات رسمية وشعبية استثنائية وإجراءات أمنية مشددة طيلة الأيام الأربعة التي سيقضيها البابا ما بين العاصمة باريس ومدينة لورد جنوب غربي البلاد.

وسيكون الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وعقيلته كارلا، على رأس مستقبلي البابا في مطار أورلي، وسيعقد معه جلسة محادثات في قصر الأليزيه تعقبها كلمة رسمية للبابا تسبق حفلا دعي اليه كل أركان الدولة الفرنسية. غير أن الحدث الأهم في باريس يتمثل في القداس الذي سيقيمه البابا في في ساحة «شان دو مارس» الواسعة التي تمتد من قصر «الأنفاليد» وحتى نهر السين غربا. وينتظر أن يشارك في القداس الذي تنشط الترتيبات لتحضيراته اللوجستية مئات الآلاف من المؤمنين.

وقبل وصول البابا أغلقت محطات عدة للقطارات ومترو الأنفاق في باريس في المناطق التي سيوجد فيها البابا يومي الجمعة والسبت. وجندت مديرية شرطة باريس 4500 رجل شرطة ودرك للحفاظ على أمن البابا والمؤمنين الذين سيحضرون قداسين سيقيمها في باريس ولورد. ومن المنتظر ان تلجأ القوى الأمنية التي ستفرض رقابة خاصة على الأماكن الحساسة في العاصمة وفي محيط نشاطات البابا الى استخدام الطوافات للرقابة من الجو وربما طائرات صغيرة من غير طيار مجهزة بكاميرات تصوير ومربوطة بغرفة قيادة عمليات الشرطة. ومدت الشرطة 33 كيلومتراً من الحواجز المعدنية التي غرضها احتواء الناس على طول الطرق التي سيقطعها البابا في باريس مستعينا بسيارته المصفحة. أما في مدينة لورد ومحيطها، فقد استعانت السلطات بحوالي 4 آلاف رجل أمن. وستتولى وحدات من نخبة قوى الشرطة والدرك بالتعاون مع المخابرات العامة توفير أمن البابا الشخصي. ولمزيد من الاحتراز، انتشر حوالي 400 رجل أمن تابعين لشرطة في المطارت والمرافئ لعمليات التفتيش في القطارات بينما ستتعاون القوى الأمنية الأوروبية في منطقة لورد عبر غرفة عمليان مشتركة. واللافت في برنامج البابا الذي يأتي الى فرنسا، ابنة الكنسية الكاثوليكية البكر، لقاؤه في اليوم الأول ممثلي الطائفة اليهودية وحدها من بين كل الطوائف الأخرى الموجودة بقوة في فرنسا، ومنها الجالية الإسلامية التي تعد ستة ملايين شخص. ويزور البابا كاتدرائية «نوتردام» وهي الأكبر في فرنسا ويلتقي الأساقفة الفرنسيين ورجال الفكر الفن ومن بينهم رئيسان سابقان للجهمورية، جاك شيراك وفاليري جيسكار ديستان، واعضاء المعهد العلمي الفرنسي ومرضى مزار لورد العجائبي وجموع المستقبلين. وتصادف زيارة البابا الرعوية الذكرى المائة والخمسين لظهور مريم العذراء على الفتاة برناديت التي طوبت لاحقا قديسة. ورغم الحفاوة الرسمية والشعبية بالبابا، إلا أن ذلك لم يمنع من بروز جدل حول جدوى استقباله في قصر الأليزيه باعتبار أن فرنسا دولة علمانية والدين فيها مفصول عن الدولة.

وتعود آخر زيارة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية الى فرنسا للعام 2004 وقد قام بها البابا يوحنا بولس الثاني. وكان الأخير يتمتع بشعبية واسعة في فرنسا بينما البابا الحالي لم يصل بعد الى محاكاته. وتشدد أوساط الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية على أن زيارة البابا «رعوية»، أي دينية. لكنها لم تستبعد أن يتطرق الى مسائل اجتماعية وأن يدعو الى العمل من أجل السلام في العالم. وترجح هذه المصادر ان يتطرق في كلمته اليوم في قصر الأليزيه بشكل أوضح الى المسائل السياسية والنزاعات في العالم والى موضوع الفقر والتنمية خصوصا في دول العالم الفقيرة.