موفق الربيعي لـ«الشرق الاوسط»: 434 عراقيا في سجون السعودية سيعودون قريبا

الرياض وبغداد تتجهان لتوقيع اتفاقية لتبادل السجناء

TT

أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية أمس، استكمال اجراءات إعداد مشروع اتفاقية سيتم توقيعها قريبا بين المملكة والعراق لتبادل المحكومين بعقوبات سالبة للحرية من مواطني الدولتين، من أجل تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم بالقرب من ذويهم وأسرهم. واكد الدكتور موفق الربيعي مستشار الأمن الوطني العراقي في تصريحات خص بها «الشرق الأوسط» انه تم اعداد «الاتفاقية» مشيرا الى انها شبيهة بالاتفاقيات المعقودة بين المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد الربيعي امس، ان «خادم الحرمين الشريفين خول الأمير نايف توقيع الاتفاقية نيابة عن حكومة المملكة، وبانتظار مصادقة الحكومة العراقية عليها»، واشار الى انه «تم اتخاذ القرار السياسي في المملكة بإعادة جميع المعتقلين والمحكومين العراقيين في السجون السعودية الى العراق، واصبحت قضية إجرائية تنفيذية بحته.. تنتظر موافقة الحكومة العراقية وتخويل مسؤول أمني توقيع الاتفاقية». وأشار بيان صادر عن مكتب مستشار الأمن الوطني العراقي، أمس انه «تمت مناقشة أعداد العراقيين الموجودين في السجون السعودية، وقد سلمت السلطات الأمنية في المملكة قائمة بـ434 معتقلاً، والتهم المنسوبة إليهم، وسيتم شمولهم بالاتفاقية المنوه عنها، وسيتم تسليمهم الى العراق عند مصادقة الحكومة العراقية على الاتفاقية». وقال الربيعي بهذه المناسبة ان السلطات العراقية تعتقل «اقل من 100 سعودي تمت محاكمتهم»، وصدرت بحقهم احكام، مضيفا ان قوات التحالف تعتقل من جانبها «اقل من خمسين معتقلا سعوديا». من جانبه نفى عبد اللطيف رايان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في بغداد» وجود سجناء او معتقلين سعوديين في السجون او لدى الأميركية»، وقال في اتصال هاتفي له مع «الشرق الأوسط» من بغداد، امس إنه «لا يوجد أي سجين او معتقل سعودي لدى القوات الاميركية حاليا، حسب آخر احصائية اميركية رسمية».

من جهته أكد الدكتور زهير الحارثي، الناطق باسم هيئة حقوق الإنسان ، وهي هيئة حكومية، أنه ستتضح خلال العشرة أيام القادمة كثير من أوضاع السجناء السعوديين في العراق. وأضاف الحارثي أن «الاجتماع الذي تم بين أعضاء من هيئة حقوق الإنسان السعودية، وأعضاء في الحكومة العراقية، أكد التواصل بين الطرفين في هذه القضية» ولمّح الدكتور الحارثي إلى أن الجانب العراقي سيقدم خلال الاجتماع الذي سيتم في غضون الأيام المقبلة، معلومات مهمة حول وضع السجناء السعوديين في العراق، من ناحية العدد وكذلك خلفيات اعتقالهم. واعتبر شقيق احد السجناء السعوديين في العراق عن سعادته بهذه الانباء، وقال «ان نقل شقيقي وبقية السجناء السعوديين الى المملكة، اشبه بحلم بالنسبة لنا»، مشيرا الى أن «اختفاء شقيقي سبب لنا كوارث عائلية، حيث أصيبت أمي بمرض عضال، ويعاني والدي من الكآبة».

وأضاف شقيق السجين، الذي رفض نشر اسمه، خلال اتصال هاتفي له مع «الشرق الاوسط» من الرياض امس «منذ اختفاء شقيقي قبل اربع سنوات عانينا الأمرين، بحثا عن اية معلومة تدلنا عليه، حيث كنا نسمع شائعات كما وصلتنا اتصالات هاتفية تفيد مرة ان شقيقي لدى القوات الاميركية في ابو غريب، ومرة في معتقل بوكا القريب من البصرة، ولم نستطع الحصول على اية معلومات عن طريق الصليب الأحمر أو منظمة حقوق الانسان في الأمم المتحدة».

وأوضح شقيق السجين السعودي، أنه «لم يرتح لنا بال حتى شاهدنا صورة شقيقي مع بعض السجناء السعوديين على صفحات جريدة «الشرق الأوسط» قبل عام (في اشارة الى تحقيق نشرته صحيفتنا في 27 ابريل 2007 عن سجن سوسة القريب من مدينة السليمانية في اقليم كردستان العراق) وعرفنا انه مسجون في سجن سوسة»، مضيفا «اننا شعرنا بالفرح خاصة بعد ان سمعنا صوت شقيقي خلال اتصال هاتفي معه، بعد ما يقرب من اربع سنوات على اختفائه، حيث عرفنا منه ان ظروف السجن جيدة، وانهم يعاملون من قبل ادارة السجن بصورة جيدة تحفظ كرامتهم، وتوفر لهم مستلزمات حياتية ممتازة». يذكر أن هناك 200 سجين عربي غير عراقي في سجن سوسة، بينهم 56 سجينا سعوديا، أحكامهم تتراوح ما بين السجن 7 سنوات والسجن مدى الحياة. وحسب مصدر في وزارة العدل العراقية، فإن الحكومة العراقية فاتحت بعض الدول العربيةإ التي لها سجناء في العراق لغرض التباحث من اجل نقلهم الى بلدانهم، لكنها (الحكومة العراقية) لم تتلق ردودا مشجعة في هذا الجانب.