قال الرئيس العراقي جلال طالباني إن العراقيين ينظرون الى الرئيس الاميركي جورج بوش باعتباره «بطل تحرير العراق من أسوأ ديكتاتورية»، مشيرا في لقاء مع نظيره الاميركي بالبيت الابيض، الليلة قبل الماضية انه «لا توجد بوصة واحدة من العراق حالياً يسيطر عليها الارهابيون»، لكنه اعترف في الوقت نفسه بوجود بعض المجموعات التي «ما زالت مختبئة هنا وهناك».
وأكد طالباني في تصريحاته أن لا مشكلة الان لبلاده مع ايران وسورية اللتين تتهمهما واشنطن باستمرار بزعزعة الاستقرار في العراق. وقال لنظيره الاميركي «يسرني ان ابلغكم ان علاقاتنا مع جيراننا تحسنت كثيرا مع تركيا ومع سورية ومع ايران ومع الدول العربية». واضاف «العلاقات طبيعية الآن ولا مشكلة لدينا مع اي من هذه الدول.. وسفراء جدد عديدون يأتون الى بلدنا من دول عربية». وقال مسؤول اميركي كبير للصحافيين، طالبا عدم الكشف عن هويته، ان ايران قد تكون غيرت سياستها تجاه العراق، وقال «نعرف ان ايران لا تقوم في الوقت الراهن بالدور النشط والمضر الذي اضطلعت به بانتظام في السابق». واضاف «انه قرار تكتيكي اتخذته ايران في هذه المرحلة وليس قرارا استراتيجيا.. لكنه مطبق الآن منذ اشهر». وكان الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القوة الاميركية في العراق، قد صرح مؤخرا ان «القادة الاميركيين والعراقيين يتبنون حاليا موقف ترقب» في ما يتعلق بدور طهران.
وقال طالباني، بعد اجتماعه في البيت الابيض مع بوش، إن واشنطن وبغداد تعملان حالياً على وضع اللمسات الاخيرة على الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين. وأكد انه يأمل ان يقر النواب العراقيون القانون الخاص بتنظيم انتخابات المحافظات بعد العراقيل التي شهدها طويلا، وهي خطوة ترى واشنطن انها يمكن ان تخفف من العنف المذهبي بإشراك مزيد من المجموعات في العملية السياسية. وقال «آمل ان يتم إقراره اليوم (أمس) لان رؤساء الكتل البرلمانية مجتمعون الآن في البرلمان لوضع اللمسات الاخيرة عليه».
من جهته رد بوش في معرض حديثه عن التطورات في العراق، مشيراً الى ان الاوضاع الامنية تغيرت كثيراً «واصبح بامكان الامهات تربية ابنائهن في ظروف عادية» على حد قوله. واوضح بوش ان العراقيين يريدون عدداً قليلاً من القوات الاميركية في بلادهم، والاميركيون يريدون الشيء نفسه، لكن ذلك، على حد قوله، يجب ان يكون اعتماداً على نجاحنا. وأوضح بوش انه بحث مع طالباني في «الحاجة الى توقيع اتفاق اطار استراتيجي»، مؤكدا في الوقت نفسه ان الرئيس العراقي الذي يبلغ من العمر 74 عاما في صحة جيدة بعد العملية الجراحية التي خضع لها في القلب.
وقال بوش ان «صحة الرئيس جيدة وهذا امر مهم جدا لشعب العراق». وكان طالباني يتعالج في ولاية مينسوتا الاميركية، وقد تماثل الى الشفاء والتقى مع بوش في البيت الابيض قبيل مغادرته عائداً الى بلاده.
واشار بوش خلال اللقاء الى التغييرات التي شهدها العراق منذ الغزو الاميركي في مارس (آذار) 2003. واضاف ان «الامور تغيرت الى حد كبير منذ ان تعرفنا على بعضنا البعض والمواقف تغيرت جدا بعد ان ادرك الناس ان الوضع الامني تغير». وتابع الرئيس الاميركي «ما زال الامر صعبا لكن لا شك أن تعزيز القوات الاميركية كان فعالا وسمح لنا بسحب قوات»، مشيرا بذلك الى القرار الذي اتخذه في يناير (كانون الثاني) 2007 بتعزيز القوات الاميركية في العراق بحوالي ثلاثين الف جندي.