برهم صالح بعد لقاء السيستاني: طرحنا الهموم والتصورات بشأن خانقين واتفقنا على أهمية الحوار

نائب رئيس الوزراء العراقي لـ«الشرق الاوسط»: يجب حل المشاكل وفق روح الدستور

برهم صالح يتحدث في مؤتمر صحافي في منزل السيستاني بالنجف أمس (تصوير: جمال بنجويني)
TT

في وقت تشهد العلاقات بين الحكومة العراقية والقيادات الكردية تشنجا،ً على خلفية التطورات في خانقين وكركوك، توجه نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح الى النجف امس، لعرض وجهة النظر الكردية مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. وفي لقاء استمر حوالي ساعتين في مقر السيستاني امس، اكد صالح «التزام الجانب الكردي بمشروع العراق الديمقراطي الاتحادي، والالتزام بالدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراقي». وشرح صالح في اتصال مع «الشرق الاوسط» سبب الزيارة، قائلاً: «قدمت تصورات القيادة الكردية حول المستجدات السياسية والوضع الامني في العراق، وعرضت عليه بعض الاوضاع في مناطق خانقين وكركوك». ولفتت مصادر كردية الى ان قرار زيارة السيستاني جاء بناء على حرص القيادة الكردية على طرح وجهة نظرها في النجف، بسبب «تأجيج المواقف» التي شهدتها الساحة العراقية في الفترة الاخيرة. ومنذ اسبوعين بدأت مفاوضات بين الطرفين لحل القضايا العالقة، مثل مستقبل كركوك والمناطق المتنازع عليها، ولكن لم يتوصلا الى نتائج ملموسة خارج الاتفاق على تهدئة الاوضاع في خانقين. وقال صالح: «عرضت على السيد علي السيستاني بعض الاوضاع في خانقين وكركوك، التي أدت الى ظهور بعض حالات التشنج والمشاكل، واكدت الرأي الكردي ان حل هذه المشاكل يجب ان يتم من خلال الاحتكام الى الدستور واحترام النصوص وروح الدستور».

وعن تجاوب السيد السيستاني مع الموقف الكردي، قال صالح: «السيد السيستاني اكد ضرورة تحاور العراقيين في ما بينهم والتأكيد على الوحدة الوطنية وتغليب منطق الحوار على أية وسيلة اخرى». واضاف: «ابدى حرصه الشديد على ضرورة تماسك الموقف الوطني العراقي حيال مثل هذه الازمات وحلها وفق الدستور والقانون». وعن احتمال وساطة المرجعية بين بغداد واربيل، اكتفى صالح بالقول: «لا شك في ان المرجعية الدينية على مر التاريخ كان لها دور في وحدة العراقيين»، مضيفاً: «لا ننسى مواقف المراجع الدينية حيال المطالب الوطنية الكردية، والسيد السيستاني يمثل مركز الاعتدال والحكمة في هذه الامور، وارتأينا طرح بعض الهموم والتصورات مع التأكيد على ان الحل يجب ان يكون عراقياً وفق الدستور».

وكان موضوع الانتخابات المحلية ضمن النقاط التي ناقشها الطرفان وسط تساؤلات عن امكانية اجراء الانتخابات في غياب توافق على قانون جديد للانتخابات. وقال صالح: «كان التأكيد على اعطاء المواطن العراقي الحرية والاستحقاق الدستوري الذي يضمن له حرية انتخاب مجالس المحافظات وضمان ديمومة العملية الدستورية». ولكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل اللقاء وما صرح به آية الله السيستاني حول موقفه من الانتخابات المقبلة: «لا اريد الخوض في تفاصيل». وعن رأي السيد السيستاني في الاتفاقية الامنية المزمع توقيعها بين بغداد وواشنطن، قال: «اكد السيد السيستاني ان هذا شأن الحكومة العراقية ومتوقع من الحكومة العراقية الحفاظ على السيادة العراقية وضمان المصالح العراقية في أية مواقف تتخذها».