رئيس البرلمان المصري ينتقد الحكومة لتجاهلها تحذيرات من كارثة منذ 1993

ضحايا «الدويقة» وصلوا إلى 69 قتيلا.. وتطعيم المتضررين خوفا من انتشار الأمراض

TT

انتقل الجدل حول المسؤولية عن حادث الانهيار الصخري بمنطقة الدويقة الشعبية (شرق القاهرة) إلى البرلمان المصري، حيث وجه الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب انتقادات حادة للحكومة لتجاهلها تهديدات تنذر بوقوع الحادث منذ عام 1993.

وقال سرور، خلال اجتماع مشترك للجنتي الإدارة المحلية والإسكان بالمجلس لمناقشة تداعيات حادث الدويقة أمس، إن الحكومة تجاهلت التهديد الذي سببته هذه الصخور عقب حادث انهيار مماثل وقع عام 1993 في منطقة «منشأة ناصر» المجاورة. ووصف سرور الحادث بأنه كان متوقعا منذ عام 1993، واضاف «ما أشبه الليلة بالبارحة»، موضحا أن الحكومة أعدت دراسة قومية في أعقاب حادث الانهيار الصخري عام 1993 حددت فيه عدة مناطق يتهددها خطر الانهيار بمنشأة ناصر والدويقة منها عزبة بخيت التي شهدت انهيارا صخريا يوم السبت الماضي.

وأكد سرور أن مجلس الشعب منذ حادث عام1993 اجرى دراسات استند فيها إلى آراء الخبراء لتفادي تكرار هذا الحادث، وحذر فيها من أن الخطورة مازالت قائمة في بعض المناطق، مما يتطلب إخلاء هذه المناطق على وجه السرعة، حماية للمواطنين ووضع خطة زمنية على مراحل لنقل سكان حي منشأة ناصر والدويقة إلى المدن الجديدة حول القاهرة وأحال هذه التوصيات للحكومة.

وقال سرور إن «حصيلة كل هذه الجهود والدراسات التي قام بها المجلس أصبحت سرابا لتكرار وقوع الحادث»، مكررا توصياته للحكومة بضرورة الاستمرار في تطوير المناطق العشوائية وفقا للبرامج الزمنية المحددة، مع توفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه المشروعات وضرورة وجود هيئة لإدارة الأزمات ومواجهة الكوارث وإخلاء العقارات ذات الخطورة الداهمة فورا، مع إيجاد البديل الآدمي المناسب للسكان، ويراعي ظروفهم الاجتماعية وخضوع المناطق العشوائية التي تقرر الإبقاء عليها وتطويرها لقوانين الإسكان، وضرورة توصيل المرافق للمباني في المناطق العشوائية وهدم المناطق المتدهورة بصورة مرحلية، وتوفير خدمات الطوارئ لتمتد إلى معظم قاطني المناطق العشوائية».

وميدانيا، أعلن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة المصري أن عدد ضحايا الحادث واصل ارتفاعه ليصل إلى 69 قتيلا و58 مصابا. وأكد الجبلي أن وزارته اتخذت كل الإجراءات الوقائية للحيلولة دون انتشار أمراض وبائية في موقع الحادث، نتيجة لوجود جثث تحت الأنقاض منذ يوم السبت الماضي، مشيرا الى أنه تم تطعيم 540 شخصا من الموجودين داخل معسكرات الإيواء تجنبا لانتشار الأمراض.

وقال اللواء مختار الحملاوي نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية إن تفتيت الصخور أوشك على الانتهاء مشيرا إلى أن جهود الإنقاذ كلها تركز حاليا على استخراج الجثث، بعد تلاشي الأمل في العثور على أحياء، نافيا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن يكون هناك منع لوسائل الإعلام المحلية والعالمية من دخول منطقة حادث الدويقة، موضحا أن كل ما يتخذ من إجراءات هو لتأمين المنطقة وتسهيل عمل فرق الإنقاذ.

من جهتها، واصلت النيابة العامة الاستماع أمس لأقوال المصابين في الحادث، كما استعجلت التقارير الفنية بشأن الحادث لتحديد أسباب الانهيار الصخري وكذلك استعجال تحريات أجهزة الأمن لتحديد إذا ما كان هناك عمليات حفر بالمنطقة سابقة للحادث وأيضا الاستعلام من حي «منشأة ناصر» عما إذا ما كانت هناك موافقات سابقة للقيام بأعمال حفر أو ترميم بالمنطقة أو قرارات إزالة سبق إصدارها للعقارات التي تضررت من جراء الحادث وأيضا إذا ما كانت هناك تعاقدات تمت بين الحي وأحد المقاولين للقيام بأعمال ترميم أو صيانة بالمنطقة التي وقع فيها الحادث.