مسرور بارزاني: لا توجد في الإقليم مخابرات أميركية ولا إسرائيلية.. وبغداد لا تتجسس علينا

رئيس جهاز حماية إقليم كردستان لـ«الشرق الاوسط»: اخترت لهذه المسؤولية لكفاءتي وأنا أدفع ضريبة كوني نجل بارزاني

مسرور بارزاني أثناء حواره مع «الشرق الأوسط»
TT

في اقليم كردستان العراق عامة، وفي عاصمة الاقليم اربيل خاصة، يسمونه «الرجل الغامض» أو توب سيكرت مان، لكونه عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني، أعلى هيئة حزبية، كما يترأس اهم وأعلى جهاز أمني في الاقليم، هو «جهاز حماية الاقليم»، الذي تنخرط ضمنه جميع الاجهزة الامنية الكردية، أو هكذا يفترض، وغير هذا هو النجل الاكبر لرئيس الاقليم مسعود بارزاني، ولانه ايضا، قليل المشاركة في الفعاليات الاجتماعية، لصعوبة مهماته الامنية، ولانه «لا يجد الكثير من الوقت»، حسب قوله، والاهم من هذا وذاك فهو نادر الظهور في وسائل الاعلام.

مسرور بارزاني، 39 عاما، هو اكبر اشقائه الثلاثة، الاصغر منه منصور، ضابط عسكري، بينما لا يتولى شقيقاه الآخران اية مسؤوليات حزبية او حكومية، وهو متزوج وله ولد وبنت، وشارك في القتال مع البيشمركة منذ ان كان في الدراسة الاعدادية، وبعد تخرجه بخمس سنوات حتى انتفاضة الاكراد عام 1991، وفي عام 1992 سافر الى الولايات المتحدة لاكمال دراسته في القانون الدولي والعلاقات والعلوم السياسية.

مسرور بارزاني خص «الشرق الاوسط» دون غيرها بأول حديث لوسيلة اعلامية، على الرغم من تأكيده انه منشغل في عمله ولا يظهر في وسائل الاعلام.

وقبل إجراء المقابلة، سمعنا الكثير من الاراء المبالغ بها حول شخصية النجل الاكبر للرئيس بارزاني، بانه غامض وكتوم ولا يبتسم، وحذرونا من عدم توجيه أي سؤال نريد، لانه لن يجيب عن الكثير من الاسئلة المحرجة. لكننا وجدناه يستقبلنا عند باب مكتبه بابتسامة عريضة، ويمنحنا الحق في سؤاله عما نشاء، وكان لنا ذلك، اذ تطرقنا لاكثر الامور احراجا في عمله وفي علاقاته مع ابن عمه نيجيرفان بارزاني، رئيس حكومة الاقليم. وفي ما يلي نص الحوار:

*هل لنا ان نعرف طبيعة عملكم في هذا الجهاز؟

ـ مثل بقية الاجهزة الامنية والمخابراتية، نحاول الحفاظ على أمن المنطقة وأمن شعبنا، ولنكون عاملا مساعدا في استقرار الأمن في العراق، ولمحاربة الارهاب والتجسس ومحاربة تجارة المخدرات، بشكل عام الحفاظ على الأمن. هو ليس جهازا حزبيا، ومثل أي جهاز في الاقليم نحن مشغولون منذ فترة طويلة ببنائه، وحتى الان لم نتوصل لتوحيد كافة الاجهزة الامنية في الاقليم، استطعنا ان نصدر عبر البرلمان عام 2004 قانونا رقم 46 لايجاد اطار قانوني للاجهزة الامنية للاقليم، وخطواتنا مستمرة لوضع الاجهزة الامنية في اطار قانوني في الاقليم.

* هل هناك اجهزة امنية مشابهة في الاقليم؟ في الاتحاد الوطني الكردستاني مثلا؟

- عندما كانت هناك ادارتان في الاقليم، نعم كان هناك جهاز آخر (للاتحاد الوطني الكردستاني)، وبعد توحيد الادارتين فان هدفنا الان هو توحيد الاجهزة الامنية ايضا.

* هل هناك تنافس، او تعارض، بين الاجهزة الامنية في الاقليم؟

- هناك تعاون وليست هناك منافسة سلبية كون اهدافنا مشتركة وهناك تنسيق.

* هل هناك تنسيق مع الاجهزة الامنية في بغداد والقوات الاميركية؟

- نعم هناك تنسيق وتعاون مع الاجهزة الامنية في الحكومة الاتحادية، بل كنا عاملا مساعدا جيدا للاجهزة الامنية في بغداد وليس في اقليم كردستان وحسب، بل في عموم العراق. وبحكم وجود قوات التحالف في المنطقة وفي العراق ككل، هناك ايضا تنسيق وتعاون معهم.

* هل تنسقون او تتعاونون مع أجهزة أمنية إقليمية؟

- هناك اطار دستوري قانوني عراقي ينظم علاقات العراق مع دول الاقليم، ونحن نخضع للدستور العراقي، ولهذا السبب فليس لدينا اي تنسيق مع دول خارج العراق.

*هل هناك نشاط ارهابي يشكل خطرا على أمن الإقليم؟

- نعم هناك، ولكن اقل بكثير مما هو عليه في مناطق العراق الاخرى، وكان سيشكل خطرا حقيقيا لولا محاربتنا للمجاميع الارهابية في الاقليم، وخارج الاقليم. ومؤخرا تمكنا من احباط محاولة انتحارية كانت ستجري في اربيل.

*هل لديكم في الاقليم معتقلون عرب من غير العراقيين؟

- كل المعتقلين في الاقليم هم من المجاميع الارهابية، وهم عراقيون وليس بينهم من المواطنين العرب غير العراقيين.

* هل نشاطكم محدد داخل اقليم كردستان العراق أم يتعدى ذلك الى مناطق اخرى داخل العراق؟

- من الناحية القانونية نحن نهتم بأمن الإقليم، وبسبب الفراغ الأمني في بقية مناطق العراق فنحن نتعاون ونعمل من اجل استقرار وأمن كل العراق، وجاهزون لتقديم أية مساعدة تطلب منا.

*هل شاركتم في عمليات كشف مجاميع إرهابية خارج الإقليم او قمتم بمجابهة هذه المجاميع؟

- نعم، بالتأكيد، شاركنا في مجابهة عمليات ارهابية في بغداد وكركوك والموصل، ونحن نقوم بهذه العمليات بالتنسيق مع بغداد وليس من تلقاء انفسنا.

* ذكرتم ضمن مواصفات مهمات جهازكم مكافحة التجسس، هل هناك نشاط تجسسي في الاقليم؟

- نعم موجود.

* لصالح من؟

- لصالح دول مجاورة.

*يعني ليس تجسسا داخليا لصالح بغداد؟

- لا ابدا.

* ما مدى تأثير نشاط جهازكم على حرية الرأي في الاقليم؟

- طبيعة عمل جهازنا لا تتعارض مع حرية الرأي، بل على العكس من ذلك نحن نخلق اجواء ايجابية لتشجيع حرية الرأي، وليقول الناس اراءهم بحرية، وكنا دائما عاملا مساعدا لان يعبر الناس عن ارائهم بحرية، في المجالات السياسية والاقتصادية.

*هل لديكم سجناء سياسيون؟

- قطعا لا، لا يوجد عندنا اي سجين سياسي او اي سجين رأي او اي سجين بسبب ارائه او معتقداته السياسية.

* ما هي جهود جهازكم من اجل الاستقرار الاقتصادي؟

- سعة الاستثمارات الاقتصادية في الاقليم دليل على الاستقرار الأمني هنا، واي منطقة لا يوجد فيها استقرار أمني لا تشهد اي نشاط استثماري اقتصادي خارجي او محلي، وهذا ليس فقط بفضل جهودنا، وانما بجهود شعبنا وتعاونه مع الاجهزة الامنية في الاقليم.

*هل هناك تنسيق بينكم وبين حكومة الاقليم؟

- نحن جزء من حكومة الاقليم.

*هل يتبع جهازكم للحكومة في الإقليم؟

- بشكل قانوني لم يتم التوصل الى صيغة نهائية في هذا الموضوع، لكن لرئيس حكومة الاقليم دور كبير في عملنا واستقرار الاوضاع.

* تم تغيير اسم جهاز الأمن الى المفردة الكردية (الآساييش)، فهل تم تغيير جوهر عمل الجهاز؟

- الاساييش هو الترجمة الكردية لمفردة الأمن، ونحن تعمدنا استخدام هذه المفردة كون اسم الأمن وممارسات مديريات الأمن في النظام السابق تركت اثرا سلبيا ومخيفا في نفوس المواطنين، ولا ندري كيف سنتخلص من هذا الارث المرعب. جهاز الاساييش جهاز خدمي ونحاول دائما ان يكون محل ثقة المواطن. ومواطنونا متعاونون للغاية مع اجهزتنا الأمنية من اجل سلامته.

* ما هو ردكم على الانباء التي تتحدث عن مطالبة اجهزتكم الأمنية المواطن العراقي القادم من خارج الاقليم بتأشيرة دخول وكفيل واقامة، من اجل وضع العراقيل امام دخوله الى مدن الاقليم؟

- نحن لسنا بلدا مستقلا حتى نطلب تأشيرة دخول، هذه مدن عراقية حالها كحال اية مدينة عراقية اخرى، ولم يطلب من احد تأشيرة وهذه شائعات واهية تهدف الى تشويه سمعة الاقليم، لكن هناك اجراءات امنية تشمل كل من يدخل الاقليم، سواء كان عربيا أم كرديا، هذه الاجراءات تطبق حتى على الاكراد القادمين من بقية المحافظات العراقية، ذلك بسبب سوء الاوضاع الامنية في باقي مناطق العراق، ولاننا نريد ان نحمي المواطنين في الاقليم، فهنا وبالاضافة الى الاكراد آلاف العوائل العراقية التي جاءت بسبب الاستقرار الامني ولا نريد ان نفرط بهذا الاستقرار ونفتح الابواب امام الارهابيين والسيارات المفخخة والانتحاريين.

*ما هي طبيعة هذه الاجراءات؟

- الاجراءات بسيطة جدا وهي ان يراجع اي شخص ينوي الاقامة في الاقليم اقرب مركز للآساييش (الامن) لتسجيل عنوانه، ويحصل على اذن بالاقامة في الاقليم، كي يسهل علينا معرفة سكان الاقليم، وهناك اجراء آخر غير مشدد، وهو اذا كان القادم الى الاقليم يعرف ايا من سكان الاقليم فيفضل ان يكفله، ونحن غير متشددين بهذا الشرط المبالغ فيه اعلاميا، وقد تكون هناك تصرفات فردية من قبل بعض رجال الأمن في التشدد بالاجراءات، وتبقى هذه التصرفات فردية ونحن نعمل على ازالتها، ونتمنى قريبا ان نرفع كل هذه الاجراءات عندما يتحسن الوضع الامني في بقية مناطق العراق. المهم يجب ان يعرف الجميع ان الهدف من هذه الاجراءات هو الحفاظ على أمنهم وأمن الإقليم، وليس وضع العراقيل امام القادمين، على العكس من ذلك فان توجيهات رئاسة الاقليم باستمرار تنصب باتجاه تسهيل عملية دخول القادمين الى كردستان على ألا يكون ذلك على حساب الاستقرار الأمني في الاقليم. نحن لدينا حدود واسعة مع الدول الاقليمية، وهناك الكثير من المتسللين او الذين يحاولون التسلل الى الاراضي العراقية من خلال هذه المنافذ، وكذلك مع بقية المحافظات العراقية، وهذا من الصعب السيطرة عليها، خاصة ان الاوضاع الامنية في المحافظات القريبة منا غير مستقرة، ولا تسمح لنا بان نتصرف بثقة عالية أمنيا عند مداخلنا مع هذه المحافظات، اذن نحن مجبرون على اتخاذ هذه الاجراءات من اجل سلامة كل الموجودين في الاقليم. نحن نتمنى مخلصين، بل ونتعاون من اجل ان يستقر الوضع الامني في جميع انحاء العراق، كي نرفع نقاط التفتيش ونفتح ابواب مدننا لكل الزائرين من العرب والاكراد وغيرهما.

* هناك احاديث كثيرة تدور في الشارع والإعلام الكردي عن الفساد المالي، هل يتدخل جهازكم في محاربة هذا الفساد؟

- هناك بعض القضايا التي تصل الينا، وهناك بعض الحالات بلغنا الاجهزة الحكومية بصددها، لكن في كل الاحوال هذا الموضوع لا يتعلق بطبيعة عملنا.

* ايضا هناك كلام يدور عن وجود اجهزة مخابرات اجنبية تدرب كوادركم، مثل المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) والموساد (اسرائيلية)، نريد ايضاحا مباشرا منكم حول هذا الموضوع؟

- بصراحة، اذا تريد الحقيقة الكاملة مني فهذا الخبر غير صحيح على الاطلاق، المشكلة هي ان هناك من يطلق هذه الشائعات من غير ان يعرف اي شيء عن طبيعة الامور في الاقليم، ولا ادري ما مدى تأثير اجابتي على هؤلاء.

* هل تستخدم في اجهزتكم الامنية اية وسائل تعذيب لانتزاع الاعترافات من المعتقلين؟

- كلا ، وعلى الاطلاق ونهائيا، هذا الامر مرفوض جدا في الاقليم، بعد ان تسلمنا مسؤوليات هذا الجهاز وقررنا ان يكون جهازا خدميا تماما، اصدر رئيس الاقليم تعليمات مشددة بعدم انتزاع اي اعتراف بواسطة التعذيب وعدم الضغط على اي متهم او مشتبه فيه او معتقل، واذا ثبت عكس ذلك فان هذه الاعترافات تعتبر ملغية ولا يعترف بها ويحال المسؤول عن ممارسة اي نوع من انواع الضغط او التعذيب الى التحقيق ويحاسب، وهذا الموضوع بالنسبة لنا مبدئي.

* ما هي اكثر الجماعات او الجهات التي تشكل خطرا حقيقيا على الاقليم؟

- بالمقدمة، تنظيمات القاعدة وجماعات انصار الاسلام وانصار السنة واي جماعة ارهابية اخرى.

* هل تراعى في مراكزكم الامنية والسجون معايير حقوق الانسان؟

- كل تعليماتنا الصادرة تشدد على مراعاة حقوق الانسان، ونحن نراقب بشكل دقيق هذه الامور. وافتتحنا دورات تثقيفية لكوادرنا كي يتعلموا الالتزام بمبادئ حقوق الانسان خلال التعامل مع اي مشتبه فيه او متهم.

*حصلت بعض حوادث قتل لصحافيين وكتاب اكراد في الاقليم او في كركوك واتهمت صحف كردية اجهزة امنية وحزبية كردية بالوقوف وراء هذه الحوادث، ما هو تعليقكم؟

- نحن نأسف كثيرا لمقتل اي صحافي او كاتب او سياسي، بل ولمقتل اي مواطن وهذا يبعث الحزن في نفوسنا، والناس عادة وللاسف يوجهون اتهاماتهم بسرعة قبل ان يتأكدوا من الحقائق، وتوجيه الاتهامات مسألة سهلة، ثم انه ليس الصحافيون فقط من تعرضوا للقتل، بل عسكريون وسياسيون وتجار ومواطنون عاديون هنا في الاقليم وفي بقية مناطق العراق، فهل كانت اجهزة امنية وحزبية وراء هذه الحوادث، واذا كانت اية جهة تتوفر على ادلة بتورط اي طرف بأي حادث قتل فليبرزه لنا وسنكون شاكرين له، للتحقيق في هذه الحوادث المؤسفة، اما موضوع الاتهامات المسبقة والمجانية فهذا موضوع آخر. وهناك جهات تخريبية معادية تحاول الاساءة لهذا الحزب او تلك الجهة عن طريق هذه الاتهامات الباطلة.

* ما هي اجراءاتكم ازاء هذه الاتهامات التي تطلقها الصحافة الكردية؟

- مثل اي موضوع اخر في الاقليم، كالثقافة والاقتصاد والعمل السياسي، وكذلك الصحافة تحتاج الى وقت لتكون اكثر نضجا ووعيا لتتماشى مع اصول العمل المهني الصحافي، نحن من شجعنا الصحافة الكردية على حرية الرأي، وهناك من الكتاب والصحافيين من يميز بين الحرية والتجاوز على الاخرين، بينما هناك قسم لا يميز بين هذا وذاك ويعتبر كل ما يكتبه يدخل في خانة حرية الرأي، حتى لو فيه تجاوز على الاخرين، نحن نعمل معا للوصول الى صيغة تحفظ حرية الرأي وتحمي الاخرين من الاتهامات، من غير ان نمس بحرية الفرد او حرية الرأي. وهناك قانون احيل الى البرلمان ينظم العمل الصحافي ويحمي المواطن من الاتهامات والتشهير الذي يتعرض له احيانا، وقد وجد البرلمان ان هذا القانون قاس على الصحافة وطلبت رئاسة الاقليم اعادة النظر فيه، بالتأكيد التشهير مسألة لا علاقة لها بالعمل الصحافي، وحسب تصوري فان الصحافي يكتسب احترامه من خلال كتاباته ومدى مصداقيتها، وعكس ذلك يقلل من احترامه بين القراء.

* هناك عدة تسميات للقوات الكردية المسلحة، منها البيشمركة، وحرس الاقليم، اي منها تعتبر القوات الرسمية للاقليم؟

- حسب الدستور فان القوات التي تحمي الاقليم هي (قوات حرس الاقليم)، وهذا يشمل البيشمركة ايضا، باعتبارها قوة مسلحة تحمي الاقليم وكل القوات المسلحة التي من شأنها ان تحمي حدود الاقليم وداخله.

* ما هي علاقة البيشمركة او قوات حرس الاقليم بالحكومة الاتحادية او وزارة الدفاع العراقية؟

- قوات حرس الاقليم هي جزء من المنظومة الدفاعية للعراق ككل، وبما ان اقليم كردستان هو جزء من العراق، فهذه القوات تحمي هذا الجزء من الاراضي العراقية.

*هل توصلتم الى حل بصدد ضم قوات البيشمركة او حرس الإقليم لوزارة الدفاع العراقية؟

- مبدئيا ليست هناك اي مشكلة وما تبقى مجرد خطوات تكتيكية، لكن للاسف لا يوجد تعاون جيد من قبل الحكومة الاتحادية باتجاه ضم قوات حرس الاقليم لوزارة الدفاع وصرف رواتبهم. من جهة فان اقليم كردستان هو جزء من العراق، ولكن عندما نطالب بحقوق او خدمات باعتبارنا جزءا من العراق يكون هناك تجاهل لهذه الطلبات، ولا يحسب اي حساب لها، ميزانية الاقليم معروفة 17% من واردات العراق، لكن هذا الرقم تستقطع منه مبالغ كبيرة حتى تصل الى الاقليم اقل من 14%، هناك استقطاع جزء من ميزانيتنا تسمى مخصصات سيادية للجيش العراقي، وحسب تعريف قوات حرس الاقليم والبيشمركة، فانهم جزء من المنظومة الدفاعية للعراق، اي جزء من القوات المسلحة العراقية، وعندما نطالب بمخصصات مالية لهذه المنظومة تقول الحكومة الاتحادية، لا.. هذه القوات جزء من اقليم كردستان ومن ميزانية الاقليم، هناك ازدواجية في التعامل من قبل الحكومة الاتحادية مع الاقليم، في الواجبات نحن جزء من العراق، نعم نحن جزء من العراق، ولكن في خانة الحقوق يتم تهميش هذا الجزء، عندما تطلب منا المشاركة في بعض المهام نشارك وسنبقى مستعدين للمشاركة، لكن عندما نطلب حقوقنا لا نجدها. هذا يعني ان علينا واجبات وليست لنا حقوق.

*هل شاركت قوات البيشمركة في معارك الى جانب القوات العراقية في البصرة او بغداد او الموصل؟

- البيشمركة تتحرك بطلب من الحكومة العراقية، وقد شاركوا بعمليات في بغداد وفي مناطق اخرى، وحسب طلب الحكومة الفيدرالية، وحسب تأكيدات رئيس الاقليم فان قوات البيشمركة ستساهم بأي واجب تطلبه الحكومة الفيدرالية من اجل استقرار الأمن. البيشمركة هي ومثلما ذكرت جزء من المنظومة الدفاعية عن العراق، ومن لا ينظر اليها بهذه الطريقة فهو لا يؤمن بالعراق الجديد، العراق لم يعد عراقا شموليا، او ان القرارات مركزية، نحن نفهم، وحسب الدستور فان العراق اليوم هو عراق فيدرالي تعددي ديمقراطي اساسه المشاركة في السلطة، في الواجبات وفي الحقوق، والاكراد هم شركاء اساسيون في الحكم وليسوا قوة ملحقة او هامشية.

*هل انتم، على مستوى جهازكم الأمني، تشعرون بانكم شركاء في القرارات الامنية مع بغداد؟

- من حيث المبدأ نحن اعضاء في لجنة امنية مشتركة مع الحكومة الاتحادية، المهم هو المبدأ، هو ان تؤمن بغداد باننا شركاء معها، واذا تحقق ذلك فسيكون هناك الكثير من التعاون وستحل الكثير من الاشكالات، اما ان تكون هناك لجان ونحن نشترك بها ونقرر ومن ثم لا يتم تنفيذ القرارات فهذه ليست مشاركة.

* كادت الامور في خانقين ان تصل الى حد المواجهة بين البيشمركة وقوات الجيش العراقي، كيف تصفون ما حدث هناك من الناحية الامنية؟

- ما حدث في خانقين شيء سيئ، دخول قوات الجيش العراقي لم يكن بدافع مكافحة الارهاب، فالمنطقة آمنة جدا، ولكنها كانت بدوافع سياسية، هناك اعتقاد لدى البعض في الحكومة الاتحادية بان المناطق المتنازع عليها يجب ان تكون تحت سيطرة الحكومة الاتحادية، لكن مصطلح المتنازع عليها يعني ان موضوعها غير محسوم، وإلا لماذا سميت (المناطق المتنازع عليها)، يجب ان يكون هناك اتفاق بين الطرفين حول هذه المناطق، وخانقين هي اكثر المناطق أمنا في عموم محافظة ديالى، لقد حاول نظام صدام لعقود من السنوات ان يأخذ هذه المناطق منا بالقوة، والان هناك محاولات لدفعنا للتنازل عنها او اخذها بطرق اخرى.

*ما هو سبب عدم ظهوركم في الاعلام؟

- بشكل عام انا لا اظهر في الاعلام لطبيعة عملي، كما اني لا احب الظهور.

* هل تم اختياركم على رأس هذا الجهاز كونكم النجل الاكبر للرئيس بارزاني؟

ـ لقد اخترت لكفاءتي، وانا ادفع الضريبة لانني ابن مسعود بارزاني ومسؤول أمني.

* هل هناك خلافات او صراع نفوذ بينكم وبين رئيس الحكومة ابن عمكم نجيرفان بارزاني، كما يشاع؟

- على العكس تماما، انا احبه كثيرا ونحن تربينا معا وعلاقتنا كانت وما زالت اخوية وتسودها المحبة واحترمه شخصيا ولانه رئيس حكومتي، ليست هناك ولن تكون هناك اية منافسة بيننا، ولكن امنيات البعض من اعدائنا ان تكون هناك خلافات، وهذا ان شاء الله لن يتحقق.