استنكار عربي ودولي.. وقوى لبنانية تعتبر جريمة بيصور موجهة ضد المصالحات السياسية والحوار الوطني

السعودية تندد بالعمل الإرهابي وتدعو المرجعيات إلى تحصين لبنان

TT

قوبلت جريمة اغتيال القيادي في «الحزب الديمقراطي اللبناني» صالح فرحان العريضي في بلدته بيصور بإدانة واسعة. فيما تباينت التقديرات حول الجهة التي قد تكون وراء الجريمة مع تقاطع المواقف حول اعتبارها موجهة ضد المصالحات السياسية وخطوة اعتراضية للحوار الوطني الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وينطلق الثلاثاء المقبل.

وقد ندد السفير السعودي في بيروت عبد العزيز خوجة بـ«جريمة التفجير التي استهدفت الشيخ صالح العريضي». ورأى فيها «محاولة لزعزعة الاستقرار وافشال مسيرة التحاور والتوافق بين اللبنانيين». وقال: «ان المملكة تندد بالعمل الإرهابي. وتدعو المرجعيات والقيادات اللبنانية الى تحصين وضع البلد الذي عانى الكثير من الأوضاع الصعبة. كما أن المملكة تؤكد وقوفها إلى جانب لبنان الشقيق وشعبه بكل فئاته».

وأجرى السفير خوجة اتصالاً هاتفياً بوزير الشباب والرياضة طلال أرسلان وعزاه بالعريضي. كما اتصل برئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط وبوزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي وبالشيخ فرحان العريضي والد صالح.

كذلك استنكر سفير اليمن في بيروت فيصل أمين أبو راس «حادث التفجير الذي استهدف القيادي في الحزب الديمقراطي اللبناني صالح فرحان العريضي في بيصور والذي يستهدف وحدة شعب لبنان وأمنه واستقراره والمصالحات الجارية والحوار الوطني».

ووزعت السفارة الروسية في بيروت بياناً للخارجية الروسية حول الجريمة جاء فيه: «اننا نندد بشدة بهذه الجريمة الدموية. ونعرب عن تعازينا الحارة لاهل واقارب الفقيد. ان الوجهة الاستفزازية لهذا العمل واضحة ولا سيما في ظروف التقدم الناجح لمسار تنفيذ اتفاقية الدوحة الموقعة في ايار (مايو) الماضي والسبيل الذي فتح امام لبنان لتجاوز الازمة السياسية الداخلية والتوصل الى المصالحة الوطنية والوفاق. اننا نناشد كل القوى السياسية اللبنانية الالتزام بالصبر وضبط النفس والاستمرار بالحوار البناء من اجل تحقيق طموحات اللبنانيين كافة وتأمين استقلال ووحدة وسيادة لبنان وتعزيز مؤسسات الدولة».

واعتبرت الخارجية الروسية «ان ما حصل، بغض النظر عمن يقف وراءه، يؤكد مرة اخرى على اهمية تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الامن حول لبنان، بما في ذلك المواد التي تدعو الى وضع حد لاستقدام السلاح الى المجموعات المسلحة غير الشرعية. وروسيا التي تلتزم بشكل حازم بهذه المواد، تدعو بقية الاطراف الى ان تحذو حذوها في هذا الشأن».

الى ذلك، اعتبر مجلس إدارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، في بيان اصدره عقب اجتماع عقده أمس برئاسة شيخ عقل الطائفة الشيخ نعيم حسن «أن الحادث الإجرامي باستشهاد عضو المجلس السياسي في الحزب الديمقراطي اللبناني صالح العريضي سيكون حافزا للبنانيين عموما والموحدين خصوصا للوقوف سدا منيعا في وجه الإرهاب والفتنة. وهم في ذلك يفوتون الفرصة على المجرمين المتربصين بالجبل والوطن شرا». وإذ لاحظ «ان هذه الجريمة مكشوفة الابعاد والمرامي» أكد أنها «لا يمكن ان تنال من تضامن أبناء الطائفة ومن تلاقي اللبنانيين عشية انعقاد طاولة الحوار التي دعا إليها رئيس الجمهورية». واعرب المجلس عن تقديره العالي «للموقف الحكيم والشجاع لكل من رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط والوزير طلال ارسلان وسائر المرجعيات في الجبل، لجهة دعوتهم إلى تهدئة الخواطر والحفاظ على العيش الواحد المشترك». ودعا السلطات القضائية والأمنية إلى «العمل الدؤوب لكشف المحرضين والفاعلين من دون تهاون أو إبطاء درءا للفتنة وحفظا لهيبة الدولة والوطن». واستنكر نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان جريمة اغتيال العريضي. ورأى أنها «تهدف الى زعزعة الأوضاع في لبنان وإرباك مسيرة المصالحة فيه» وقال: «ان كل الاعتداءات والخروقات تقوم بها اسرائيل بانتهاكها القرار 1701 واختراقها الحدود اللبنانية التي يقوم بها عملاء اسرائيل كالانفجار الذي أدى الى اغتيال الشيخ صالح العريضي».

واعتبرت النائبة نايلة معوض (قوى 14 آذار) ان جريمة بيصور جاءت رداً عل جو المصالحة على صعيد الوطن، وفي وجه مبادرة رئيس الجمهورية الداعية الى الحوار الوطني، وفي وجه الوضع التفاؤلي الذي بدأ مع انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية». وأكدت ان «قوى 14 آذار هي مع الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وديمقراطيته والحريات».

واعتبر رئيس «هيئة علماء جبل عامل» الشيخ عفيف النابلسي «ان اعداء لبنان، لاسيما العدو الاسرائيلي، لن يسكتوا ازاء اي وفاق او مصالحة داخلية، بل سيسعون على الدوام الى تكريس الانقسام والفتنة بين اللبنانيين. ومن هذا المنطلق يعمدون الى اعادة الاجواء اللبنانية الى مرحلة السخونة والفوضى. وبالتأكيد فان العدو مستاء من عملية المصالحة في الجبل ومتضرر من اتفاق الاطراف وتفاهمهم على امن الجبل وحماية المقاومة». وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار: «ان اغتيال صالح العريضي هو رسالة للجميع. فهو اول اغتيال بعد توقيع اتفاق الدوحة وبعد مصالحة طرابلس. اغتيال يترافق مع مساع جارية للنائب سعد الحريري في مصالحة البقاع. وهو جريمة تقع على ابواب الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية. انها رسالة في كل الاتجاهات لان هناك متضررين من السلم ومن عودة اجواء المصالحة والوئام».

واعتبر عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب علي خريس «ان الحكمة والوعي اللذين تعامل بهما اهالي المنطقة والقوى السياسية في جبل لبنان وفي بيصور، كانا الرد الحقيقي على اصحاب الجريمة والفتنة. وان هذا الرد جنب انتقال اعمال الاجرام الى مناطق لبنانية اخرى».

ووصف النائب عبد المجيد صالح (حركة امل) التفجير الذي استهدف العريضي بـ«الاجرامي» ملاحظا «انه جاء بتوقيت خبيث بعد محطتين اساسيتين شعر فيهما اللبنانيون بالارتياح. هما المصالحة في الشمال ودعوة رئيس الجمهورية الى الحوار الذي يجب ان يصبح ثقافة».

وقال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمود المراد: «ان المتضررين من المصالحة ومن الحوار الذي دعا اليه الرئيس العماد ميشال سليمان في 16 الحالي في قصر بعبدا عادوا وارتكبوا جريمتهم بحق القيادي في الحزب الديمقراطي في بيصور صالح العريضي وكأنها مقدمة لفتنة جديدة لا نعرف الى اين يصل مداها». واتهم عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب انطوان اندراوس «سورية، وحلفاءها في لبنان» بـ «الوقوف وراء عملية اغتيال الشيخ صالح العريضي» معتبرا انه «في حال لم يقم النظام السوري مباشرة بعملية الاغتيال فهناك احزاب لبنانية حليفة له في لبنان يغذيها بالسلاح وبالمال. وهي تتولى القيام بكافة الاعمال على عاتقها». وقال: «النظام السوري ومن له في لبنان هم وراء عملية الاغتيال. ونحن بانتظار القضاء ليقول كلمته في هذا الموضوع».

وأصدرت الرابطة المارونية بيانا قالت فيه: «لقد كانت غاية المخططين لهذه الجريمة المروعة استيلاد الفتنة وبعثها مجددا بدءا من الجبل. وقد ضربوا في المكان الموجع. لكن املهم خاب. وجاءت النتيجة معاكسة لما كانوا يرمون اليه، فاستنكر اللبنانيون بجميع فئاتهم واحزابهم الجريمة النكراء وابدوا تعاطفا كبيرا مع آل العريضي ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان، مقدمين موجبات الوحدة اللبنانية ومصرين على المضي في المصالحة». وأدان حزب «الوطنيين الأحرار» اغتيال العريضي. وطالب الاجهزة المختصة بـ«بذل قصارى جهدها لكشف المجرمين وانزال اشد العقوبات بهم». وعبر عن الامل في «ان تشكل الجريمة حافزا لمزيد من المصالحات وتعميق الوحدة بين اللبنانيين سواء داخل طائفة الموحدين الدروز او على صعيد العيش المشترك في الجبل وفي كل لبنان».