باكستان: هجوم أميركي جديد يسقط مزيدا من القتلى في وزيرستان

مقتل 40 مسلحا أصوليا في مواجهات مع قوات الأمن

TT

قتل 40 مسلحا يعتقد انهم من طالبان امس في اشتباكات عنيفة مع قوات الامن الباكستانية في منطقة قبائل على الحدود الافغانية، حسب متحدث باسم الجيش. وصرح مراد خان المتحدث باسم الجيش ان «اربعين مسلحا قتلوا كما استشهد اثنان من عناصر قوات الامن في القتال امس في منطقتين في باجور». وقتل نحو 150 مسلحا منذ الخميس في منطقة باجور في عملية مستمرة ضد عناصر القاعدة وطالبان المختبئين في هذه المناطق الوعرة.

اى ذلك أطلق صاروخ جديد من طائرة بدون طيار تابعة على ما يبدو للجيش الاميركي جاءت من افغانستان ادى امس الى مقتل 12 شخصا على الاقل، بحسب مسؤولين محليين في شمال غربي باكستان حيث تريد واشنطن استئصال معاقل القاعدة وطالبان. وتأتي هذه الضربة الجديدة غداة تبادل تصريحات حادة بين واشنطن واسلام اباد التي تعتبر حلفيها في «الحرب على الارهاب». فهددت الولايات المتحدة بمضاعفة العمليات العسكرية في المناطق القبلية الباكستانية الحدودية مع افغانستان فيما أقسمت باكستان على مواجهتها «مهما كان الثمن». وقد سقط الصاروخ على منزل في تل خل بضاحية ميرنشاه كبرى مدن اقليم وزيرستان الشمالي القبلي المعروف بانه من معاقل طالبان الباكستانيين الذين يؤون ويدعمون مقاتلين اجانب من القاعدة، على ما قال مسؤول كبير في الادارة المحلية. واضاف هذا المسؤول، طالبا عدم كشف هويته، «ان هذا الهجوم الذي شن قبل الفجر دمر المنزل وقتل 11 او 12 شخصا». وأكد هذه المعلومات مسؤول اخر في ادارة الاقليم وضباط في قوات الامن.

وبالرغم من احتجاجات اسلام اباد المتكررة كثفت القوات الاميركية التي تحارب حركة طالبان في افغانستان الى حد كبير في الاشهر الاخيرة اطلاق الصواريخ مستهدفة مقاتلين يشتبه بانهم من طالبان او من القاعدة في المناطق القبلية في باكستان التي لا توفر في غالب الاحيان السكان المدنيين.

وضربة امس هي الرابعة في سلسلة عمليات اطلاق صواريخ في شمال غربي باكستان اسفرت في غضون اسبوع عن مقتل 38 شخصا على الاقل بينهم مدنيون. وهكذا قتل الاثنين 14 مقاتلا اسلاميا وسبعة مدنيين بينهم نساء واطفال اثر سقوط صواريخ اميركية في اقليم وزيرستان الشمالي نفسه، بحسب السلطات الباكستانية. واكد مسؤولون محليون لوكالة الصحافة الفرنسية ان المنزل الذي استهدف امس كان مستأجرا من منظمة البدر الاصولية الافغانية المدعومة من رئيس الوزراء الافغاني الاسبق قلب الدين حكمتيار ويساند انصارها منذ اواخر العام 2001 المتمردين الطالبان.

والاربعاء اعلن رئيس اركان الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن انه امر باستراتيجية عسكرية جديدة تأخذ في الاعتبار «جانبي الحدود». ورد نظيره الباكستاني الجنرال أشفق كياني على الفور بالاعلان ان جيشه لن يسمح بعد الآن بهجمات القوات الاجنبية على الاراضي الباكستانية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز اول من امس ان الرئيس الاميركي جورج بوش سمح سرا في يوليو (تموز) بعمليات برية في شمال غربي باكستان بدون موافقة مسبقة من اسلام اباد. وهذا ما حدث فجر الثالث من سبتمبر (ايلول) عندما هاجمت فرق كوماندوز اميركية مجوقلة قرية باكستانية مما ادى بحسب اسلام اباد الى مقتل 15 مدنيا بينهم اطفال ونساء. وتعتبر واشنطن ان الجيش الباكستاني لم يبذل جهودا كافية في اطار الحرب على الارهاب. لكن جمهورية باكستان الاسلامية القوة النووية الوحيدة في العالم الاسلامي دفعت ثمنا باهظا في هذه الحرب مع مقتل اكثر من الف من جنودها في المناطق القبلية منذ 2002 وخصوصا اكثر من 1200 قتيل منذ اكثر من سنة في حملة غير مسبوقة من الهجمات الانتحارية.

الى ذلك اكد الجيش الباكستاني في بيان رسمي الجمعة انه سيعمل على حماية وحدة وسلامة اراضي البلاد تحت قيادة حكومتها الديمقراطية الجديدة.

وجاء البيان في ختام اجتماع استمر يومين لقادة الجيش وسط غضب شعبي من الهجمات التي شنتها قوات برية اميركية الاسبوع الماضي وضربات جوية استهدفت منطقة القبائل المحاذية لافغانستان. كما تزامن مع غارة جوية شنتها طائرة اميركية بدون طيار على الارجح فجر امس واسفرت عن سقوط 12 قتيلا.

وترأس الاجتماع قائد الجيش الجنرال اشفاق كياني بعد يوم واحد من انتقاده الغارات التي تشنها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عبر الحدود، حسبما ذكر مسؤولون. ونقل بيان الجيش عن كياني قوله لقادة الجيش ان «كل عناصر القوة الوطنية تحت القيادة الديمقراطية الجديدة سيحمون وحدة وسلامة اراضي باكستان بدعم وتأييد كامل من الشعب الباكستاني». وكان كياني صرح الاربعاء ان باكستان ستدافع عن سيادتها «باي ثمن» ولن تسمح لأي قوة بشن عمليات داخل باكستان.