خبراء: الضربات الأميركية على منطقة الحدود قد لا توقف «القاعدة»

TT

تبذل الولايات المتحدة جهودا جديدة لهزيمة مقاتلي «القاعدة» وطالبان المتمركزين في المنطقة الحدودية الوعرة غير الخاضعة للقانون بين باكستان وأفغانستان لكن تلك الجهود قد لا تحقق هدفها بسبب الاستراتيجية غير المكتملة وافتقاد التأييد المحلي.

ويقول محللون ان انتخاب اصف علي زرداري الاسبوع الماضي كرئيس جديد لباكستان اثار اسئلة جديدة بشأن ما اذا كانت حكومته ستعطي حتى موافقة ضمنية للعدد المتزايد من الضربات الأميركية ضد المتشددين. ويمثل ابعاد مقاتلي طالبان و«القاعدة» من المنطقة الحدودية خطوة أساسية للاستقرار في افغانستان التي يعصف بها العنف بعد حوالي سبع سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة كما انها خطوة مهمة أيضا بالنسبة لباكستان حيث تمثل هجمات الإسلاميين عبئا يزعج الحكومة غير المستقرة بالفعل.

وقال اندرو مكريجور خبير مكافحة الارهاب في مركز ابحاث «جيمس تاون فاونديشن» لا يوجد حل سريع لهذه المشكلة. ويقول المحللون ان تعزيز القوات الاميركية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان وايضا توفير وجود قوي للشرطة في باكستان امران ضروريان لانجاز المهمة.

واعلن الرئيس الأميركي جورج بوش هذا الأسبوع خططا لارسال مزيد من القوات الاميركية الى افغانستان مما يعكس تحولا جزئيا عن تركيز القوة العسكرية في العراق. وسلم الجيش الاميركي يوم الاربعاء بأنه لا يحقق نصرا في افغانستان وقال انه سيراجع استراتيجيته لتشمل الملاذات الامنة في باكستان. لكن خطة بوش لتصعيد القتال في افغانستان سرعان ما اثارت انتقادات باعتبار انها غير كافية. وقال فريدريك بارتون من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية العائق الاساسي اننا ليس لدينا ما نحتاجه لانجاز المهمة على الارض في افغانستان. واضاف ان عدم سيطرة باكستان على الجانب الخاص بها من الحدود يزيد المشكلة سوءا. وقتلت الولايات المتحدة العديد من كبار شخصيات «القاعدة» في باكستان من خلال تصعيد الهجمات بطائرات بدون طيار على مدى العام الماضي. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان مسؤولين باكستانيين افادوا بوقوع 11 ضربة منذ مطلع العام الجاري بزيادة ثلاث ضربات عن عام 2007 . وازداد التوتر الاسبوع الماضي حين هاجم كوماندوز اميركيون هدفا للقاعدة داخل باكستان بدون اخطار مسبق لاسلام اباد فيما يبدو. وقال مسؤولون غاضبون في باكستان ان اطفالا ونساء كانوا بين القتلى في اول عملية برية معروفة للقوات الاميركية داخل باكستان منذ غزو افغانستان في 2001 وقال حسن عباس الباحث بجامعة هارفارد والقائد الاقليمي السابق للشرطة الباكستانية في منطقة الحدود مثل هذه الهجمات يمكن ان يضعف الثقة في الحكومة الجديدة. ووصف توقيت الهجمات بأنه: مفاجئ.. لان ذلك يخلق مشاكل سياسية للرئيس الجديد.

وادى زرداري اليمين يوم الثلاثاء لتولي منصب الرئيس خلفا لبرويز مشرف الحليف الوثيق للولايات المتحدة والذي استقال لتجنب مساءلته امام البرلمان. ومن المعتقد ان مشرف وادارة بوش كان بينهما تفاهمات هادئة بشأن الضربات العسكرية الاميركية لكن عباس قال ان هذه الامور تخضع الان للمراجعة من الادارة الجديدة في اسلام اباد. وتعهد زرداري اثناء حفل تنصيبه بالعمل مع الجيران ومنهم الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي كان التوتر يسود علاقته بمشرف. لكن زرداري قال ان هزيمة المتشددين تتطلب دعما شعبيا وتجنب الخسائر البشرية المدنية. وقال مكريجور انه سواء وافق زرداري على السماح بهجمات جديدة او لم يوافق فسوف يجد صعوبة كبيرة في اظهار اي تأثير على الوضع. واضاف انه مما يزيد العوائق امام الحكومة احتفاظ المخابرات العسكرية الباكستانية بعلاقات مع طالبان كوسيلة لممارسة النفوذ في افغانستان. ويقول المحللون ان ضربات الطائرات بدون طيار وغارات الكوماندوس يمكن ان يكون لها اثر محدود فقط ضد المتشددين بدون استراتيجية اوسع لحماية السكان المحليين.