أوباما يضم إلى حملته الانتخابية فتاة مسلمة سبق أن أبعدت عن تجمع انتخابي في ميشغان

كيث أليسون عضو الكونغرس المسلم يشرح لـ«الشرق الأوسط» أسباب مساندته للمرشح الديمقراطي

كيث اليسون («الشرق الاوسط»)
TT

قال كيث اليسون عضو الكونغرس المسلم إن باراك اوباما المرشح الديمقراطي ضم فتاة مسلمة إلى حملته الانتخابية سبق ان منعت مع فتاة مسلمة اخرى من الجلوس وراء منصة القى من عليها خطاباً في ديترويت في ولاية ميشغان، وتوقع اليسون في حوار مع «الشرق الأوسط» جرى في مكتبه في الكونغرس ان يصوت أغلبية الاميركيين المسلمين مع اوباما، وقال إن حوالي 80 بالمائة على اقل تقدير سيصوتون لصالح المرشح الديمقراطي.

يشار الى ان أوباما اعتذر لشابتين مسلمتين محجبتين منعتا من الجلوس وراء المنصة التي كان يلقي من عليها كلمته بسبب الحجاب. وقال أوباما في بيان بعد الواقعة التي حدثت في يونيو (حزيران) الماضي «اتصلت بهما وعبرت عن أسفي الشديد للواقعة التي حدثت من المتطوعين في ديترويت»، ووصف تصرفات المتطوعين بأنها «غير مقبولة ولا تعكس بأي حال سياسة حملته»، وأضاف اوباما في بيانه ذات الوقت «شعرت باساءة شديدة وسأواصل نضالي ضد التمييز ضد اناس من اي جماعة دينية او خلفية». وكان متطوعون قد منعوا خلال تجمع انتخابي في ديترويت شيماء عبد اللطيف وهي من أصول سودانية وهبة عارف من أصول مصرية من الجلوس خلف اوباما والظهور في اللقطات التلفزيونية. ونسب إلى المحامية هبة عارف، البالغة من العمر 25 عاما، والتي انضمت الآن الى فريق حملة اوباما قولها بعد الحادثة «جئت لأعبر عن دعمي ومساندتي له، لكنني شعرت بأن تمييزا عنصريا قد جرى ضدي. والرسالة التي اعتقدت أنه تم إيصالها لنا هي أنهم لا يريدون اسم باراك أوباما يقترن بالمسلمين». وأكد اليسون، وهو المسلم الوحيد في الكونغرس، انه اتصل شخصيا مع اوباما بعد تلك الحادثة وطلب منه الاعتذار للفتاتين، واضاف يقول «يجب علي ان أقول إنه كان بالفعل ينوي ذلك».

وحول الاسباب التي تجعل اوباما ينأى بنفسه عن المسلمين خلال حملته الانتخابية، قال اليسون «في الماضي شن اليمين حملة ضد اوباما وقالوا إنه مسلم وهو ما اثار حفيظة حملته الانتخابية وجعلها تؤكد باستمرار بانه ليس مسلماً»، وأوضح انه شخصياً يتفهم ذلك. وأشار الى انه معجب جداً بالمرشح الديمقراطي.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان يؤيد اوباما لانه ديمقراطي أو لانه افريقي اميركي او لان والده مسلم، قال اليسون «اؤيده لانه يدافع عن المساواة بين الاميركيين ولانه يتبنى الدفاع عن الحقوق المدنية وقضايا الاقليات، ولانه ضد الحرب في العراق ويؤمن ان اميركا تحتاج الى السلام مع الآخرين، كما انه يؤمن بضرورة تطوير المجتمعات الاميركية المتواضعة وتنمية الاقتصاد ويرغب في مساعدة الأسر المتوسطة كما انه يولي اهتماماً بالغاً لقضية البيئة»، واضاف اليسون بلهجة قاطعة «لا اؤيده بسبب لونه او ديانة والده».

وعبر اليسون عن اعتقاده الجازم بفوز اوباما، وقال إن الشباب سيصوتون لصالحه كما ان جميع الاقليات ستصوت لصالحه، لكنه اشار الى ضرورة تركيز حملة المرشح الديمقراطي على ما يسمى «الولايات المتأرجحة» اي تلك التي لا يعرف تحديداً اتجاهات التصويت لدى ناخبيها، وقال إن اوباما يجب ان يمضي اطول فترة ممكنة في ولايات مثل اوهايو وفلوريدا وفرجينيا وبنسلفانيا ونيومكسيكو وميشغان، وحتى مينسوتا التي يمثلها اليسون في الكونغرس.

وفي معرض تفسيره لتراجع نسبة تأييد اوباما في استطلاعات الرأي في الآونة الاخيرة بموازاة مع ارتفاع نسب منافسه الجمهوري جون ماكين وسط الناخبين المسجلين، قال اليسون «السبب هو مؤتمر الحزب الجمهوري واختيار ماكين لحاكمة آلاسكا ساره بلين، لكن اعتقد ان الامور ستعود الى وضعها الطبيعي وانا واثق من تفوق اوباما بعد ايام وما تزال امامنا 50 يوماً من أيام الحملة الانتخابية». وقال اليسون إن على اوباما شن حملة اعلانية في الولايات المتأرجحة، وعليها طمأنة الطبقة العاملة بان التغيير الذي يدعو اليه سيجعل البلاد آمنة «لان هذه الفئات تخشى التغيير» على حد اعتقاده.

وتطرق اليسون الى زياراته للمنطقة وقال إن آخر بلد زاره هو موريتانيا وذلك قبل اسبوعين من وقوع الانقلاب، حيث زار من قبلها سورية رفقة وفد ترأسته نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الاميركي، كما زار مصر والسعودية ولبنان والاراضي الفلسطينية وإسرائيل، مشدداً إلى انه يؤمن بضرورة قيام دولة فلسطينية وتدعيم اقتصاد هذه الدولة، كما يؤيد التفاوض من أجل قيام هذه الدولة. وأبدى اليسون استغرابه من الانقسامات بين المسلمين في المنطقة، واشار في هذا الصدد الى الانقسامات وسط الموريتانيين على الرغم من ان جميع سكانها من المسلمين، وقال في هذا الصدد «لماذا ينقسم الناس هناك بهذه الكيفية أود انا أن أسالك؟». وقال اليسون إنه يرغب في زيارة دارفور، مشدداً على انه يعتقد ان هناك أزمة انسانية وليس عملية إبادة جماعية، واضاف «ما أعرفه ايضاً ان جميع سكان الاقليم من المسلمين لذلك لا افهم لماذا يحدث ما يحدث هناك اريد ان اذهب إلى هناك لأتعرف على الواقع».

وتحدث اليسون عن أصوله وعن أجداده الذين عاشوا العبودية، وقال إنه يمثل الجيل الرابع عشر من عبيد نقلوا من التوغو (غرب افريقيا) الى ولاية لويزيانا، داعياً الى عدم الاكتراث لهذه الامور، وقال «علينا طي هذه الصفحة لاننا جميعا اميركيون».

وسخر اليسون من دعوة احد اعضاء الكونغرس من اليمينيين الى قصف مكة المكرمة، وقال إنني أطرح سؤالاً بسيطاً، إذا سأل جندي عراقي مسلم زميله الاميركي حيث يقاتلان جنباً الى جنب في العراق عن هذه الدعوة ماذا سيكون رده؟. وحاول اليسون في ختام اللقاء ان ينطق اسم الصحيفة بالعربية، وقال مازحاً «انني اتعلم الآن اللغة العربية وأريد ان اعرف ما إذا كنت قد نطقت الاسم بكيفية صحيحة».