روسيا: معاهدة الأمن الجماعي تدعم مواقعها العسكرية في آسيا الوسطى وتضمن أمن القوقاز

TT

كشفت مصادر منظمة معاهدة الأمن الجماعي عن خطتها حول دعم مواقعها العسكرية تحت غطاء سياسي في منطقة آسيا الوسطى. واشار نيكولاي بورديوجا الأمين العام للمنظمة إلى ان الخطة الجديدة تستند إلى وحدات عسكرية من روسيا وقزقستان واوزبكستان وتاجيكستان وقيرغيزيا بموجب القرار الذي سبق واتخذته قمة رؤساء بلدان المنظمة التي تضم إلى جانب البلدان المشار إليها كلا من بيلاروس وارمينيا. ومن المقرر ان تتمركز هيئة اركان القوات العسكرية الجديدة في العاصمة الروسية على أساس دائم فيما تشكل قوات الانتشار السريع لمعاهدة الأمن الجماعي ما قد يسمى بالعمود الفقري للقوات الجديدة. وينص الاتفاق الموقع حول انشاء هذه المجموعة على التزام هذه القوات بالاستجابة الفورية لصد اي عدوان تتعرض له اي من البلدان اعضاء معاهدة الأمن الجماعي. واشار بورديوجا إلى احتمالات توسيع اطار وقدرات هذه القوات في حال موافقة كل الاطراف المعنية. وقال ان وجود هذه القوات كفيل بضمان الردع السياسي في المنطقة على ضوء احتدام الأوضاع في افغانستان الى جانب ضرورة قيامها بالرد الفوري على اية اخطار تهدد سيادة الدول الاعضاء. واضاف ان العمل بدأ في تشكيل منظومات الأمن الجماعي لتأمين الدفاع عن أبخازيا واوسيتيا الجنوبية بمشاركة مباشرة من جانب القوات الروسية التي اعلنت القيادة السياسية في موسكو عن التزامها بحماية امن هاتين الجمهوريتين. كما كشف عن تشكيل ما سماه بمجموعة معالجة الازمات التي بدأت اعتبارا من التاسع من أغسطس (آب) الماضي في جمع المعلومات حول العمليات القتالية في القوقاز وابلاغها أولاً بأول إلى أعضاء معاهدة الأمن الجماعي. وقال إن انضمام الجمهوريتين إلى عضوية معاهدة الأمن الجماعي يتوقف على موافقة كل الاطراف المعنية، مشيرا إلى أن ايا منهما لم يتقدم بعد بطلب الانضمام إلى هذه المعاهدة ما يعني ضمنا ان موسكو تواصل محاولاتها لاقناع اعضاء المعاهدة بالاعتراف بالجمهوريتين. وكان الرئيس دميتري ميدفيديف اشار الى ان مسالة الاعتراف تتوقف على ظروف كل بلد على حدة بما يتفق ومصالحها القومية في الوقت الذي اعلن فيه الكسندر لوكاشينكو رئيس بيلاروس عن ان البرلمان الجديد سينظر في مسالة الاعتراف بعد الانتخابات المرتقبة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.

واشار الأمين العام للمنظمة إلى انه من المقرر أيضا تكثيف منظمة معاهدة الأمن الجماعي القيام بالمناورات العسكرية في مختلف فضاء بلدان المعاهدة، مؤكدا ان تسارع الاحداث واحتدام الأوضاع الدولية والاقليمية تحتم تكثيف التدريبات العسكرية. وأعاد التأكيد على الدور الكبير الذي تقوم به روسيا في دعم القدرات العسكرية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومؤكدا في نفس الوقت ما سبق وعرضته على الناتو حول التعاون في مواجهة الأزمات والكوارث فيما فسر ذلك بان قيادة الناتو ليست مهتمة بقضايا امن الدول والشعوب بقدر اهتمامها بالألاعيب السياسية على حد تعبيره. من جهته قال الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس، متوجها الى مجموعة رفيعة من خبراء السياسة الخارجية الغربيين في موسكو ان الثامن من أغسطس (آب) 2008 يوم شنت جورجيا الهجوم على اوسيتيا الجنوبية، هو «بنظر روسيا أشبه بـ11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة».

وتابع «في مطلق الأحوال، هذا ينطبق بشكل كامل وواضح على ما حصل في روسيا. لقد استخلصت دروسا مفيدة كثيرة من 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. نرجو من العالم ان يستخلص عبره مما حصل» في أغسطس (اب)، مضيفا «لقد تبدل العالم في لحظة تقريبا». وأعلن مدفيديف في منتدى خبراء في موسكو ان روسيا كانت ستتدخل عسكريا ضد جورجيا حتى لو كانت تبيليسي مرشحة رسميا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، على ما نقل احد المشاركين في المنتدى.