أولمرت لأعضاء كاديما: إنها بداية الوداع.. وأتمنى أن لا يلاقي من يخلفني ما لاقيت

ليفني تواصل تفوقها على موفاز لرئاسة الحزب.. والسلطة تفضلها كخليفة محتملة لرئيس الوزراء

TT

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت انه سيستقيل فورا، بعد ان يختار حزبه كاديما زعيما جديدا في انتخابات مقررة الاربعاء القادم.

وقال امام تجمع لحزب كاديما، قرب تل ابيب، في الذكرى السنوية الثالثة لتأسيس الحزب «أنوي.. فور اختيار زعيم جديد لكاديما .. الاستقالة من منصبي وابلاغ الرئيس بأن الشخص الذي سينتخب هو الاحق بتشكيل حكومة جديدة». وفيما يشبه الوداع الاخير، قال اولمرت «إنها بداية الوداع ومغادرة وظيفتي» واضاف «اسمحوا لي أن أقول أمرا شخصيا، إن هذا الاجتماع بالنسبة لي يختلف عن اي اجتماع آخر فهذه بداية الوداع لطريق استثمرت به سنوات طويلة من عمري وبالذات السنتين الأخيرتين».

وخاطب اولمرت اعضاء حزبه قائلا «انتم تعرفون أن الفترة الأخيرة لم تكن سهلة عليّ، ومع ذلك اقدر دعمكم لي». واضاف اولمرت المثقل بقضايا الفساد «أنا أتمنى أن لا يمرّ الزعيم الذي سيخلفني ما مررت به من مصاعب وأنا أعدكم انه سيلقى مني كل تعاون مثمر» . يأتي ذلك قبل أسبوع فقط من انتخاب حزب كاديما خليفة لاولمرت الذي ترى النيابة الإسرائيلية انه قد يقدم لمحاكمة بتهمة الفساد المالي ولا تستبعد أن يصبح سجينا بعدما كان رئيسا للوزراء. وقد يبقى اولمرت في منصبه لتسيير شؤون الحكومة لاسابيع او شهور بعد استقالته رسميا حتى يتم تشكيل حكومة جديدة او اجراء انتخابات عامة.

وأوصت الشرطة الاسرائيلية بأن يواجه اولمرت اتهامات جنائية قائلة ان لديها دليلا على انه تلقى بشكل غير مشروع اموالا من رجل اعمال أميركي وقدم فواتير مزدوجة لتحصيل مصروفات سفر اثناء توليه منصب رئيس بلدية القدس ومنصب وزير التجارة والصناعة. وينوي اولمرت الدفاع عن نفسه حتى اخر لحظة، ويقول مكتيه انه غير متورط. وقال اولمرت «مرت عليّ ظروف صعبة ومع ذلك لم أحاول التستر أو الإخفاء، ولكن الأمر يبدو قد أصبح عرفا من أعراف السياسة الإسرائيلية». ولاحقت تهم الفساد معظم رؤساء وزراء اسرائيل السابقين واضطر كثير منهم للاستقالة فعلا بسبب هذه التهم.

ومازالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني تتقدم على وزير النقل والمواصلات شاؤول موفاز لرئاسة حزب كاديما في الانتخابات التمهيدية لهذا الحزب في 17 سبتمبر (أيلول). وليفني وموفاز هما المرشحان الرئيسيان لتولي رئاسة الحزب الحاكم (وسط) خلفا لرئيس الوزراء ايهود اولمرت بعد اعلان اولمرت قراره الاستقالة اثر تحقيقات في قضايا فساد شملته. وكشف استطلاع نشرت صحيفة «يديعوت احرونوت» نتائجه ان ليفني ستحصل على 47% من الاصوات مقابل 32% لموفاز وزير النقل الحالي. اما «معاريف» فذكرت ان ليفني ستحصل على 46% من الاصوات مقابل 28% لموفاز والباقي لمرشحين آخرين.

وفي رام الله، تراقب السلطة الفلسطينية باهتمام، التطورات الداخلية الاسرائيلية، وما يمكن ان تسفر عنه الانتخابات الدخلية في كاديما. وتتحسب السلطة من نجاح، شاؤول موفاز، الذي كان له باع طويل في اغتيال فلسطينيين، في مواجهة تسيبي ليفني على رئاسة كاديما. وبحسب مصادر فلسطينية فان السلطة تفضل ليفني على موفاز. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أبوعلاء قريع قال أمام صحافيين من عرب 48 إن المرشحة تسيفي ليفني هي الأقرب إلى الموقف الفلسطيني من بين المرشحين الآخرين . بحسب موقع Nfc الذي نقل اقوال قريع فان ابوعلاء طلب من الحضور عدم اقتباس أو نشر أقواله حتى لا يقع ضرر للمصالح الفلسطينية . واظهر قريع تحفظه من ترشيح موفاز نفسه للانتخابات القادمة في كاديما. وقال انه صاحب تجربة سيئة مع الفلسطينيين. وانه يفضل ليفني لأنها الأقرب إلى الموقف الفلسطيني من المرشحين الآخرين وإنها خاضت فعلا في أمر المفاوضات الجارية .