عباس يتعهد بمنع اندلاع انتفاضة ثالثة وبمواصلة المفاوضات بعد أولمرت

الرئيس الفلسطيني قال إن الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يناير 2010

TT

تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمواصلة محادثات السلام مع الاسرائيليين حتى بعد استقالة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. ونقلت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية عن عباس، قوله «سنتفاوض مع أي رئيس وزراء تنتخبه اسرائيل.. ولكنني أعتزم التفاوض معه (اولمرت) حتى اللحظة الاخيرة له في المنصب». إلا ان عباس شكك في فرص التوصل الى اتفاق هذا العام، ولا حتى «باتفاق سلام محدود»، قبل مغادرة الرئيس الأميركي جورج بوش منصبه.

وقال عباس «حتى الآن لم يتحقق انجاز في المفاوضات بيننا». واضاف «أشك في ان نتمكن من ابرام اتفاق بحلول نهاية 2008». وكان أولمرت قد قال اول من امس انه ما زال يأمل في امكانية التوصل «لاتفاق مهم» بحلول ذلك الوقت. ورد عباس على تصريح اولمرت بقوله، «أشك في أننا كنا سنتمكن من إتمام الاتفاق حتى نهاية عام 2008، حتى لو بقي (اولمرت) في منصبه. حتى الآن، لا يوجد أي إنجاز في المفاوضات الدائرة بيننا». وتابع ابو مازن، «النقاط الست الرئيسة للحل الدائم بقيت مفتوحة. لا يمكنني القول إنه تم الاتفاق حتى ولو على قضية واحدة. الفجوة بين الجانبين واسعة جدا. نحن عرضنا أفكارنا ومطالبنا حول القضايا الست وحتى الآن لم نتلق الإجابة من الطرف الإسرائيلي».

ولا يدفع اليأس من المفاوضات مع الاسرائيليين عباس الى قبول انتفاضة ثالثة كما ينادي قياديون فلسطينيون، بل تعهد بمنع قيام مثل هذه الانتفاضة. وقال «سأقوم بكل شيء كي لا تندلع انتفاضة ثالثة مسلحة». ويرى عباس ان عدم التقدم في المفاوضات سببه «خلافات سياسية داخلية في اسرائيل». وتقر السلطة بأن ما تم التوصل اليه في مفاوضات سابقة مثل طابا أفضل بكثير مما يدور حوله الحديث الآن. وبحسب عباس، فان الاسرائيليين يرفضون العودة الى اتفاقات سابقة. وقال «إسرائيل تدعي أن تلك المباحثات، أجرتها طواقم أخرى. يقولون لنا ليس نحن من أجرى تلك المفاوضات بل يوسي بيلين».

ويرفض عباس فكرتي حل السلطة، والمناداة بدولة واحدة قائلا «يجب أن نتمسك بحل الدولتين للشعبين. هذا أفضل اقتراح. لا نريد دولة واحدة للشعبين، ومن يدعو إلى ذلك، بمن فيهم أبو علاء (رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض)، يقومون بذلك من دافع يأس». وأبدى عباس انزعاجا كبيرا من عدم موافقة اسرائيل على المبادرة العربية. وقال «حتى إيران وافقت في حينه على مبادئ المبادرة العربية». وأضاف «عرضت هذه الوثيقة على أولمرت إلا أنه لم يبد أي رد فعل. ويجب أن نذكر أن تلك هي المرة الأولى والتي يعمل فيها حتى ملك السعودية الذي يحافظ على المقدسات الإسلامية من أجل حل الصراع».

وبرغم ان المفاوضات لم تنجح في الاتفاق ولا على اي ملف. إلا ان قضيتي الحدود واللاجئين، تعتبران الاصعب من بين عدة قضايا اخرى لا تقل تعقيدا وبينها الامن. وأعاد عباس التأكيد على قبوله حلا جزئيا لقضية اللاجئين. وقال «يتوجب أن نتوصل إلى تسوية، ومعرفة على أي أرقام يمكن ان يوافقوا». وأضاف «الفلسطينيون الذين لا يعودون لإسرائيل يعودون لفلسطين. وإذا قرروا البقاء في الدول التي يوجدون فيها يحصلون على تعويض، وكذلك الدول التي تستوعبهم».

وبالإضافة الى تعثر جهود السلام، يواجه الرئيس الفلسطيني اشكالات داخلية اخرى، لا تقل تعقيدا؛ إذ تقول حماس إن ولايته ستنتهي في 9 يناير(كانون الثاني) 2009. وسيصبح بعد ذلك مغتصبا لكرسي الرئاسة. وقال عباس «نحن نجري مشاورات الآن في الموضوع. أعتقد أن الانتخابات للمجلس التشريعي وللرئاسة ينبغي أن تجرى في آن واحد، في يناير 2010. سنقرر ونصدر أوامر رئاسية في هذا الشأن».

ولا يميل عباس كما يبدو للموافقة مرة اخرى على تشكيل أي حكومة تضم حماس. وقال «إذا أردنا إقامة حكومة وحدة تكنوقراط، يتعين عليها احترام التعهدات والاتفاقات الموقعة، كخارطة الطريق. وطبعا ينبغي قبول مبادرة السلام العربية».

ويرى عباس أن حماس خسرت كثيرا من شعبيتها. وقال «الآن وبعد ان عرف الشعب وجرب حماس، سيتطلب منه اتخاذ قرار لمن سيصوت». وبرغم موقفه من حماس، فانه أكد انه لن يستخدم القوة في توحيد غزة والضفة. وأضاف «هناك جهود للمصالحة يديرها المصريون، وفي نهاية المطاف سيطرح اقتراح عربي بتأييد الجامعة العربية».

وجدد عباس القول إن تنظيم القاعدة تعزز في غزة، وقال «كنت أول من حذر من ذلك، ونحن نعترض على ذلك. ولكن ينبغي رفع الحصار عن قطاع غزة لكبح تصاعد وتعزيز تلك الجهات المتطرفة. لأن الضائقة تعزز قوة تنظيمات متطرفة كالقاعدة». ومن المقرر ان يلتقي عباس الرئيس الاميركي، في 26 سبتمبر (أيلول) الحالي. وقال «أنا أقدره كثيرا. قام بعمل جيد جدا ورغم ذلك لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق. هذا ليس خطأه وليس خطأي، بالنسبة له قام بالجهود المطلوبة».