تشييع رسمي وشعبي لصالح العريضي في بيصور

جنبلاط: وحدها الدولة تحمي الجميع * أرسلان: الجبل سيقود مسيرة المصالحة

وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وطلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي يتلقيان التعازي أمس في السياسي صالح العريضي الذي قتل قبل يومين بقنبلة وضعت تحت سيارته (أ. ف. ب)
TT

شيع أمس القيادي في «الحزب الديمقراطي اللبناني» صالح فرحان العريضي الى مثواه الاخير في بلدته بيصور. وهو كان اغتيل مساء الأربعاء الماضي بتفجير عبوة ناسفة زرعت اسفل سيارته. وتقدم رئيس الحزب الديمقراطي الوزير طلال ارسلان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط موكب التشييع الذي شارك فيه ممثلون عن الرؤساء الثلاثة ووزراء ونواب ورجال دين ورئيس اركان الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري ورئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد ابراهيم امين السيد ممثلا امين عام الحزب السيد حسن نصر الله ووفود من قيادات الاحزاب اللبنانية.

وفيما اكد الوزير ارسلان، في كلمة القاها خلال مراسم التشييع «ان الجبل سيقود مسيرة المصالحة والمقاومة. ولن تحصل فيه فتنة» شدد النائب جنبلاط على «المصارحة في الحوار لبناء الدولة وتثبيت الطائف». وقال: «وصلتنا الرسالة، رسالة قاسية دامية ضارية. والخسارة فادحة لا تعوض، تعوض فقط بموقفنا الموحد. بيصور التي تعودت دائما على الموقف الواحد الموحد تعوض فقط بتعميم المصالحات في كل لبنان من طرابلس الى بيروت الى البقاع الى كل شبر من لبنان، تعوض فقط ببناء الدولة القوية كون هذه الجريمة اليوم، هذه الجريمة النكراء، برهنت الانكشاف الكامل للساحة اللبنانية بشتى انواع المخابرات الاجنبية وبشتى المشاريع. والذين تناسوا او تغافلوا عن ان مشروع تفتيت المنطقة غالب ابدا اكثر من اي وقت مضى، ان مشروع تفتيت المنطقة الذي ينطلق من اسرائيل وحلفاء اسرائيل لا يزال في بدايته. ونحن نمر اليوم بمرحلة مخاض عالمي وتوتر عالمي، لهذا فإن الدول المخربة والارهاب ستحاول ان تصطاد في لبنان ما تصطاد، يمينا وشمالا دون تمييز، من اجل خلق الفتنة».

واضاف: «هنا اهمية دعوة الرئيس ميشال سليمان الى الحوار، هنا اهمية المصارحة المطلقة في الحوار، هنا اهمية المكاشفة المطلقة في الحوار من اجل بناء الدولة وتثبيت اتفاق الطائف. وعندما نقول اتفاق الطائف فلنتفق، اتفاق الطائف يملي علينا الهدنة مع اسرائيل. والهدنة معناها انها حالة الحرب واستمرارها وهي لا تعني الصلح مع اسرائيل. الهدنة تعني استمرار حالة الحرب. وهنا اهمية الاستيعاب التدريجي للخبرات القتالية والامنية للحركة الجهادية للمقاومة لحزب الله في الدولة، اخذين في الاعتبار خصوصية هذه الحركة وهذه المقاومة. لكن اقولها بكل صراحة، وحدها الدولة تحمي الجميع، من الجنوب الى الشمال الى بيروت وطرابلس الى الجبل الى البقاع الى كل مكان. نعم انه عمل شاق وصعب جدا. صعب لكن لا مفر منه من اجل تفادي ضربات الغدر التي يبدو انها تطل علينا من جديد ولا تميز اليوم بين فريق وآخر. وقد تضرب أيا كان من اجل خلق الفتنة المذهبية او الطائفية».

ثم تحدث الوزير ارسلان مشيدا بنضال ومناقبية صالح العريضي لمقاوم عرفه الجبل منذ ربع قرن. وقال: «الشيخ صالح رفيق الدرب، في تأسيس الحزب الديمقراطي اللبناني وفي قيادة مسيرته وفي علاقته الاستراتيجية مع سورية والمقاومة (...) لقد علمتنا التجربة ان يد الغدر تتحرك للقتل في لبنان فقط عندما تفشل مشاريع التصادم والاقتتال بين ابناء الوطن لتحرك نار الفتنة. علمتنا التجربة ان جرائم الاغتيال هي نصف الجريمة ونصفها الاخر هو العصبية والغرائزية التي تطلقها فورة الدماء لتوجيه الاتهام من موقع الانفعال او الكيد للخصم السياسي الذي يريد لنا القاتل ان نذهب اليه بفورة الغضب لنحقق بأيدينا ما ارادته الجريمة فنكون نصفها الاخر».

واضاف: «المطلوب ان يكون الجبل منقسما على نفسه، يقاتل بعضه البعض. المطلوب زرع بذور الفتنة والعصبيات الحزبية والطائفية والمذهبية البغيضة مهما كانت التضحيات غالية، فالعدو، ولا عدو لبنان إلا اسرائيل، سيصفق وينام ملء جفونه. اما ان يحمي الجبل وحدته بجوار واخوة قادته وحماية ظهر المقاومة والتمسك بعروبته، فها هو الجواب وقد وصلت الرسالة (...) جاءت الرسالة ليصحو الجميع ويخرجوا من لغة التنابذ والاقصاء والالغاء والاستئثار والتخوين». واكد: «هذا الجبل سيقود مسيرة المصالحة والوحدة بين اللبنانيين. وستبقى المقاومة والعروبة رايتين لا تسقطان من علياء هذا الجبل».