فضل الله يدعو إلى العمل لدرء الفتنة في لبنان: خطاب بعض السياسيين يعطِّل التقارب

طالب بتفعيل قانون «من أين لك هذا»

TT

دعا المرجع الشيعي اللبناني السيد محمد حسين فضل الله إلى «العمل من أجل درء الفتنة وصنع السلام وإعادة التواصل بين المواطنين، والإفساح في المجال للتعاون من أجل بناء الوطن على أسس سليمة وانفتاح المواطن على مواطنه بعيدا من التعقيدات المذهبية والطائفية والزنازين السياسية الشخصانية». وإذ شدد على «ضرورة توسعة حركة الحوار بين الأفرقاء على مستوى الزعامات السياسية والقواعد الشعبية، ليكون لبنان وطن الحوار، الذي يلتقي فيه الشمال بالجنوب، والجبل بالعاصمة»، طالب بـ«إعادة تفعيل قانون من أين لك هذا، لمحاسبة الذي أثروا من مال الدولة. وصادروا أملاكها البرية والبحرية، لتثبت هذه الحكومة المسماة حكومة الوحدة الوطنية أنها للوطن كله لا لأصحاب النفوذ الذين يهدرون المال العام لحساب جماعاتهم ويعطون الرشاوى لمصلحة انتخاباتهم».

وقال فضل الله، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: «في لبنان، لا يزال الخطاب المتوتر الذي يثيره بعض السياسيين ضد خصومهم يسيطر على الذهنية العامة، من خلال الجدل الذي يسجل فيه كل فريق نقطة سلبية على الآخر بالطريقة التي تتشنج فيها التفسيرات ويحرف فيها الكلام، ما يزيد الموقف توترا لحسابات داخلية أو خارجية، أو لتعقيد العلاقات مع هذه الدولة الشقيقة أو تلك، بما يؤدي إلى تعطيل التقارب وإبعاد التفاهم في القضايا التي تربط البلد بمحيطه، ما قد يشير إلى أن الإيحاءات الخارجية الإقليمية والدولية لا تزال تفرض نفسها على الحركة السياسية في الوطن». وأضاف: «أننا، أمام هذا الواقع، ندعو الجميع إلى اللقاء حول المصالحات التي حدثت في الشمال (...) واعتماد الخطاب الوحدوي الوطني والأخذ بأسباب الوحدة الإسلامية ورفض الترويج للفتنة العمياء والخلافات العقيمة والغيبوبة في كهوف التراكمات التاريخية وإبعاد الحاضر والمستقبل عن الاهتمامات الكبرى والقضايا المصيرية».

وشدد على «ضرورة توسعة حركة الحوار بين الأفرقاء على مستوى الزعامات السياسية والقواعد الشعبية، ليكون لبنان وطن الحوار الذي يلتقي فيه الشمال بالجنوب، والجبل بالعاصمة، في الوقت الذي تبدأ الدولة في عملية التنمية على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية، وذلك من خلال اتخاذ الحكومة قرارات اقتصادية أكثر شجاعة في ما يتصل بأمور العمال والموظفين، وترتيب أوضاع الطبقات الفقيرة التي أصبحت تمثل أكثرية الشعب اللبناني بعدما كادت الطبقة المتوسطة أن تختفي بفعل الغلاء الفاحش ومشاكل الواقع الاقتصادي، وذلك من ضمن الإمكانات المتاحة التي يمكن تطويرها وتنميتها بالمزيد من الاتصالات بالدول العربية والأجنبية التي تتحدث دائما عن اهتمامها بلبنان ومساعدتها له». وأشار فضل الله الى «أن الشعب اللبناني يطالب بحكومة الوطن لا بحكومة أو دولة الأشخاص، الذين ما زالوا ينقلون البلد من مشكلة إلى مشكلة، بعيدا من أي حل واقعي لأوضاعه المعقدة، لأن الكثيرين منهم أصبحوا هم المشكلة وليس الحل، لأنهم أدمنوا الشخصانية والطائفية والمذهبية ولم يدمنوا الوطنية التي تتسع للجميع.