السودان: سعودي مول عملية «الغزو» لاغتيال الدبلوماسي الأميركي وسائقه في الخرطوم

البشير يتعهد بحل أزمة دارفور العام المقبل ويصف المسلحين بأنهم مجموعة من «النهابين» وقطاع الطرق

TT

كشف مصدر أمني سوداني يقوم بالتحريات في قضية اغتيال الدبلوماسي الاميركي جون جرانفيل وسائقه السوداني عبد الرحمن، فجر اليوم الاول من يناير (كانون الثاني) من العام الجاري، ان المتهمين في القضية التي تعرف باسم «الغزو» وعددهم 5 سودانيين، تلقوا دعما من مواطن يقيم بدولة عربية، لتنفيذ عمليات هجومية ضد الاجانب في اقليم دارفور.

ودخل المتهمون قاعة المحكمة وهم يتلون القرآن الكريم بصوت عال، وقد اطلقوا لحاهم ويحملون المسابح بين ايديهم، ولا تبدو عليهم علامات الخوف. وكشف اللواء عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم، الذي يقوم بالتحريات في القضية، امام المحكمة أول من أمس ان المتهم الرابع تسلم مبلغ 35 ألف ريال سعودي من احد السعوديين، وكنيته ابو محمد، بعد ان علم بنيته التوجه للجهاد في الصومال، فطلب منه ايصالها للمجاهدين هناك، لكن المتهمين استفادوا من الاموال، وقرروا القيام بـ«غزوة» داخل السودان.

وقال اللواء عبد الرحيم ان «المتهمين سافروا الى دارفور لتنفيذ عمليات جهادية كما اسموها، تستهدف الاجانب الموجودين فى الاقليم، واستخرجوا هويات رسمية من مكتب السجل المدنى بمدينة، الأُبَيِّض، بغرب البلاد زوّروا فيها أسماءهم، وقدموا للسلطات هناك بيانات غير حقيقية لاخفاء شخصياتهم حتى يتمكّنوا من التنقل بحرية بين السودان والصومال.

وفي الجلسة التي شهدت حضورا مكثفا، أنكر المتهمون الاقوال المنسوبة اليهم امام قاضي المحكمة، سيد أحمد البدري، وذكروا انهم ادلوا باعترافاتهم تحت الاكراه، وأمليت عليهم. وزاد المتهم الثاني بالاشارة الى شخص داخل القاعة قال انه ضابط من وحدة مكافحة الارهاب بجهاز الامن والمخابرات قام باملاء الاقوال عليه. فيما اعترف احد المتهمين باقواله. من جهة ثانية قال الرئيس السوداني عمر البشير ان الانتخابات العامة في البلاد ستجرى في موعدها العام المقبل، ووعد البشير باتاحة الفرصة للشعب «ليستمتع» بعملية انتخابية حرة ونزيهة وقائمة على الشفافية والوضوح. وتعهد البشير في كلمة القاها في حفل افطار اقامه المسيحيون الاقباط في الخرطوم، بحل الازمة في اقليم دارفور خلال العام المقبل، وقال: «نحن حققنا السلام في جنوب السودان وسنحققه في دارفور»، وقال ان أية عقوبات غربية على بلاده هي عبارة عن دعم للحركات المسلحة لمواصلة حربهم في دارفور، واضاف: ان كافة الحركات المسلحة في الاقليم تحولت الى «مجموعة من النهابين وقطاع طرق». وقال البشير ان بلاده تتعرض لمؤامرة سببها ثرواته، وخاصة البترول. وكشف البشير ان احد قادة الافارقة، لم يذكر اسمه، ابلغه بانه رفض التنقيب عن البترول في بلاده خشية من الحروب بسبب المطامع حوله.

وقالت هيئة مناهضة لاقامة سد مائي جديد باسم «سد دال» على نهر النيل في شمال السودان رفضها الشديد لاقامة السد، لانه «لا يعود بأية فائدة لسكان المنطقة»، وقالت في مؤتمر صحافي في الخرطوم ان المستفيد الوحيد من اقامة السد هو مصر. وشددت الهيئة على لسان رئيسها عباس توفيق انها ستناهض المشروع بكل الوسائل السلمية، وسيقام السد في منطقة اقصى شمال السودان واتهمت الهيئة الحكومة بالسعي الى التهجير القسري لسكان المنطقة وهم من قومية النوبة، التي تسكن في المنطقة الواقعة جنوب مصر وشمال السودان. كما اتهمت الحكومة بعدم الشفافية مع الاهالي. وقالت ان الحكومة وعدت بان تطلع السكان على أية خطوة حول اقامة المشروع، ولكن تصريحات اخيرة لوالي الولاية الشمالية تحدثت عن اقامة المشروع وقصر المشاورات مع السكان في امر التعويضات فقط.