الموصل: مقتل 4 من كادر فضائية عراقية بينهم مدير المكتب ومصوران

«الشرقية» حملت قناة شبه حكومية «المسؤولية الأخلاقية».. و«العراقية» تنفي

عراقيون يشاهدون برنامج «فطوركم علينا» الذي تبثه الشرقية، حيث تعرض 4 من فريق البرنامج للاختطاف والقتل في الموصل امس (ا.ف.ب)
TT

أعلنت قناة الشرقية الفضائية العراقية، في بيان السبت مقتل اربعة من العاملين فيها احدهم مدير مكتبها في الموصل ومصوران وسائق بعيد خطفهم من قبل مسلحين مجهولين في المدينة التي تقع على بعد 370 كلم شمال بغداد، وحملت قناة العراقية المسؤولية الاخلاقية، ومن جانبه اكد المتحدث باسم عمليات محافظة نينوى العميد خالد عبد الستار، امس، ان الاجهزة الامنية اعتقلت خمسة من المشتبه بتورطهم بالحادث.

وقال علي وجيه مدير الاخبار في قناة الشرقية لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في دبي، امس، ان «الفريق التلفزيوني كان يصور حلقة من برنامج (فطوركم علينا) في منطقة الزنجيلي الفقيرة والتي كانت قد تعرضت لأكبر تفجير في تاريخ العمليات الارهابية في العراق، ثم تعرضوا للاختطاف بينما بقي اثنان من الفريق داخل البيت الذي كان يجري فيه التصوير»، مشيرا الى ان الذين تعرضوا للاختطاف والقتل هم «مصعب محمود العزاوي مدير مكتب الشرقية في الموصل، واحمد سالم وايهاب معد، مصوران، والسائق قيدار سليمان»، موضحا ان مصعب كان قد رزق بطفلة قبل اربعة ايام فقط. وقالت مصادر امنية عراقية ان «الشرطة العراقية عثرت على اربع جثث تعود لكادر قناة الشرقية في الموصل، كانوا قد خطفوا قبل فترة قصيرة في حي الزنجيلي وسط المدينة»، موضحا ان «الجثث تعود لمراسل ومصورين وسائق»، مشيرة الى ان «فريق الشرقية كان مكونا من ستة اشخاص، بينهم مقدمة البرنامج التي كانت مع احد زملائها داخل احد المنازل اثناء وقوع الاختطاف وبعد نجاتهما من الحادث تم نقلهما الى أربيل».

و«فطوركم علينا» هو احد البرامج الرمضانية التي لاقت شعبية كبيرة في البلاد. ويقوم كادر القناة في هذا البرنامج بزيارة احدى العائلات الفقيرة واعداد الافطار معها، وهو يجري حوارا معها حول احوالها. وبعد ذلك تقدم القناة هدية للعائلة منها اجهزة كهربائية ومبلغ من المال.

واتهم وجيه قناة «العراقية» شبه الرسمية بالتحريض ضد العاملين في «الشرقية»، وقال «ان التلفزيون العراقي يتحمل المسؤولية الاخلاقية والمعنوية عن جريمة» مقتل الاربعة لقيامه بـ«حملة تشهير ضد القناة»، مشيرا الى ان «القناة العراقية بثت تقارير (مفادها) ان قناة الشرقية تضر بالعراقيين لانها بثت تقريرا يظهر تعذيب سجناء في السجون العراقية». وقال مدير اخبار الشرقية ان «قناتنا تتعرض على طول السنة الى المضايقات من قبل الحكومة، حيث نحصل على الاخبار واللقاءات بصعوبة كوننا نعرض الحقائق، كما نتعرض للهجوم خلال شهر رمضان بسبب برامجنا الناقدة ومنها (الزعيم) في العام الماضي، و(ابو حقي) العام الحالي».

من جانبه، نفى زهدي البياتي المستشار الاعلامي لقناة «العراقية» الاتهامات التي جاءت على لسان وجيه، وقال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد «نحن زملاء وإعلاميون عراقيون تجمعنا الكلمة الشريفة والحوار الصريح من اجل سلامة العراق، ولا يمكن ان نحرض ضد زملائنا، ولم ولن نبث أي برنامج تحريضي ضد أي قناة اخرى سواء كانت الشرقية او غيرها»، مشيرا الى ان «العاملين في العراقية يغمرهم الحزن الشديد لاستشهاد اربعة من زملائنا وأبنائنا الذين كانوا يناضلون بكاميراتهم من اجل وحدة العراق والعراقيين ولن نسكت على مثل هذه الجريمة البشعة».

من جهته، أوضح ستار زيارة، مدير اخبار العراقية، ان «كل ما قمنا به هو عرض جزء من مؤتمر صحافي لوزيرة حقوق الانسان العراقية فندت فيه ما جاء في البرنامج الذي عرضته الشرقية عن سجن العدالة في الكاظمية الذي اتضح ان الزملاء في الشرقية اعتمدوا فيه على وثيقة تعود لعام 2006 وان السجن المذكور كان مغلقا، هذا ما عرضته العراقية من غير ان نذكر الشرقية او غيرها وانما عرضنا جزءا من مؤتمر صحافي ليس إلا».

ونعت القناة الفضائية التي يملكها الكاتب والاعلامي العراقي المعروف سعد البزاز في بيان «كوكبة من العاملين سقطوا شهداء اليوم على أيدي قوى الضلال الغادرة التي تعبث بأمن العراق وتكمم افواه الاحرار وتلاحق الاعلام الوطني المستقل والعاملين في كل مكان». وأكدت القناة في بيانها «على عزمها على الاستمرار في خطها المستقل ونهجها الوطني».

وحسب وجيه، فان «فرقنا التلفزيونية تتحرك في العراق بلا أي دعم امني، وقد استشهد حتى الآن 12 من زملائنا العاملين في القناة وفي جميع انحاء العراق».

من جانبه، قال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى عبد الستار في تصريح للوكالة المستقلة للانباء (اصوات العراق)، إن «الاجهزة الامنية تمكنت اليوم (امس) من اعتقال خمسة من المشتبه بتورطهم بقتل اربعة من منتسبي قناة الشرقية غرب مدينة الموصل.