تحقيقات قضائية وأمنية مكثفة في اغتيال العريضي

مواقف تنبه إلى خطورة الجريمة واستهدافها السلم الأهلي

ولدان يراقبان المسحراتي وهو ينبه الناس إلى وقت السحور في مدينة صيدا جنوب لبنان (رويترز)
TT

استأثرت جريمة اغتيال القيادي في «الحزب الديمقراطي» اللبناني صالح العريضي بانفجار استهدفه داخل سيارته في بلدة بيصور (جبل لبنان)، باهتمام الاجهزة القضائية والأمنية، التي كثفت تحقيقاتها وواصلت جمع المعلومات والأدلة والبحث عن خيوط تقود الى كشف ملابساتها.

واستمعت الاجهزة الأمنية الى افادات عدد من الشهود، باشراف قاضي التحقيق العسكري سميح الحاج، الذي سيترأس غدا الاثنين اجتماعا أمنيا في مكتبه في مبنى المحكمة العسكرية لتقويم المعلومات الاولية المتوافرة عن الجريمة ومناقشة تقارير الادلة الجنائية وخبراء المتفجرات. والتثبت مما اذا كان العمل الفني والتقني الذي تولته الجهات اللبنانية في مسرح الجريمة كافيا، أم ان الامر يتطلب مساعدة من لجنة التحقيق الدولية التي سبق لها ان ساعدت السلطات اللبنانية تقنيا في جرائم اغتيال مماثلة.

وفي هذا السياق، استمرت ردود الفعل السياسية والحزبية المستنكرة لهذه الجريمة، ورأت فيها استهدافا للسلم الاهلي والمصالحة الوطنية التي شقت طريقها بين القوى المختلفة سياسيا في لبنان. فاعتبرت «الكتلة الشعبية» لنواب قضاء زحلة في بيان لها «ان متفجرة بيصور جريمة سياسية في منطقة حساسة، وفي توقيت يراد منه تعميم الفتنة في كل المناطق وايصالها الى الجبل، لاستهداف الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي، ولتقويض حكومة الارادة الوطنية الجامعة، وعرقلة الانفتاح الآخذ بالتوسع بعد اتفاق الدوحة».

ورأت «ان وقائع وخلفية الجريمة اظهرت ان المستفيد الاول منها هو اسرائيل المتربصة شرا بلبنان، التي لا تزال تتحين الفرص لبث التفرقة وتعكير مسيرة الأمن والاستقرار».

ودانت الكتلة اغتيال العريضي «الذي تميز بمواقفه الوطنية»، واكدت ان افضل رد على الجريمة «يأتي بوأد الفتنة عن طريق المزيد من التلاحم والحوار والتهدئة والتمسك بالثوابت الوطنية، وترك القضاء يمارس صلاحياته بشفافية تامة».

ورأى عضو كتلة «التحرير والتنمية» النيابية النائب انور الخليل «ان الايدي الاسرائيلية واضحة جدا في جريمة اغتيال الشهيد صالح العريضي»، معتبرا «ان عملية الاغتيال كانت تهدف الى افتعال فتنة جديدة بين ابناء الصف الواحد وداخل الطائفة الواحدة»، قائلا: «قد تكون الايدي المنفذة للجريمة غير اسرائيلية، لكن البصمات واضحة هي اسرائيلية الاهداف، ومصلحة اسرائيل هي اشعال فتنة داخل طائفة الموحدين الدروز، واجرام اسرائيل غير محدود وهو اجرام يطول لبنان في الجنوب والشمال وكل مكان، وهو عدوان مستديم».

اما رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع فوضع اغتيال العريضي «في سياق الاغتيالات السابقة»، واعتبر انه «مشابه تماما لاغتيالات حصلت مع فارق بسيط وهو ان العريضي لا ينتمي الى اي حزب من احزاب 14 اذار، لكنه عمليا كان يعمل في الاتجاه نفسه الذي تعمل فيه هذه الاحزاب منذ ثلاث سنوات حتى الان».

وقال: «ان استهدافنا كقوى 14 اذار يأتي في اطار تبنينا لمشروع سياسي معين، وليس لمجرد انتمائنا الى احزاب محددة. ان كل من استهدف، بدءا من الرئيس (رفيق) الحريري وصولا الى النائب انطوان غانم، كان بسبب السعي لتحقيق هذا المشروع الذي يهدف الى لبنان السيد الحر والمستقل، واليوم استهدف الشيخ صالح العريضي لانه بدأ منذ فترة وجيزة العمل من اجل الهدف والاتجاه ذاتهما». مؤكدا ان لبنان «لا يزال مستهدفا وعملية الاغتيال هذه ستزيدنا صلابة وتصميما وايمانا، لاننا لا يمكن ان نتخلى عن بلدنا وسنبقى متمسكين به الى حين تخلي الاخرين عن مصالحهم في بلدنا».