ترحيب لبناني واسع بالحوار الذي دعا إليه سليمان

طعمة لـ«الشرق الأوسط» : ما جرى في الشمال والبقاع سيساهم في استكمال المصالحات في كل لبنان

الرئيس اللبناني ميشال سليمان، خلال استقباله أمس النائب السابق علي عيد زعيم العلويين في طرابلس ونجله (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

ركزت تصريحات المسؤولين اللبنانيين على الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وإذ نوّه وزير الدولة يوسف تقلا بالخطوة التي قام بها سليمان، رأى النائب علي عسيران «ان فشل الحوار سيقود البلاد الى مهالك ستطول الجميع من دون استثناء»، فيما قال عضو «كتلة المستقبل» البرلمانية النائب مصطفى علوش: «نحن ذاهبون الى جلسات الحوار بقلب وعقل منفتحين». بدوره، اشاد عضو اللقاء الديمقراطي النائب نعمة طعمة في تصريح الى «الشرق الاوسط» بدعوة سليمان «لان من شأنها تعزيز الاستقرار الداخلي وتحصين السلم الاهلي».

وفي التفاصيل، رأى تقلا ان «جريمة بيصور (التي راح ضحيتها صالح العريضي) هي رسالة»، منوّها بخطوة سليمان الذي «يضع نصب عينيه إعادة تأسيس الدولة».

وقال: «ان الحوار سيدخل في العمق ولن تبقى الأمور سطحية، بل ستعالج بشكل جذري وأساسي. ان اتفاق الطائف هو دستور لبنان بينما اتفاق الدوحة كان لحل مشكلة وليس اتفاقا أساسيا. وقد مهد لانطلاق الحوار بإدارة الرئيس سليمان، وفي الوقت نفسه أدخل الجامعة العربية وأمينها العام (عمرو موسى) محاورا». ولفت الى ان «هناك قضية جامعة في لبنان تتعلق بالسلاح». أضاف: «إن المهم هو التحاور بعيدا عن الشارع. الرئيس سليمان فتح الباب للحوار في بيت الشعب، وشدد على ان الحوار لا يلغي دور المؤسسات بل يكملها. ونجح في إصدار مرسوم رفع الحد الأدنى للأجور بعد انتظار استمرّ سنوات». ورجّح أن «تقدم لجنة الإدارة والعدل مشروع قانون متكاملا للتقسيمات والإصلاحات الانتخابية»، مشددا على أن «لكل لبناني حقا دستوريا في الانتخاب أينما وجد». وأكد أن «المحكمة الدولية ستستمر حتى بلوغ النتائج المرجوة» وأن «لا أحد يستطيع إيقافها». من جهته، اشاد طعمة بدعوة سليمان الى الحوار «لان من شأنها تعزيز الاستقرار الداخلي وتحصين السلم الاهلي. كذلك ان هذه الخطوة تعتبر ترجمة لاتفاق الدوحة، الذي ارسى مناخات ايجابية واسس لمرحلة جديدة في لبنان».

ورأى ان «لبنان مقبل على مرحلة جديدة قد تحمل في طياتها متغيرات وتحولات تخدم المصلحة الوطنية وتعيد للبنان دوره وتألقه في هذه المنطقة، بعد ما عاناه من مآس وأحداث امنية مؤسفة وانقسامات سياسية بلغت الذروة في محطات معينة». واشار الى «الخطاب السياسي العقلاني لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، الذي كان اول من دعا الى وقف الحملات السياسية بين الفرقاء اللبنانيين ونبذ الحالات الطائفية والمذهبية والتعالي عن الصغائر والابتعاد عن التشنجات التي تساهم في الانقسامات وتؤدي الى مزيد من الخلافات، التي عمقت الهوة بين ابناء الوطن الواحد».

وثمّن «المصالحات التي حصلت في الشمال بحيث كان لها وقعها الايجابي على أكثر من صعيد، لان من شأنها ان تعزز اواصر الوحدة الوطنية بين كل الطوائف والمذاهب، كذلك باعتقادي ان ما جرى في الشمال والبقاع سيساهم في استكمال المصالحات في كل لبنان، خصوصا ان الردود والمواقف على هذه الخطوات انما كانت جامعة وداعمة ومؤيدة من كل الاطراف على حد سواء».

واشار الى «زيارة السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز خوجة الشمال ولقائه مع كل المراجع السياسية والروحية، اضافة الى لقاءاته في بيروت والمناطق ايضا مع جميع القوى السياسية، ما يؤكد أن دور المملكة العربية السعودية داعم اساسي للبنان وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين. وفي المقابل، نبدي أسفنا واستنكارنا لما يصدر عن البعض من تطاول وحملات على المملكة وهذا لا يعبّر عن الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الذي يقدر تضحيات السعودية في سبيل وحدة لبنان وازدهاره».

وقال علّوش، من جهته، «نحن ذاهبون الى جلسات الحوار بقلب وعقل منفتحين، اذ لا أمل للبنان وأهله الا بوضع كل السلاح تحت سلطة الدولة الشرعية»، مشيرا الى ان «أي محاولة للتقارب بين اللبنانيين سيحاولون عرقلتها بالدم، كما حدث في اغتيال الشهيد الشيخ صالح العريضي». وفي إفطار مثل فيه النائب سعد الحريري، اشار الى «الفترة العصيبة التي مرت فيها طرابلس خلال الخمسة اشهر الماضية»، منددا بـ«الذين يحاولون تصوير مدينتنا على انها مرتع للارهاب والتعصب والتطرف، وها هي تفتح قلبها لجميع ابنائها لتفوت الفرصة على من يحاولون استدراجها الى متاهات الفتنة». واضاف: «ان المصالحة يجب ان تستكمل بنودها بوضع القوى الامنية في مواجهة المعتدين وعودة الآمنين الى منازلهم وتوفير البدائل للمهجرين وصولا الى التعويض عن شرور الماضي». وشدّد النائب محمد عبد اللطيف كبارة على ان «طرابلس هي عاصمة اللبنانيين السنة، وفي الوقت نفسه رمز الاعتدال والعيش المشترك، من دون اي توجه مذهبي او طائفي. فطرابلس بجميع مكوناتها الاجتماعية مدينة متدينة وملتزمة نهج الاعتدال، ونتمنى ان تكون هذه المصالحة بداية لصفحة جديدة يكون الانماء عنوانها».

ورأت النائبة صولانج الجميل «أن اتفاق الدوحة شكل خطوة عظيمة»، متمنية ان «يخرج الحوار في قصر بعبدا بالنتائج المرجوة».

ولفتت الى «أن الناخب المسيحي لم يعد يسير وراء خدمات ظرفية، ويجب ان يعرف ان لصوته وجهتين، فإما لبنان السيد الحر المستقل، او لبنان التابع لولاية الفقيه أي لايران». وإذ ابدت اسفها «لاستمرار سقوط الشهداء»، أشارت إلى «أن الفرق بين المقاومة المسيحية والمقاومة الاسلامية هو في الخط السياسي والهدف. الاثنتان لديهما شهداء نتمنى ان يشكلوا عامل وحدة لبناء لبنان المستقبل». ورأت «ان الساحة السياسية المسيحية يجب ان تتوحد على موقف واحد وليس على زعيم واحد».

واعتبرت «أن لبنان اليوم امام اختبار حقيقي وخطير، وأتمنى ان يكون الاخير، لأننا امام من يحاول تغيير وجه لبنان، أكان فريقا داخليا او خارجيا». وقالت: «يكفينا تنفيذ أوامر اعداء لبنان»، معتبرة «أن سورية وإيران تعملان ضد لبنان»، وان «تصميم اللبنانيين سيبقي لبنان على الساحة الدولية». واعتبرت «أن هناك فريقا يريد فرض رأيه بالقوة والقمع والترهيب وهذا ما لن نقبله».

من جهته، رأى النائب علي عسيران «ان الحوار الآتي يجب ان يكون امتحانا للقادة اللبنانيين في مدى تمسكهم بلبنان وبمستقبل الاجيال الصاعدة من أبناء الشعب اللبناني».

واعتبر «ان فشل الحوار سيقود البلاد الى مهالك ستطول الجميع من دون استثناء»، لافتا الى «ان الجميع مدعوون ليبرهنوا ويؤكدوا ان لبنان المستقل هو هدفهم، كما عليهم ان يجدوا الصيغ السياسية والأسس للحياة الكريمة المرجوة للبنانيين كافة». واكد «ان تجربة الحوار ستكون تجربة رائدة لإعادة تموضع الجميع في المكان الذي يريده الشعب اللبناني، وجميعنا مدعوون لحفظ بعضنا البعض لاننا ابناء هذا الوطن».

وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فريد حبيب «ان لبنان يمر بمرحلة مهمة فيها صراع بين خطين: خط يدعو للسيادة والحرية وآخر يدعو لولاية الفقيه اي حزب الله». وقال: «نحن لا نحتكر الوطنية فهناك الكثير ممن يحبون لبنان وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اللذان يحاولان كل يوم اثبات ذلك». وأضاف: «لسنا اعداء مع اي دولة تعترف باستقلالنا غير ان هناك بعض الانظمة في بعض الدول تحاول ان يعود لبنان الى الماضي والى الخضوع لسلطتها. ولكنهم خسئوا ولن يستطيعوا تحقيق ذلك».