بعد أزمة الدبلوماسيين مع واشنطن.. بوليفيا تطلق الحوار مع المعارضة بعد إعلانها الطوارئ

عملاء مكتب مكافحة المخدرات الأميركي يغادرون البلاد

TT

واصلت الحكومة البوليفية أمس، مساعيها لإحياء الحوار مع المعارضين المطالبين بالحكم الذاتي، بعدما فرضت حال الطوارئ في منطقة باندو الصغيرة (شمال) التي شهدت اعمال عنف خطرة أوقعت منذ الخميس ثمانية قتلى على الأقل.

وقد شهدت 5 مناطق في بوليفيا التي تعد عشرة ملايين نسمة مواجهات بين انصار الرئيس الاشتراكي ايفو موراليس وناشطين، مطالبين بالحكم الذاتي يعارضون مشروع اصلاحاته الدستورية. وفي القصر الرئاسي في لاباز، التقى ماريو كوسيو المتحدث باسم خمسة حكام معارضين للرئيس موراليس ليل الجمعة السبت، نائب الرئيس الفارو غارسيا لينيرا لبدء حوار صعب، علما بأن المحادثات بين السلطة التنفيذية اليسارية والحكام المطالبين بالحكم الذاتي الذين يميلون الى اليمين، متوقفة منذ ثمانية اشهر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقد اضطر رئيس الدولة ايفو مورالس ليل الجمعة السبت، لاعلان حالة الطوارئ في منطقة باندو (شمال) الصغيرة التي تعد سبعين ألف نسمة والحدودية مع البرازيل، بسبب اعمال العنف المتواصلة التي اوقعت ثمانية قتلى الخميس، فضلا عن عشرات الجرحى. ووضعت منطقة باندو ومطارها تحت سيطرة الجيش والشرطة. وافادت السلطات بأن اعمال العنف والنهب، هي من فعل زمر منظمة يعتقد ان بعض اعضائها أجانب جاءوا من البرازيل. واعلن وزير الداخلية الفريدو رادا انه يخشى حصيلة اكبر بينما قدرت وسائل الاعلام المحلية عدد القتلى بـ16 منذ الخميس فيما تحدث بعض الفلاحين عن نحو خمسين قتيلا.

وفي ما يتعلق بالمحادثات الجارية صرح ماريو كوسيو حاكم محافظة تاريخا (جنوب) ان المهمة الأولى هي توفير السلم في البلاد ثم العمل على «ميثاق وطني كبير» يتيح التوصل الى «عملية مصالحة». ومنذ اربعة ايام تنظم مظاهرات مناهضة للحكومة في خمس مناطق، من اصل تسع تتألف منها بوليفيا، هي: سانتا كروث (شرق) وتاريخا (جنوب) وبيني وباندو (شمال) وتشوكويساكا (جنوب غرب) مع اقامة حواجز على الطرقات وعمليات نهب واحتلال لمبان حكومية. ويعارض حكام هذه المناطق الرئيس موراليس، بالرغم من ان ولايته حظيت بتأييد واسع في اغسطس (آب) في استفتاء نال فيه نحو 68% من الأصوات.

وطلبت الكنيسة الكاثوليكية ومنظمة الدول الأميركية والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة من الحكومة والمعارضين التفاوض بشأن الالتزام بهدنة.

وقد أثار تصعيد العنف في بوليفيا ازمة دبلوماسية اقليمية مع قرار الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز المفاجئ طرد السفير الاميركي من كراكاس تضامنا مع لاباز. واتهم موراليس رئيس البعثة الاميركية في لاباز فيليب غولدبيرغ بدعم المعارضة.

وينتقد اليمين والحكام المطالبون بالحكم الذاتي الحكومة لمشروعها تعديل الدستور الذي لا يأتي في نظرهم على ذكر وضع الحكم الذاتي للمناطق. لكن ما ينددون به خصوصا هو اصلاح زراعي يحد حجم الملكيات بـ5 او 10 آلاف هكتار.

وتبدو البلاد الواقعة في الانديس مقسمة الى شطرين بين انصار الرئيس اليساري ايفو موراليس وغالبيتهم من الفلاحين الفقراء في جبال الانديس من جهة، والخلاسيين والأقلية البيضاء الذين يعيشون في السهول الشرقية والجنوبية، حيث تتركز الاراضي الخصبة والمحروقات من جهة اخرى. ومن جهة اخرى وبعد أزمة الدبلوماسيين مع واشنطن غادر عملاء مكتب مكافحة المخدرات الاميركي منطقة شاباري البوليفية، وهي اكبر منطقة لزراعة نبتة الكوكا في البلاد، بعد 48 ساعة على اعلان لاباز قرارها طرد السفير الاميركي كما افاد الجمعة مسؤول في الشرطة. وقال رئيس شرطة شاباري الكولونيل باستور اوريلانا، كما نقلت عنه صحيفة «لا رانزون دي لا باز» ان عملاء مكتب مكافحة المخدرات الاميركي «غادروا (الخميس)، وعددهم نحو 60 وقد توجهوا الى مدينة كوشابامبا (وسط)».