روسيا تسحب قواتها من ميناء بوتي.. وبوتين يثير تساؤلات بشأن وجود أميركيين في جورجيا

الرئيس الأذربيجاني يزور موسكو الثلاثاء

قوات روسية اثناء انسحابها من ميناء بوتي الجورجي أمس (أ ف)
TT

أفادت تقارير امس بأن روسيا سحبت آخر قواتها من ميناء بوتي في جورجيا. وعرض التلفزيون الروسي لقطات أظهرت القوات وهي تفكك نقاط التفتيش في الميناء المطل على البحر الأسود قبل رحيل القوات في شاحنات. وقال سكان محليون إنه كان يتمركز في بوتي حوالي 150 جنديا روسيا وعشر دبابات، حسب وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ). وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الاتحاد الاوروبي لديه تعهدات كافية من الدول الاعضاء لتشكيل فريق من المراقبين قوامه 200 شخص ونشره في جورجيا قبل بداية أكتوبر (تشرين الاول)، حسب رويترز.

وأضاف أنه واثق من أن روسيا ملتزمة بالموعد النهائي وهو العاشر من أكتوبر لسحب قواتها من الاراضي الجورجية خارج اقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليين.

ومن جهة اخرى يقوم الرئيس الاذربيجاني الهام علييف بزيارة الى روسيا الثلاثاء بدعوة من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف، كما اعلن الكرملين في بيان امس. ولم يشر البيان الى برنامج زيارة الرئيس الاذربيجاني كما رفضت متحدثة ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية الكشف عن مضمونه.

وتشكل اذربيجان، الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالمحروقات، نقطة انطلاق الممر الاستراتيجي للنفط والغاز الذي يعبر جورجيا المجاورة قبل بلوغ تركيا ثم اسواق اوروبا الغربية متفاديا الاراضي الروسية. وقد اثار النزاع الاخير بين روسيا وجورجيا مخاوف حيال امن هذا الممر الاستراتيجي للصادرات الى الغرب.

وفي نفس الوقت، قال فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية إن روسيا حصلت على أدلة قاطعة على وجود مواطنين أميركيين في منطقة النزاع الجورجي الاوسيتي.

وقال بوتين ان من المفترض أن توجد في منطقة النزاع قوات حفظ السلام ومبعوثو منظمة الأمن والتعاون بأوروبا إلى جانب السكان المحليين.

وقال بوتين فى مقابلة مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية نشرت امس «السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يوجد مواطنو الولايات المتحدة في هذه المنطقة وما كان عملهم؟».

ونقلت وكالة انباء نوفوستي الروسية عن بوتين قوله في المقابلة أن نائب رئيس أركان الجيش الروسي كان قد عرض على الصحافيين صورة جواز سفر أحد هؤلاء المواطنين اميركي.

وأضاف أن لا أحد ينكر أن الولايات المتحدة ساعدت النظام الحاكم الجورجي على إنشاء جيش له. كما لا ينكر أحد أن «المدربين الأميركيين حاولوا الإشراف على تدريب الجيش الجورجي». واستطرد بوتين ان الإدارة الأميركية أفسدت العلاقات الأميركية الروسية. وأكد أن روسيا تدعم المجتمع الدولي في حربه ضد الإرهاب، ولكنها ترى أن المجتمع الدولي لا يحارب الإرهاب باقتدار دائما.

وأوضح بوتين في حديثه مع الصحيفة الفرنسية أن الغارات الجوية على قواعد الإرهاب في أفغانستان لا تحقق النتائج المرجوة منها إذ يقع كثيرون من السكان المدنيين ضحية لها.

أما بالنسبة لمكافحة المخدرات، فيرى بوتين أن التحالف الدولي في أفغانستان لا ينجح في هذه الجبهة بل يحقق نتائج سلبية بدليل أن إنتاج الهيرويين الأفغاني في نمو مستمر.

وقال ان هذا يعني دعم الإرهاب لأن الأموال الناتجة عن تجارة المخدرات الأفغانية في أوروبا الغربية تستخدم في جانب كبير منها لتمويل الإرهاب. ولكي تتزايد محاربة الإرهاب فعالية يرى بوتين ضرورة أن يتزايد التعاون الدولي.

ومن جهة ثانية، قال مسؤول حكومي كبير ان الانفاق الروسي على الاسلحة سيرتفع الى مستوى قياسي يبلغ 5 .46 مليار دولار في العام القادم، فيما يسعى الكرملين لتعزيز القوات المسلحة بعد صراع مع جورجيا، حسب رويترز.

وظهر سيرجي ايفانوف نائب رئيس الوزراء الروسي على التلفزيون الروسي وهو يقول ان طلبيات الدفاع الوطني للبلاد سترتفع الى 2. 1 تريليون روبل (55. 46 مليار دولار) في عام 2009 بزيادة قدرها 70 مليار روبل عما كان مخططا له سلفا.

وقال ايفانوف لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين «تمكنا من اقناع وزارة المالية بان حجم طلبيات الدفاع للدولة في عام 2009 سيكون اعلى بمقدار 70 مليار روبل عما كان مخططا له من قبل».

ومن المقرر أن يصل اجمالي حجم طلبيات الدفاع للدولة في العام المقبل الى مستوى قياسي يبلغ 2. 1 تريليون روبل.

وتشمل طلبيات الدفاع الوطنية الانفاق على الاسلحة من جانب كل الهيئات العسكرية الروسية مثل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والاجهزة الخاصة علاوة على الصيانة والانفاق على البحوث والتطوير. ولم يعط ايفانوف سببا للزيادة، لكنه قال ان اسعار العتاد العسكري تتزايد بوتيرة اسرع من توقعات الحكومة للتضخم.