براون يكافح تراجعا في الأداء الاقتصادي ومعدلات شعبيته.. والضغوط تحاصره

بسبب دعوة لانتخاب زعيم جديد لحزب العمال البريطاني

TT

قالت مسؤولة بارزة في حزب العمال البريطاني الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون امس انه لابد أن يواجه انتخابات لاختيار زعيم جديد للحزب مما يمثل مزيدا من الضغوط على براون الذي يكافح تراجعا في الاداء الاقتصادي وانخفاضا في معدلات شعبيته.

وقالت جوان ريان نائبة رئيس حزب العمال البريطاني ان مستقبل براون كزعيم للحزب يناقش بشكل سري على كل المستويات داخل الحزب وأن الوقت حان لاجراء انتخابات لاختيار زعيم جديد للحزب. ومثل هذا الانتقاد نكسة لبراون الذي يناضل من اجل اعادة طرح رئاسته للحكومة بعد سلسلة من الهزائم الانتخابية اللاذعة والتي ادت الى تشكك في امكان ان يواجه تحديا على الزعامة من جانب وزير مثل وزير الخارجية ديفيد ميليباند، حسب تقرير لرويترز.

وجاء هذا في وقت حرج قبل اسبوع تقريبا من تجمع انصار حزب العمال من اجل المؤتمر السنوي للحزب في مانشستر وتجدد الحديث عن تحد محتمل.

ويحاول براون الذي تولى رئاسة الوزراء البريطانية خلفا لتوني بلير العام الماضي وهو ليس بحاجة لاجراء انتخابات قبل مايو (أيار) من عام 2010 اعطاء دفعة جديدة لرئاسته للوزراء بعد شهور من التوقعات حول مصيره بسبب سلسلة من الهزائم المنكرة التي لحقت بالحزب في الانتخابات المحلية.

ويحاول براون الذي كان وزيرا للمالية اللحاق بحزب المحافظين المنتعش كما أنه يواجه قلقا عاما من ارتفاع فواتير السكن وهبوط سوق الاسكان وتراجع الوضع الاقتصادي في بريطانيا.

ويواجه براون الذي تولى السلطة كرئيس وزراء من توني بلير قبل اقل من 15 شهرا سخطا متزايدا على زعامته مع تأثر الاقتصاد بأزمة الائتمان في الوقت الذي يضغط فيه ارتفاع اسعار الوقود والغذاء على ميزانيات العائلات البريطانية.

وبعد 11 عاما في السلطة يأتي حزب العمال وراء حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي بفارق نحو 20 نقطة على الرغم من عدم اضطرار براون للدعوة لانتخابات عامة قبل منتصف عام 2010. وتأتي دعوة ريان لانتخاب زعيم جديد قبل أسبوع واحد من انعقاد المؤتمر السنوي للحزب والذي ينظر اليه على أنه حدث مهم يخطط براون لتقديم دفاعه من خلاله بعد شهور من العناوين السلبية. وقالت ريان لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) «أريد اجراء انتخابات على زعامة الحزب وأريد اختيارا بين مرشحين. أريد أن يكون هناك جدل».

وأضافت «اننا بحاجة لمثل هذا الجدل حول توجيه وقيادة بلدنا الان. يتم هذا الامر على كل المستويات في الحزب ويجب أن يحدث بطريقة أكثر صدقا وانفتاحا». ويقول معارضو براون داخل حزب العمال ان حزبهم ليست لديه فرصة في الفوز بالانتخابات لو ظل براون زعيما للحزب. فبعد 11 عاما قضاها في السلطة تأخر حزب العمال عن حزب المحافظين المعارض في استطلاعات الرأي بفارق حوالي 20 نقطة.

وقال كريس جرايلينج وزير الرفاه في حكومة الظل التي شكلها حزب المحافظين ان حزب العمال يعيش «حالة من الحرب الاهلية»، ودعا لانتخابات مبكرة.

وأطاح براون يوم الجمعة الماضي بعضو في حكومته بعدما دعت لاجراء انتخابات على زعامة الحزب. وقالت سيوبهاين ماكدوناج مسؤولة في الحزب ان «عددا كبيرا» من نواب حزب العمال يرغبون في اجراء انتخابات على زعامة الحزب وهو الامر الذي ينفيه قادة الحزب بشدة.

وقلل اد بولز حليف براون ووزير المدارس في بريطانيا من أهمية الحديث عن انتخاب زعيم جديد لحزب العمال وقال ان الحزب لا يزال بامكانه استعادة نشاطه والفوز في الانتخابات المقبلة.

وقال بولز لصحيفة (ديلي تيلغراف) البريطانية «لا يمكنك أن تعلم ماذا سيحدث في السياسة. قد تصدمه براون حافلة. ولكنني أعتقد أن هناك فرصة ضئيلة لان يتخذ حزب العمال قرارا بأنه يريد تغيير زعيمه».