إعصار «ايك» يجعل من جزيرة غالفستون جزءا من خليج المكسيك

في قاعة الرقص قام أحدهم إلى البيانو وعزف لحن أغنية «تيتانك»

TT

كتبت سينارا هيل في صحيفتها، وهي تتحدث عن تلك اللحظات العصيبة التي عاشتها مع ابنتها ليلي في قلب إعصار ايك: «أنا أخشى الضياع، إني خائفة فمنزلنا سيتهدم، ولذا أخشى أننا ربما نكون في خطر وإنني أخشى على الجميع هنا». أسوأ مكان تكون فيه في إعصار هو أن تكون على الجانب الأيمن من عين الإعصار، وهي متجهة بشكلها اللولبي إلى الشاطئ، فسرعة الرياح في عين الإعصار ممتزجة بالحركة السريعة للعاصفة ككل، ستهب بصورة مفزعة. إن أسوأ مكان في إعصار ايك هو غالفستون.

ويقول جون كالبريون عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس في حديث لأحد المحطات الإذاعية صباح يوم الجمعة، «إن جزيرة غالفستون ستصبح جزءا من خليج المكسيك».

لم يكن ايك مجرد إعصار يمكن أن يفاجئ أي شخص فقد بدا وكأن خليج المكسيك قد امتلأ عن آخره بالرياح، وقال خبراء الأرصاد الجوية إنهم لم يروا ارتفاع أمواج بهذا الشكل قبل قدوم العاصمة من قبل، وبدا وكأن الجدار البحري غير قادر على مواجهة مثل هذا الإعصار. كان الجميع هنا: بداية من مطاردي العواصف إلى سيدة المجتمع والأم التي تحمل طفليها ورجال الشرطة والمطافئ والعمدة وعاملي الفندق وأفراد الأسر وبعض الفتيان النحيلين ومذيعي النشرات الجوية، وإضافة إلى كل هؤلاء إعصار اسمه ايك.

وسوى بعض هدير الأمواج العاتية وصوت الرعد المفزع كان الجو في الداخل هادئا في معظم أوقات العاصفة ـ حتى حاول أحدهم فتح الباب فكان كما لو أن خرطوم الماء لدى طبيب الأسنان يسمع بالخارج، وفي حوالي الساعة الحادية عشرة مساءا وجدت العاصفة طريقا لها لتعبر عن نفسها حتى أن مذيعي النشرة الجوية لم يجرأوا على الخروج بأنفسهم.

هناك من ناموا على المقاعد وهناك من افترشوا الأرض وفيهم من اتكأوا على الجدران، وكان من بينهم الضيوف نزلاء فندق هوليداي إن المجاور حيث قدم المحامون وثيقة بعنوان «رليز آند كونفنت نوت تو سو» تقول: «بينما كانت إحدى الكوارث الطبيعية، الإعصار، على وشك أن يضرب غالفستون بتكساس بما فيها موقع فندق هوليداي إن، ونتيجة لذلك فإن الفندق... لكن الرسلة لم تكتمل».

ازداد الجو كآبة في الفندق عندما ظهرت عمدة المدينة ليدا آن توماس في مؤتمر إخباري حوالي الساعة العاشرة وطلبت من الجميع الصلاة من أجل المواطنين في غالفستون، وقالت نحن لا نعلم ما نجده هناك في الصباح.

وقام بعض الشباب الموجودين داخل الفندق وحاولوا الخروج إلى العاصفة فقال تشيس جريفن يعمل ميكانيكيا، «نحن جوعى وبحاجة إلى الطعام وتعهد أن يذهب إلى منزل أحد أصدقائه، حيث سيجد كل ما يحتاجونه، حسب قول بريان بالفري الفتى ذو العشرين عاما.

وقال بالفري «سنجد البروبان وسجق اللحم المشوي» وهناك في المرآب كان هناك اثنان من مطاردي العواصف البريطانيين يريدان الفوز بلقطات لأحد أهم الأعاصير في العالم، وقد سجلوا له شريط فيديو وصورا.

وقال ستيوارت روبنسون، 41 عاما، إنهم في انجلترا يحبون مشاهدة تلك الصور، يحبون مشاهدة الحمقى الذين يهرعون إلى حافة البحر ويتقافزون على شاطئ البحر. لقد اعتدت أن أعيش بهذه الطريقة كالمتسكع الجوال».

ولقد بللت مياه العاصفة الفندق وبلل الماء المنسكب من القادمين من العاصفة من خارج الفندق أغطية الفندق وسجاده. لقد رمى البحر بالقطران والحجارة الصغيرة على ممشى الفندق وأصبح الحائط الصخري هو الشاطئ ولقد نزعت الريح مقدمة هوليداي إن. وبعد حوالي الساعة الثانية صباحا توقف الريح وكانت غالفستون في مأمن من العاصفة، وبدأت الطيور في التحليق مرة أخرى لمدة ساعة، وخرج البعوض.

وسأل روبنسون زميله المصور «أهي عين العاصفة، سؤالك لمطارد الأعاصير كيف يكون شعورك عندما تكون في عين العاصفة كسؤالك لمتسلق جبال كيف شعورك وأنت على القمة».

وأشار جورج كورونيس مطارد الأعاصير الآخر إلى طائر النورس «لا بد وأن هذا الطائر أتى من كوبا».

كان الجميع هنا: بداية من مطاردي العواصف إلى سيدة المجتمع والأم التي تحمل طفليها ورجال الشرطة والمطافئ والعمدة وعاملي الفندق وأفراد الأسر وبعض الفتيان النحيلين ومذيعي النشرات الجوية، وإضافة إلى كل هؤلاء إعصار اسمه ايك.

وفي قاعة الرقص قام أحدهم إلى البيانو وعزف لحن أغنية «تيتانك». وفي أواخر تلك الليلة قدم أحد الرجال الذي لم يكن يرتدي شيئا سوى ملابس سباحة، لقد كان جاسون رويتر صاحب الأربعة والثلاثين عامًا والذي يمتلك متجرا، والذي قرر أن يظل في المنزل حتى يرى الماء يرتفع.