«جماعات اللبس المحتشم» تهاجم السافرات اليهوديات في القدس

تنشط في الشق الغربي من المدينة.. وأحد أكبر حاخاماتها كان صديقاً شخصياً لعرفات

أحد المساعدين الطبيين، يسعف فلسطينيا جريحا أصيب في اشتباكات مع مستوطنين في قرية بالقرب من نابلس بالضفة الغربية (رويترز)
TT

تنشط جماعات دينية يهودية متطرفة في بعض احياء القدس الغربية، لفرض «اللباس المحتشم» على النساء اليهوديات السافرات بالقوة. ويعتقد هؤلاء ومعظمهم ينتمي لحركة ناطوري كارتا اليهودية المتطرفة، ان على النساء اليهوديات ان يحافظن على الشرف. ويمنع هؤلاء على النساء المقيمات في الاحياء التي يسكنونها؛ وابرزها حي «مية شعاريم» «وبار ايلان» ان يظهرن بدون غطاء للرأس. وتخضع نساؤهم لنظام صارم، في اللباس. وتمنع اي امرأة من الظهور بدون لباس يغطي القدمين واليدين. وفقط يسمح لهن باظهار الوجه والكفين. وعرضت القناة العاشرة الاسرائليية قبل ايام فتاة يهودية في آخر العشرينات من عمرها تعرضت للضرب الشديد من قبل هذه الجماعات المعروفة بـ«وحدات الحشمة». وقالت المرأة «انهالوا عليَّ بالضرب وكبلوني وهددوني بالقتل». وكانت المرأة قد ظهرت في احد الاحياء المتشددة وهي تلبس بنطالا. وهو ما يعتبره هؤلاء المتطرفون مخالفا للديانة اليهودية. وقالت هذه المرأة «لم اعرف حتى الآن ما الذي جعلني استحق هذه المعاملة، ما دخل هؤلاء الاشخاص في حياتي؟».

وتنشط هذه الجماعات منذ عدة اسابيع فقط، بعدما قررت ان تستخدم العنف في منع ما تعتقد انه مخالف للشرف ويغضب الله. وكانت هذه الجماعات تكتفي قبل ذلك بتحذير اليهوديات عبر كتابات على الجدران وقرب الأحياء التي يسكنونها وتعليق لافتات كتب عليها «يا بنات اياكن والشرف، لا تغضبونا والبسن كما نطلب منكن» «وغطين ارجلكن وايديكن والشعر». ويعمم هؤلاء المتطرفون في حاراتهم، التي يسميها الاسرائيليون «الحارات السمراء» نسبة الى اللباس الذي يرتديه حاخاماتهم، بانه يمنع الزنا قبل الزواج، واقامة علاقات غرامية، وكذلك استخدام الواقي اثناء العملية الجنسية، ويجب إنجاب اطفال كثيرين. ونجحت الشرطة الاسرائيلية في توقيف اثنين ممن يشتبه بانتمائهما الى هذه الجماعات اثر شكوى قدمتها المرأة التي اعطت مواصفاتهما. كما اعتقل شخص ثالث بتهمة اضرام النار في محل للالبسة في احد الاحياء اليهودية المتدينة في القدس. وأعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد اعتقال الثلاثة. ولا يمر يوم واحد من دون ان تهاجم هذه الوحدات متجر «سبايس» المتخصص في المعدات المعلوماتية في حي «مية شعاريم» معقل المتشديين اليهود. وجريمة المتجر انه يبيع اجهزة لقراءة الاقراص المدمجة تسمح بمشاهدة افلام، مما يعتبره المتدينون نشاطا خطيرا يمكن ان يقود الى مشاهدة صور وافلام فاحشة. وتشتبك الشرطة الاسرائيلية كثيرا مع هؤلاء لاسباب مختلفة، منها احراق كميات كبيرة من القمامة، او التعرض الى السيارات الاسرائيلية التي تمر يوم السبت قرب هذه الحارات، اذ يؤمن هؤلاء بان السيارات يجب الا تسير يوم السبت المقدس. ولا يؤمن هؤلاء بالحركة الصهيونية ويعتبرون انها تشن حربا على الله. اذ يعتقدون ان الله سيعيد بناء الهيكل المزعوم وليس البشر، وان على اليهود ألا يبنوا دولتهم ولا ان يدخلوا الحرم الشريف حتى يأتي المسيح ويعيد، بناء الدولة والهيكل. ويعلق هؤلاء احيانا لافتات قرب الحرم مكتوب عليها «ممنوع دخول الحرم خوف العقاب». ولاجل كل هذه القناعات يحرق هؤلاء العلم الاسرائيلي اثناء الاحتفالات بعيد قيام اسرائيل. ويريدون دولة فلسطينية قوية كي تهزم الدولة الاسرائيلية. والى جانب «وحدات الحشمة»، تنشط مجموعات اعنف منها غالبا ما تستخدم القوة وتعرف بـ«القتلة الأتقياء». في اشارة الى مجموعة من اليهود المتطرفين عرفت في القرن الاول بعد الميلاد، ويشكل عناصرها مجموعة متطرفة معادية للصهيونية. وكان احد ابرز حاخامات ناطوري كارتا وهو موشيه هيرش الذي كان صديقا شخصيا للرئيس الراحل ياسر عرفات وحضر جنازته وصلى عليه كذلك.