الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات في محيط غزة.. ويصيب فلسطينياً

مصادر فلسطينية قالت إن الشاباك يقوم بجمع معلومات عن فصائل المقاومة.. ويجند فلسطينيين

أحد المساعدين الطبيين، يسعف فلسطينيا جريحا أصيب في اشتباكات مع مستوطنين في قرية بالقرب من نابلس بالضفة الغربية (رويترز)
TT

كشفت مصادر فلسطينية ان الجيش الاسرائيلي يقوم بتدريبات عسكرية غير مسبوقة في محيط قطاع غزة، فيما يقوم جهاز المخابرات الاسرائيلية «الشاباك» بجمع معلومات استخبارية عن فصائل المقاومة، ويكثف من محاولاته لتجنيد فلسطينيين كمخبرين، بعد 24 ساعة من نشر انباء تطالب باستئناف سياسة الاغتيالات في غزة. وأطلقت عناصر من القوات الاسرائيلية النار على شاب فلسطيني فأصابته بجراح بالغة بالقرب من معبر كرم أبو سالم، الذي يقع على مثلث الحدود بين مصر وغزة واسرائيل، اقصى جنوب القطاع، في ثالث حادثة خرق للتهدئة السارية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ 3 اشهر ونصف. وهددت كتائب «القسام» التابعة لحماس بتفجير الارض تحت أقدام الاسرائيليين، معتبرة ان خرق التهدئة «دليل عجز». واشارت المصادر الفلسطينية، الى أن اطلاق النار على الشاب تم بدون أي مسوغ حيث أن المنطقة كانت تشهد هدوءاً امنياً.

وأكدت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الشرق الاوسط» أن الجيش الاسرائيلي يعكف حالياً على إجراء تدريبات عسكرية في محيط قطاع غزة، مشيرة الى أنه تم رصد حركة نشطة للآليات العسكرية الاسرائيلية في المكان. واكدت أن العديد من ألوية النخبة في سلاح المشاة والمدرعات وسلاح الهندسة والطيران تشارك في هذه التدريبات التي تتم في محيط القطاع. ونوهت بأنه يشارك في هذه التدريبات بشكل خاص ألوية «جفعاتي»، و«وجولاني» إضافة للمظليين. وذكرت أن جيش الاحتلال يحاول التغطية على اجراء هذه التدريبات حيث انها تتم في المواقع العسكرية التي تقع خلف أحراش ذات اشجار طويلة وضخمة. واكدت المصادر أن جيش الاحتلال كثف مؤخراً من محاولاته جمع المعلومات الاستخبارية عن فصائل المقاومة عبر المصادر البشرية والإلتكرونية. ونوهت المصادر الى قيام الطائرات بدون طيار بتكثيف طلعاتها في أجواء قطاع غزة حيث تقوم بجمع المعلومات الاستخبارية أولاً بأول عن تحركات فصائل المقاومة ومحاولة رصد عمليات التدريب التي تقوم بها الأجنحة العسكرية التابعة لهذه الفصائل. واكدت المصادر أن جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلية (الشاباك) كثف في الآونة الاخيرة من محاولاته تجنيد فلسطينيين للعمل كمخبرين له من خلال الاتصال بعدد كبير منهم ومحاولة إغرائهم بالمال من اجل الموافقة على تزويده بالمعلومات الاستخبارية عن الواقع في قطاع غزة. من ناحيتها، أكدت «كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحركة «حماس»، أن التهديدات الصادرة عن المحافل السياسية والعسكرية الاسرائيلية بنسف التهدئة يمثل دليلاً على التخبط والعجز الذي تعيشه اسرائيل. وفي بيان صادر عن ابو عبيدة الناطق باسمها، هددت «الكتائب» بأنها «ستحرق الأخضر واليابس وتفجر الأرض من تحت أقدام الصهاينة، وسيدفع العدو ثمن أي حماقة يرتكبها في حال قام باجتياح قطاع غزة». واضاف «إن كتائب القسام قبلت بالتهدئة لمصلحة شعبنا وليس لمصلحتنا الخاصة، وإن قياداتنا هم طلاب شهادة فقد نذروا أنفسهم وأرواحهم لخدمة دينهم ووطنهم وقضيتهم العادلة، وهم أكبر من أن يرضخوا لمنطق التهديد بالقتل، وهم أسمى من أن يبرموا اتفاقًا للحفاظ على حياتهم وحماية أنفسهم على حساب شعبهم»، على حد تعبيره. واكد أن «كتائب القسام لم تغفل عن سلاحها ولم تركن إلى الراحة بل هي تعيش استراحة مقاتل على طريق الجهاد والمقاومة الطويل، وإنها جاهزة بعون الله للتصدي لأي عدوان جديد والدفاع عن الشعب والأرض بكل الوسائل، ولن يحصد الاحتلال سوى المر والعلقم والخيبة الكبيرة، فنحن قدر الله الذي سيلاحقهم إلى أن يشاء الله». يذكر أن عدداً من الفصائل الفلسطينية دعت الى اعادة تقييم التهدئة مع اسرائيل بسبب خرقها للتهدئة ورفضها رفع الحصار عن القطاع بشكل كامل واستمرار اغلاق معبر رفح الحدودي. الى ذلك، وفي جنوب الضفة الغربية، اطلق جيش الاحتلال النار فقتل طفلاً فلسطينياً، فيما أغار المستوطنون على قرية فلسطينية شمال الضفة واصابوا 8 فلسطينيين بجراح. وأعلنت مصادر طبية مقتل الطفل الفتى حسن محمد عبد حميد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في بلدة تقوع جنوب بيت لحم في الضفة الغربية بعد ظهر امس السبت. وفي نفس الوقت، اصيب 8 فلسطينيين بجراح في بلدة عصيرة القبلية جنوب نابلس شمال الضفة جراء مداهمة العشرات من المستوطنين البلدة واطلاق النار بشكل عشوائي على الأهالي. وقال رئيس مجلس البلدة حسني شريف أن الطواقم الطبية تمكنت من نقل ثمانية مصابين إلى المستشفيات والمراكز الطبية، مشيراً إلى أنه من الصعوبة معرفة المصابين وعددهم وعدد المنازل التي تم تخريبها بسبب استمرار فرض حظر التجول علي القرية. وجاء الهجوم على القرية بعد أن قام احد الفلسطينيين بالتسلل الى مستوطنة «يتسهار» المجاورة وطعن مستوطن واحراق احد المنازل في المستوطنة قبل ان يتمكن من الانسحاب.